ثقافة وفن

لا يمكنني أن أصبح كالمياه الراكدة وأتكل فقط على نجاحاتي القديمة … وليد توفيق لـ«الوطن»: أهنئ الشعب السوري بعودة قلب العروبة النابض إلى الجامعة العربية

| مايا سلامي - تصوير طارق السعدوني

النجم العربي وليد توفيق عاشق سورية ودمشق، الفنان الذي أحبته دمشق وأعطته مسارحها ليشدوا بأبدع الأغنيات، وكان وفياً للكلمة واللحن والموسيقا، أعطى حياته للفن فكان فناناً مميزاً على المستوى العربي، وكان ممثلاً مميزاً في أهم الأفلام الاستعراضية العربية والسورية.

بفنه الراقي وكلمته المعبرة ولحنه الأصيل جال الوطن العربي والمغتربات، وها هو يقصد دمشق اليوم ليكون رفيق أمسياتها ولياليها الجميلة وقد استردت عافيتها بعد حرب طويلة.

«الوطن» التقت الفنان العربي القدير وليد توفيق في زيارته لدمشق، وبث من خلالها حبه وشوقه لسورية ودمشق وجمهوره الذي كان وفياً له، فتحية لهذا الفنان الأصيل وأهلاً به في دمشق.

• النجم العربي وليد توفيق لطالما كنت محباً لسورية ودمشق، فما سر ارتباطك الشديد بهذا البلد؟

هذا أقل شيء يمكن أن أقدمه لبلد لم يمنحني إلا الحب والتشجيع بأيامي الصعبة، وأنا هوائي سوري وهي بالنسبة لي بلدي الثاني، فبداية شهرتي كانت من هنا إن كان غنائياً مثل «أبوكي مين يا صبية»، «لمن هذا الجمال»، «يا نسيمة»، أم سينمائياً في فيلم «ساعي البريد» مع الفنان الكبير محمود جبر وصباح جزائري الذي كان واحداً من الأفلام التي أحببتها بسبب الأغاني التي تضمنها من ألحان الموسيقار ملحم بركات وهي «أبوكي مين يا صبية» و«بعدك عالبال»، إضافة إلى فيلم «سمك بلا حسك» وغيرها الكثير.

وأنا أعرف شوارع الشام أكثر من أي بلد عربي ثانٍ، وعلاقتي بسورية علاقة محبة ووفاء والذي لا يملك وفاءً لا يمكن أن يكون إنساناً.

• قبل أيام قليلة عادت سورية لتزين جامعة الدول العربية وقد هنئت الشعب السوري عبر حسابك الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، فكم ترى هذه العودة مهمة للعروبة أجمع؟

فرحت عند سماع هذا الخبر من أعماق قلبي ولم أستطع إلا أن أهنئ الشعب السوري مباشرة، فبرجوع سورية قلب العروبة النابض إلى الجامعة التي كانت غير مكتملة بغياب هذه البلد الحبيبة، كانت الفرحة كبيرة بالنسبة لي. فخلال السنوات الماضية قمت بجولات على كل دول العالم وكنت أرى كم العذاب والمعاناة التي يتعرض لها المواطن السوري لدخول أي بلد واليوم فرجت أزمته، مبارك لسورية وللشعب السوري وأتمنى أن يعود الأمن والأمان لهذا البلد الحبيب.

• على مدار 50 سنة أغنيت الساحة الفنية بالعديد من الأغاني الجميلة والمميزة لكن يبقى لأغنية «أنزل يا جميل» وقع خاص بين الجماهير، فما سر خلود هذه الأغنية؟

بعض الفنانين ينزعجون إن كان لهم أغنية واحدة فقط مشهورة، لكن أنا على عكسهم أشكر الله أنه منحني هذه الأغنية التي لحنتها وقدمتها في فيلم «من يطفئ النار» ومنذ الثمانينيات وحتى الآن ما زالت حية بين الجماهير. وفي بعض الأوقات أحضر في أحد الأماكن العامة حيث يكون هناك أطفال مع أهاليهم وبمجرد أن يخبروهم أنني صاحب هذه الأغنية يفرحون ويعرفوني.

لذلك هذا الشيء يسعدني جداً لأنه بالنهاية الفنان أغنية.

• أطلقت مؤخراً أغنية «أيلول» كلمات الشاعر نزار فرنسيس، حثنا عن تعاونك معه وكيف لاقيت أصداءها؟

في مقابلتي البارحة مع هشام حداد كان يقول إنه يجب علي التوقف عن إصدار أغنيات جديدة فأخبرته أنه لا يمكنني أن أصبح كالمياه الراكدة وأتكل فقط على نجاحاتي القديمة، لأنه دائماً هناك جيل وجمهور جديد علينا التواصل معهم، والذي أسعدني جداً في هذه الأغنية هو التفاعل الكبير لدى الشباب مع أنها ليست أغنية شعبية، وهذا يدل على أن الكلمة الجميلة تصل إلى قلوب الناس.

وهذه الأغنية ليست التعاون الأول مع الشاعر نزار فعندما غيرت لوني بالغناء عن المصري للمرة الأولى كان ذلك بالتعاون معه في أغنية «قلبي متلك يا عصفور» التي نجحت كثيراً وآداها آخرون بعدة لهجات، ومن بعدها «يا بحر» ومن ثم «لا تعودني عليك» و«مجرد سؤال»، وآخرها أغنية «أيلول» التي كانت تتويجاً لهذا التعاون ولاقت أصداء واسعة ونجاحاً كبيراً الحمد الله.

• خلال مسيرتك الفنية التقيت عدداً كبيراً من عمالقة الغناء والطرب، بمن تأثرت بشكل أكبر؟

بكل صراحة تأثرت بنجوم كثيرين ومنهم فهد بلان الذي كان له حضور كبير في الوسط الفني، وتعلمت أيضاً من صباح فخري وعبد الحليم ووديع الصافي، كل هؤلاء أخذت منهم وفي الأخير غنيت لوني، فالفنان يجب أن يكون لديه كاريزما ولون وشخصية، وأنا بسطت الأغنية العربية لتكون قريبة من الجميع والحمد لله نجحت بها على مدار خمسين سنة وأنا أنحني لجمهوري لأني لولاه ما استمررت حتى هذا الوقت.

• كيف ترى واقع الأغنية العربية اليوم، ومن برأيك من الفنانين الشباب استطاع إنقاذها وحافظ على مستواها العالي؟

ما يحدث اليوم في الأغنية العربية خطير جداً وهناك فوضى عارمة ومصائب حقيقية من حيث استخدام ألفاظ نابية لم نسمعها مطلقاً سمحت بها مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت أبواباً أدخلت رياحاً سامة على الكلمة والأغنية. لكن على الرغم من ذلك هناك عدد من الأصوات الجميلة إن كان في سورية أم في لبنان وخاصة بين الشباب فهناك نوع من الفقدان للصوت النسائي، كما أنه ما زال هناك جمهور مستمع وأصيل ولولاه لما كنا موجودين.

• ماذا تحمل لسورية في تحضيراتك الجديدة؟

يسعدني أن أشارك الجمهور السوري في أفراحه القادمة إن كان في الحفلات أم في المهرجانات لأن سورية بلد يليق بها الفرح بعد ما عانته من حرب وحصار، وأتمنى أن تعود البسمة إلى كل الشعب السوري وأكون أنا جزءاً من هذا العرس الكبير الذي سيحدث قريباً إن شاء الله.

• كل من يتابع لقاءاتك يلاحظ الكم الكبير من الحب والعفوية والابتسامة التي لا تفارقك، فمن أين تستمد كل هذه الطاقة الجميلة؟

هذه طبيعتي فأنا عندي تفاؤل دائم بالاتكال على الله عز وجل الذي منحني نعمة محبة الناس وهذه مسؤولية يجب علي الحفاظ عليها، لذلك هناك قناع دائم ارتديه فنحن كبقية البشر عندنا أوجاع ومسؤوليات، وما يحدث اليوم من أزمات اقتصادية في لبنان وزيادة التشدد الطائفي كل ذلك عانت منه سورية أيضاً وترك أثاراً في نفوسنا فنحن الشعبين ربينا وكبرنا وشبنا معاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن