اقتصاد

إذا أردنا أن نعـرف ما يحصل في إيطاليا.. عـلينا بالبرازيل؟

| د. سعـد بساطـة

مع الاعـتذار لحسني البورظان عـن استخدام جملته الشهيرة!

دعـونا نتفق بأن ما يحصل من نزاعـات في أي بقعـة من العـالم ليس محض مصادفة، فهنالك أحداث مدبرة عبر قوى عـالمية؛ وأخرى تستفيد منها؛ تأمين المرتزقة؛ وبيع السلاح (بكثير من الأحيان لكلا الجانبين) إلخ.. وجهات تستغـل الفوضى لنهب ثروات البلاد المتحاربة أو لتحقيق ثروات من حالة الندرة لمواد كثيرة! وظهرت نظرية مفادها أن أميركا لا تستطيع الحياة من دون خصوم؛ وإذا لم يوجدوا.. لاخترعـتهم هي!

لنأخذ ثلاثة أمثلة من التاريخ المعـاصر:

سورية؛ أو حرب الـ12 عـاماً: استفادت بلدان كثيرة؛ بنوك لبنان من إيداعـات تجارنا؛ ألمانيا من اليد العـاملة المهاجرة الماهرة والشابة؛ تركيا من حالة الفوضى للعـب دور أضحى واضحاً للكثيرين!

أوكرانيا؛ 15 شهراً من الاجتياح الروسي: أميركا قاتلت لآخر قطرة من دماء… الأوكرانيين؛ وبأموال أوروبا لإضعـاف الروس وتحقيق مكاسب وهمية؛ والكثير من الشركات الجشعـة (مواد غـذائية وحوامل طاقة وغـيرها) استفادت من حالة الندرة للكثير من المواد لتضاعـف أرباحها بلا هوادة.

السودان؛ وهي الحرب الأحدث.. فخلال شهر مما سمي نزاع الجنرالين؛ تبدّت الغيوم عـن مصالح خارجية تقود ما يحصل؛ وتغذي نار الفتنة..

فكما ذهلنا لمعـرفة أن أوكرانيا: ذاك البلد النائي الصغير المجهول لدى أغـلبنا، ينتج مؤونة العـالم من زيت الذرة، والقمح، والحديد، والطاقة.. إلخ.

سوف نكتشف أبرز أرقام السودان الرسمية التي تجعله ضمن أغنى دول العالم بالثروات:

• 200 مليون فدان هي المساحات الصالحة للزراعة، المزروع منها حالياً 64 مليون فدان فقط!

• 115 مليون فدان هي المراعي الطبيعية.

• يهطل على السودان 400 مليار متر مكعب سنوياً.

• يمتلك سادس أكبر ثروة حيوانية في العالم بحجم 110 ملايين رأس من المواشي.

• 42 ألف طن إجمالي إنتاج السودان من الأسماك سنوياً.

• احتياطي الذهب يقدر بـ1550 طناً.

• ثالث أكبر منتج في إفريقيا للمعدن النفيس بـإنتاج 93 طناً.

• احتياطيات الفضة تقدر بـ1500 طن.

• 5 ملايين طن من النحاس.

• 1.4 مليون طن من اليورانيوم.

• يستحوذ على 80 بالمئة من الإنتاج العالمي للصمغ العربي الذي يدخل في 180 صناعة في القطاعات الغذائية والدوائية.

• يتم تهريب واحتكار 70 بالمئة منه سنوياً من شركات محلية وعالمية.

• ينتج 39 بالمئة من السمسم الأبيض في الإنتاج العالمي و23 بالمئة من السمسم الأحمر.

وحسب منظمة (FAW) العالمية، فإن زراعة موسم واحد في السودان من القمح والخضراوات والفواكه والأعلاف بكل المساحة تكفي لإطعام 800 مليون نسمة لمدة سنة. ربنا يحفظ دولة السودان الشقيق وأهله.

نعود إلى سورية قلب العرب: قالت يوماً سوداء النوايا «كونداليزا رايس وهي تحضـّر لمكائـد – كعـادة الغـرب (الغـاطس في «الديموخراتية»): «سورية بلد متنوع المحاصيل، تتهافت الدول عـلى مصنوعـاته، مكتف من القمح بل يصدّر، مستقر داخلياً، وليس عـليه ديون خارجية». وتابعـت متسائلة: «فكيف السبيل للسيطرة عـليه؟!».

نقول لها بالفم الملآن والصوت العـالي: على الرغم من كل ما جرى سنعـود كما كنا وأحسن، وسنبقى شوكة في عـين سفلة الغـرب وصنائعـهم من سراق الإبل، فليست سورية «جمهورية موز».. ولن تكون يوماً!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن