سورية

مع دعوة أوغان مناصريه لانتخاب أردوغان وتزايد حظوظ الأخير بالفوز … الإدارة التركية تراجع مواقفها التي أعلنتها قبل جولة الانتخابات الأولى!

| وكالات

بخلاف تصريحاتها السابقة التي أظهرت سعيها الحثيث لتطبيع العلاقات مع دمشق، غيرت الإدارة التركية من لهجتها بهذا الشأن، إذ اعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أنه من غير المنطقي إعادة جميع اللاجئين إلى سورية، بعد أن كانت تصريحات معظم المسؤولين الأتراك تركز على إعادة اللاجئين.
جاء ذلك مع تزايد حظوظ رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان بالفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وعزز ذلك دعوة مرشح الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية سنان أوغان خلال مؤتمر صحفي، مناصريه لانتخاب مرشح حزب العدالة والتنمية أردوغان، في الجولة الثانية للانتخابات المقرر إجراؤها الأحد المقبل، وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
فبعدما استثمر «العدالة والتنمية» بملف اللاجئين السوريين في الدعاية الانتخابية لأردوغان بالتأكيد بأنه ستتم إعادتهم إلى بلادهم، قال وزير خارجية الإدارة التركية أمس: إنه «لا يصح القول إن تركيا ستقوم بإعادة جميع اللاجئين السوريين إلى بلادهم»، مشيراً إلى وجود قطاعات في تركيا مثل الزراعة والصناعة «بحاجة إلى يد عاملة»، وأضاف في مقابلة تلفزيونية: إن «مشكلة الهجرة لا يمكن حلها بخطابات الكراهية أو الوسائل الشعبوية» على حد تعبيره.
وتابع: إن «تركيا أعادت بالفعل 550 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم، وهذا العدد غير كاف وسيتم إعادة المزيد من اللاجئين إلى بلادهم»، مشيراً إلى أن الإدارة التركية بحاجة إلى إرسالهم ليس فقط إلى ما سماها «المناطق الآمنة»، في إشارة إلى المناطق التي يحتلها الجيش التركي في شمال سورية، ولكن أيضاً إلى الأماكن التي تسيطر عليها الحكومة السورية، ولذلك «علينا أن نرسلهم إلى المدن التي أتوا منها، ولهذا بدأنا في التواصل مع الحكومة السورية، واتخذنا قراراً ببناء البنية التحتية لهذه الخطوة».
وقال تشاووش أوغلو: إنهم سيعملون على خريطة طريق لتوفير العودة الآمنة للاجئين وإعداد البنية التحتية، مشيراً إلى أنهم «سيعودون، ونحن مصممون على إعادتهم»، لكن يجب أن نفعل ذلك بطريقة تليق بما سماها «الكرامة الإنسانية».
وأشار إلى أن إحياء العملية السياسية ومكافحة الإرهاب وتطهير سورية من الإرهاب وعودة اللاجئين بأمان إلى بلادهم، أمور مترابطة، معتبراً بهذا الصدد أن «الأكراد السوريين في تركيا لا يريدون العودة إلى حيث يوجد الإرهاب»، مشيراً إلى أنهم يتعرضون للاضطهاد من حزب العمال الكردستاني «PKK» الذي تصنفه الإدارة التركية منظمة إرهابية.
وخلافاً لتصريحاته السابقة، لجأ تشاووش أوغلو إلى محاولة فرض شروط متحدثاً عن «ضرورة إعداد البنية التحتية وضمان سلامة الأرواح ومشاركة الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي لمسألة العودة الآمنة للاجئين السوريين».
وقبل أيام، قال وزير الخارجية التركي: إن تركيا «من أكثر الدول دعماً لوحدة أراضي سورية»، وإن هذه القضية ذات أهمية حيوية بالنسبة لأنقرة، ولفت إلى أنه يجب التعاون مع الدولة السورية في قضايا مثل العودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم، ومكافحة الإرهاب، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية.
وضمن المساومة على ورقة اللاجئين واستخدامها ورقة سياسية من الإدارة التركية وأحزاب المعارضة في الانتخابات الرئاسية، زعم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي بن علي يلدرم، أن سبب قدوم ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا هو حدوث ما سماه «فراغ في السلطة بالبلاد».
وربط يلدرم في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، عودة اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده «بشغل ذلك الفراغ الذي حصل في السلطة»، وقال: إن ما دفعهم للقدوم بالدرجة الأولى هو سلامة أرواحهم.
وتأتي تصريحات يلدرم في ظل الاستعدادات الجارية من قبل الأحزاب السياسية لخوض جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية بعد تعذر فوز أي من المرشحين الرئيسيين بالأغلبية المطلقة من الأصوات، وبعد تأكيدات دمشق المتكررة بأن لا تطبيع للعلاقات مع أنقرة قبل انسحاب القوات التركية من الأراضي التي تحتلها في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن