ثقافة وفن

فيروز وأم كلثوم والقدود الحلبية في احتفالية دار الأسد … د. لبانة مشوح: سورية قلب العروبة النابض وستظل كذلك

| وائل العدس- تصوير طارق السعدوني

أنشئت دار الأسد للثقافة والفنون تطبيقاً للمرسوم التشريعي رقم 19 لعام 2003، وتم افتتاحها رسمياً في السابع من أيار عام 2004.

وأنيط بالدار نشر الثقافة الموسيقية والمسرحية وتطويرها ورفع مستواها وإحياء التراث الشعبي والاجتماعي والفني، وتعريف المجتمع بالفنون العالمية الموسيقية منها والمسرحية وتنمية الذوق الفني لدى الجمهور، وتشجيع حركة الإبداع الوطني فنياً واجتماعياً وثقافياً، إضافة إلى النهوض بمستوى الفنون الموسيقية والمسرحية والرقص الفني والمساهمة بنشر هذه الفنون لدى الجمهور السوري واطلاعه على خير ما أنتج في هذا المضمار.

مساء الإثنين الماضي، احتفلت هذه الدار بالذكرى التاسعة عشرة لتأسيسها بأمسية موسيقية أحيتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة عدنان فتح اللـه إلى جانب المغنين ليندا بيطار وسيلفي سليمان ومحمود فارس وعازف العود كنان إدناوي.

وحضر الحفل المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية د. بثينة شعبان ومحافظ دمشق طارق كريشاتي ووزيرة الثقافة د. لبانة مشوح ووزير التربية دارم طباع ونقيب الفنانين محسن غازي إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين والإعلاميين والمهتمين بالشأنين الثقافي والفني.

تفاصيل الحفل

افتتح الحفل بمعزوفة موسيقية من تأليف مهدي المهدي وشحتها آهات الكورال ورافقتها صور تذكارية اختزلت أهم العروض التي قدمت على مسارحها وأعظم الإنجازات الفنية، ثم أدى الكورال أغنية «في الروض أنا شفت الجميل» من ألحان عمر البطش.

ليندا بيطار قدمت وصلة غنائية للسيدة فيروز بأغنيات لحنها فيلمون وهبي وهي «طلعلي البكي، أنا خوفي من عتم الليل، يا دارة دوري فينا، صيّف يا صيف».

وقدم بعدها المؤلف الموسيقي وعازف العود كنان أدناوي عملاً يقدم للمرة الأولى بعنوان «لقاء»، في حين قدمت سيلفي سليمان أغنية «أنا في انتظارك» للسيدة أم كلثوم.

وقدم عدنان فتح اللـه عملين من تأليفه هما «دبكة رقم واحد، رقصة منتصف الشهر».

وقدم محمود فارس وصلة من القدود الحلبية أشعل بها المسرح غنى فيها «والنبي يما، مالك يا حلوة، صيد العصاري، يا طيرة طيري، يا مال الشام».

عمق عربي حضاري

أكدت وزيرة الثقافة لـ«الوطن» أننا اليوم نحتفل بانتصار سورية السياسي وانتصار صمود الشعب السوري وعودة العرب إلى حضن سورية تزامناً مع الاحتفال بعيد تأسيس دار الأسد.

وتعليقاً على الانفتاح العربي تجاه سورية وانعكاسه على الواقع الثقافي أجابت د. مشوح: سورية لها بُعد عربي وعمق عربي حضاري لا يستطيع أحد إنكاره، وهي كما قال الراحل جمال عبد الناصر «قلب العروبة النابض»، وستظل كذلك شاء من شاء وأبى من أبى.

وأردفت: كسر الحصار عن سورية يمكن أن يعود بالفائدة على الشعب السوري وعلى الاقتصاد السوري وبالتالي يعود بالفائدة على النشاط الثقافي الذي يحتاج إلى موارد مادية ضخمة، لكننا نعول بالدرجة الأولى على أنفسنا وعلى صمودنا وإرادتنا وأملنا بأن يكون الغد أفضل دائماً.

وأشارت إلى أن مشاريع وزارة الثقافة كثيرة، منها بناء الإنسان وحماية الهوية وترميم الأوابد الأثرية المتضررة بفعل الزلزال وبفعل الحرب الإرهابية والحصار الظالم.

وأشادت ختاماً بجمال الإنسان السوري والقيم السورية والنفس الأبية السورية التي تأبى أن تنهزم وتنكسر.

صرح حضاري

بدوره، قال مدير دار الأسد للثقافة والفنون المايسترو أندريه معلولي: إن هذه الدار ليست للموسيقيين فقط، بل لكل السوريين، وإننا نفتخر بأن لدينا صرحاً حضارياً كبيراً يليق باسم سورية وحضارتها وتاريخها، بلد الأبجدية الأولى والنوطة الموسيقية الأولى.

وأضاف: «كنا وما زلنا على تواصل دائم مع الجمهور بأعلى سوية ممكنة، والدار استمرت بعطاءاتها رغم الظروف والمعوقات الصعبة، وهذا يدل على الانتماء للمكان، والانتماء للبلد، وخاصة أننا نعمل ضمن إطار المحبة تجاه الجميع، لأن المحبة تصنع المعجزات.

وشدد على أن الدار تهدف إلى استقطاب كل الموسيقيين السوريين والعرب والعالميين ضمن معايير محددة تتبعها كل الدور العالمية، وختم: «نحاول الحفاظ على مستوى هذا المكان ومستوى ما يقدّم عليه».

أحلى وأعظم مكان

لفت عدنان فتح اللـه إلى أن برنامج الحفل صب بأهداف الفرقة في صون التراث السوري خصوصاً والعربي عموماً، مشيراً إلى أن هذا الصرح العظيم احتضن المشاريع والأعمال الموسيقية كافة.

وتمنى أن يُقدم على مسارح دار الأسد كل ما يليق بعراقة هذا المكان ليبقى منارة مضيئة للثقافة والموسيقا من سورية إلى أنحاء العالم.

وأشارت ليندا بيطار إلى أن مشاركتها بهذا الحفل خاص جداً، لأن هذا الصرح العظيم يعني كل السوريين وخاصة الموسيقيين.

ووجهت كلامها للدار باللهجة المحكية: «كل عام وأنت ضاوية وعم نشوف فيكِ الألق، أنتِ أم لكل الموسيقيين، لكل حدا بيحب يعبر عن حاله، اللـه يديمك ويديم عزك».

سيلفي سليمان أوضحت أن مشاركتها في الحفل أثر فيها كثيراً، لأنها انطلقت من دار الأسد التي وصفتها بأحلى وأعظم مكان، متمنية أن تزداد هذه الدار تألقاً وأن تبقى زاخرة بالنشاطات المتميزة.

وأبدى محمود فارس سعادته بأن يغني على مسرح دار الأسد، معتبراً أن ذلك يحمّله مسؤولية كبيرة، ومشدداً أن الدار تقدم دوماً فناً حضارياً، وتساهم بالحفاظ على القدود الحلبية التي تعتبر جزءاً من التراث الموسيقي السوري.

كنان أدناوي كشف أنه شارك في حفل الافتتاح عندما كان طالباً في المعهد العالي للموسيقا واليوم يعود إلى المسرح ذاته كعازف ومؤلف موسيقي، مشيراً إلى أن دار الأسد ساهمت كثيراً في إنشاء حالة ثقافية موسيقية جديدة في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن