سورية

تقارير أشارت إلى أن التنظيم فضّل الصمت لضلوعه في عملية الاستهداف … «النصرة» يتجاهل مقتل مدني بطائرة أميركية شمال إدلب

واصل تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تجاهله لليوم 19 على التوالي لقضية مقتل مدني استهدفته طائرة مسيّرة أميركية في بلدة قورقنيا شمال إدلب التي يسيطر عليه، وأرجع باحثون صمت التنظيم لتجنب استخدام بياناته من خصومه من التنظيمات الإرهابية الأخرى ضده، وضلوعه بعمليات استهدافهم.
وغاب التعليق من تنظيم «النصرة» ومظلته السياسية ما تسمى «حكومة الإنقاذ»، عن مقتل لطفي حسن مسطو (56 عاماً)، في 3 من أيار الجاري، رغم معرفتهم بأنه مدني وليس متزعماً في تنظيم «القاعدة» الإرهابي، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة في تقرير نشرته أمس.
ونقلت المواقع عن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، تأكيدها في تقرير لها الخميس الماضي، أن تنظيم «النصرة» زار موقع الاستهداف في وقت لاحق يوم الغارة، وأزال مكونات الصواريخ، وقال متحدث باسمه: «إن الضحية كان مدنياً».
وأشارت المواقع إلى أنها ومن خلال رصدها لمعرفات التنظيم والشرعيين فيه، وكذلك ما تسمى «إدارة الشؤون السياسية» في حكومة «الإنقاذ»، تبين أنه لم يرد أي بيان إدانة أو تعليق على الضربة، حتى الآن، في الوقت الذي تثير فيه القضية تفاعلاً على وسائل الإعلام.
وفي الـ3 من الشهر الجاري ذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن قوات الاحتلال الأميركي نفذت ضربة من جانب واحد في شمال غرب سورية استهدفت متزعماً كبيراً في تنظيم «القاعدة».
وبنفس اليوم ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن شخصاً يدعى عبد اللطيف مسطو، قتل بغارة نفذتها طائرة من دون طيار تابعة لقوات الاحتلال الأميركي في محيط بلدة قورقنيا.
ونقلت المواقع عن أهالي البلدة تأكيدهم، أن القتيل الذي يدعى أبو حسن خلوف يعمل مزارعاً ولا ينتمي لأي تنظيم إرهابي.
وبعد ساعات على الاستهداف نقل موقع «أثر برس» الإلكتروني عن مصادر محلية قولها: «إن طائرة مسيرة مذخرة تابعة لــ«التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا، استهدفت إحدى المزارع في قورقنيا، ما أدى إلى وفاة راعي أغنام يبلغ من العمر 62 عاماً، بالإضافة إلى نفوق أكثر من 30 رأس من الأغنام.
وأوضحت المواقع، أن هذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها أو يتأخر تنظيم «النصرة» عن التعليق على قضايا استهداف تطول المدنيين من قبل قوات الاحتلال الأميركية خلال ملاحقة الأخيرة لـ«الإرهابيين»، حيث تأخر التنظيم في شباط 2022 في التعليق على مقتل 13 شخصاً على الأقل بينهم أطفال ونساء وزعيم تنظيم داعش، عبد اللـه قرداش، الملقب بـ«أبو إبراهيم الهاشمي القرشي»، خلال عملية إنزال جوي نفذتها قوات الاحتلال الأميركي في قرية أطمة شمال إدلب في الـ3 من ذات الشهر.
وحينها أدان «النصرة» بعد ثلاثة أيام من الاستهداف مقتل المدنيين ونفى معرفته بالعملية قبل حدوثها وهوية القاطنين.
وأرجع باحثون في «الحركات الدينية» في تصريح نقلته المواقع، أن الصمت أو تأخر التعليق على استهداف أميركا لـ«إرهابيين» في حالة وقوع قتلى مدنيين، إلى سببين الأول: تجنب استخدام بياناته من قبل خصومه من التنظيمات الإرهابية الأخرى ضده، والثاني هو أن «النصرة» ضالع بعمليات استهدافهم، «فأفضل شيء في هذا الوضع هو الصمت».
واعتبر باحثون وخبراء أن الأمر اللافت في تعليق «النصرة» السابق، هو عدم ذكر أميركا في البيان وتجنب الصدام معها، وعدم خلق تهديد يلاحق متزعم التنظيم المدعو «أبو محمد الجولاني» وفق تقرير المواقع.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن