ثقافة وفن

الألعاب الخبيثة تخرب سلوكية الأطفال

| د. رحيم هادي الشمخي

لعبة (البوبجي) التي تثقب قلب الطفل بطلقات كلاشينكوف الإلكترونية، وتجبره على الهروب العنيف، وجمع الأرواح الميتة من أجل البقاء على قيد الحياة، هي -في الحقيقة- خطر دماغي ونفسي وأخلاقي يهدد كل بيت، أما لعبة (الكراش) وقبلها (المزرعة السعيدة) فجميعها نماذج من الفخاخ الإلكترونية المخدّرة لعقول الأطفال وشيطنة أفكارهم بخلق جيل رقمي مدمن ومصرّ على هدم فكرة (لو كبر ابنك خاويه).

أمام صيحات وخوف الأمهات والآباء الذين يقفون عاجزين أمام كل هذا التخريب بلا حول ولا قوة مصائد إلكترونية مغرية تخطف الطفل إلى عالمها، وتفصله تماماً عن عالم والديه الحائرين المنشغلين؛ ربما بالمشاكل الزوجية والمصاريف، في حين يقضي الصغير ساعات لعب طويلة مريبة مع أشخاص مجهولين، علماً أن ميل الأطفال وأمانهم هما أمران واقعان لا يمكن الهرب منهما، وليس أمامنا إلا تقبلهما بحكمة وتساؤلات حساسة: ترى مع مَنْ يتكلم ابننا بتلك الألفاظ البذيئة؟ وما خطورة الفارق العمري بينه وبين المتخفي؟

الألعاب الإلكترونية لئيمة، لكنها مادة منعشة لأدمغة الأطفال وأجهزتهم العصبية، وحتى عملية تحريك وتدريب الأصابع والذاكرة تتكفل بها تلك الشاشة التي نعجز أمامها كآباء وأمهات بقلق وشعور بالعجز أمام هذا المأزق الإلكتروني، النافع الضار، لأن الإدمان الهستيري على الألعاب الإلكترونية يشكّل خطراً كبيراً على أجساد الأطفال ويؤدي إلى تعنيف أفكارهم الفتية، ويكون إدمان الألعاب الإلكترونية من أكبر المخاطر على صحة الأطفال، لذلك يجب الحدّ من إدمان تلك الألعاب الإلكترونية وتقنينها باتجاه ممارسة الرياضة والقراءة والفنون بشكل منتظم، لأنها تقوي الجسم والذهن معاً، كذلك محاولة البحث عن أشياء يحبها الأطفال تكون مفيدة للصحة، بعيداً عن تلك الأجهزة الإلكترونية التي تؤثر في حياة الطفل الدراسية، وتؤدي إلى انخفاض مستوى التحصيل العلمي، كذلك فإن من شأن هذه الألعاب أن تكسب الطفل سلوكيات سلبية، أخطرها العنف والعدوانية.

وأخيراً يمكن حصر المخاطر بنوع الألعاب المقلقة، لأن هناك ألعاباً من شأنها تنمية قدراته الذهنية، كما أن هناك العكس وهو الشائع والمستخدم للأسف، كما أن اندماج الأبناء بشكل مفرط يجعلهم منعزلين عن الحياة مع العائلة، غير ملتزمين بتعليمات الآباء، فضلاً عن تسبب إدمانها بشكل مباشر بتعزيز مرض التوحد، لأن العزلة بسبب قضاء ساعات طوال خلف الشاشة تبعد الأبناء عن ممارسة الحياة الطبيعية مع والديهم وأمهاتهم وأصدقائهم.

أبعدنا اللـه عن لعبة (البوبجي) وأخواتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن