سورية

ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 822.. وتصاعد الضربات الجوية والقصف المدفعي في الخرطوم … الجيش يتهم «الدعم السريع» باقتحام سفارات دول منها السعودية والأردن

| وكالات

تصاعدت الضربات الجوية في الخرطوم والاشتباكات بين طرفي الصراع في السودان، في حين اتهمت القوات المسلحة السودانية قوات «الدعم السريع» باقتحام مقار سفارات السعودية والأردن وجنوب السودان والصومال، بينما نفت الأخيرة هذه الاتهامات.

وأجبر الصراع الدائر بين الطرفين منذ 15 نيسان الماضي نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان، وفجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة،

وقال سكان في العاصمة السودانية الخرطوم إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة في العاصمة، أمس الثلاثاء، مع سعي الجيش إلى طرد قوات «الدعم السريع» شبه العسكرية التي يحاربها منذ أكثر من شهر.

وذكر شهود أنهم سمعوا أصوات ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم، وكان هناك قصف عنيف أثناء الليل في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين.

ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة، لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان، وخصوصاً في إقليم دارفور غرب البلاد.

وحسب «سكاي نيوز» أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 822 شخصاً منذ بدء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف نيسان الماضي.

وذكرت في بيان أن استمرار الاشتباكات أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا بالعاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، وقالت إن عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات ارتفع إلى 822 حالة وفاة و3 آلاف و215 إصابة.

وأشار البيان إلى أن الوفيات والإصابات الجديدة التي تم حصرها شملت العاصمة الخرطوم ومدينة الأبيض (جنوب)، ومدينة الجنينة بولاية غرب دارفور «غرب».

وأشارت آخر حصيلة أعلنتها النقابة الطبية، السبت الماضي، إلى سقوط 530 قتيلاً وإصابة 2940 بين المدنيين.

وفي وقت سابق أمس، اتّهمت القوات المسلحة السودانية قوات الدعم السريع باقتحام مقار سفارات السعودية والأردن وجنوب السودان والصومال في مخالفة لحرمة البعثات الدولية.

وحسب «سكاي نيوز» قالت القوات السودانية، في بيان لها: إن قوات الدعم السريع «ما زالت مستمرة في التمادي في انتهاج مسلكها الإرهابي في انتهاك القوانين والأعراف الدولية، بما فيها الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية بالعاصمة».

وأضافت إن قوات الدعم السريع «اقتحمت أمس مقار سفارة المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية جنوب السودان والصومال ومقر الملحقية العسكرية للمملكة العربية السعودية، وقامت بإتلاف المستندات وسرقة الأثاث والسيارات الدبلوماسية، في مخالفات غير مسبوقة لحرمة البعثات الدولية».

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع اقتحام السفارات المذكورة، ووصفتها بـ«الشائعات الكاذبة».

وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية، في وقت سابق أمس تعرض مقر سكن رئيس المكتب العسكري في سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم للاقتحام والتخريب.

وجددت الخارجية الكويتية دعوتها السلطات الرسمية وكل الأطراف المعنية في السودان إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتوفير الحماية الكاملة لمقار البعثات الدبلوماسية بسرعة، وضمان حرمة مبانيها وممتلكاتها وسلامة أمن طاقمها، ومعاقبة مرتكبي هذه الاقتحامات.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية الأردنية أيضاً تعرض مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم للاقتحام والتخريب.

وأعربت الخارجية الأردنية، في بيان، عن إدانتها واستنكارها للاعتداء الذي تعرض له مبنى سفارتها في الخرطوم، ولكل أشكال العنف والتخريب، وخصوصاً تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها.

وتسببت المعارك الدائرة في السودان منذ 15 نيسان الماضي في مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، ودفعت عشرات الآلاف من السودانيين إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى أو في اتجاه تشاد ومصر، بينما أجلى عدد من الدول رعاياه من السودان.

والأحد تجددت الاشتباكات في مناطق جنوب الخرطوم وفي أم درمان باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف بالطائرات الحربية. وردّت المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع على تلك الهجمات، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق اتفاق جدة الرامي لحماية المدنيين، مع غياب أي دلائل على استعداد الطرفين – رغم محادثات وقف إطلاق النار في السعودية – لإيقاف المعارك.

واتفق الطرفان في إعلان جدة الذي تم توقيعه بالتعاون مع السعودية والولايات المتحدة على الالتزام بسيادة السودان والحفاظ على وحدته.

كذلك، اتفقا على أن مصالح الشعب السوداني وسلامته أولوية رئيسية، وأكّدا الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، وتسهيل المرور الأمن لهم لمغادرة مناطق الأعمال العدائية، إضافة إلى الامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب بأضرار مدنية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

وتضمن إعلان جدة التزام الطرفين باحترام المرافق الخاصة والعامة كافة وحمايتها، مثل المرافق الطبية ومنشآت المياه والكهرباء والامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين وعدم اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، إضافة إلى ضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن