سورية

«المحيسني» نقل مكان إقامته إلى تركيا خوفاً من التصفية … تواصل التظاهرات ضد «النصرة» في الشمال

| وكالات

تواصلت التظاهرات الشعبية المنددة بالإجراءات القمعية التي ينفذها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بحق الأهالي في مناطق سيطرته في شمال غرب سورية، وسط أنباء عن نقل «الشرعي» السابق في التنظيم عبد اللـه المحيسني، مكان إقامته الدائمة إلى تركيا وعودته إلى إدلب في حال وجود «نشاط ديني» له فيها مع توخيه الحذر في تحركاته ضمنها خوفاً من أن تطوله رصاصات التصفية.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة أمس، عن مصادر محلية تأكيدها أن تظاهرات شعبية مسائية خرجت ليل الأحد- الإثنين في كلٍ من مدينة إدلب، وبلدات أطمة، وكللي، بريف إدلب الشمالي، والسحارة بريف حلب الغربي، وحريتان بريف حلب الشمالي، ضد تنظيم «النصرة» منددة بسياساته في المنطقة، ومطالبة بالإفراج عن المعتقلين في سجونه.
ومنذ ما يقرب من الشهر يواصل تنظيم «النصرة» اعتقال المدنيين الذي خرجوا في تظاهرات منددة بإجراءاته القمعية، وسط موجة سخط شعبية عارمة أججتها الاشتباكات التي أدت إلى وقوع جرحى في صفوف المدنيين ولأسباب لا علاقة لها بحملة تصفية أو إقصاء فصائل مسلحة أو أحزاب معينة من قبل «النصرة»، وقد تبين أن سياسة التنظيم ووجوده مبني على القمع وكم أفواه الناس، عدا عن الاستفراد بالسلطة الذي هو هاجس يحكم متزعميه للإبقاء على نفوذه وموارده المالية المتأتية من المعابر والضرائب الكبيرة المفروضة على السكان.
وبدا واضحاً، منذ إطلاق «النصرة» لحملة الاعتقال أن متزعمي التنظيم الإرهابي يستبقون نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، التي جرت في 14 أيار الجاري وستجري جولة أخرى الأحد القادم، بفرض أمر واقع يسكت الأصوات المناهضة له ويقضي على الفصائل أو الأحزاب المناوئة لنهجه وسياساته القمعية كـ«حزب التحرير»، الذي أطلق «النصرة» حملة واسعة للزج بأنصاره خلف القضبان، بغية انتزاع أوراق من يد أنقرة تقوي سلطته على أرض الواقع وتترك هامشاً أوسع له لرفض إملاءاتها وأجنداتها والتزاماتها الإقليمية والدولية حيال المنطقة.
على خطٍّ موازٍ، نقلت صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية الأردنية أمس، عن مصادر محلية تأكيدها أن المحيسني لم يعد يتنقل كما السابق في محافظة إدلب منذ أشهر، وخصوصاً بعد رفضه الطريقة التي يدير فيها متزعم «النصرة» المدعو أبو محمد الجولاني وأنصاره المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه، وازدياد حالة الفلتان الأمني، وانتشار أعمال القتل والتصفية فيها.
وبيّنت المصادر، أن معلومات أكدت نَقْل المحيسني قبل أسابيع مكان إقامته إلى تركيا، وأنه يعود إلى إدلب فقط عندما يكون هناك «نشاط ديني» يتعلق بما يسمى «مركز دعاة الجهاد» التابع له، وتكون تحركاته محسوبة.
وأضافت: إن المحيسني شوهد آخر مرة في شهر نيسان الماضي داخل مسجد شعيب في مدينة إدلب.
وأكدت المصادر، أن المحيسني بات يتوخى الحذر من أن تطوله رصاصات التصفية بعد الخلافات بينه وبين الجولاني الذي يسعى لتفكيك التنظيمات الإرهابية الأخرى والانفراد بالحكم، ما أدى إلى تبدد مشروع إقامة ما تسمى «دولة إسلامية» مع ازدياد التعاون بين «النصرة» واستخبارات بعض الدول الأجنبية لتصفية عدد من المسلحين المقيمين في إدلب.
وسبق أن استقال المحيسني مما تسمى «الهيئة الشرعية» لتنظيم «النصرة» في أيلول 2017 خلال الاقتتال بين التنظيم وتنظيمات إرهابية أخرى في إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن