الخبر الرئيسي

تزايد حظوظ أردوغان بالفوز تنعكس على مواقف مسؤولي إدارته … «اللاجئون السوريون» على خط المساومة الانتخابية مجدداً: سنعيدهم بشروط!

| الوطن

على مقاس نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية فيها، تدحرجت مواقف أنقرة تجاه الملف السوري، وبدا أن تحولاً، متوقعاً، طرأ على تصريحات مسؤوليها تجاه هذا الملف، لاسيما ما يخص «اللاجئين السوريين» الذي شكل العنوان الأهم لهذه الانتخابات.

وبعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده المحتلة لأجزاء من الأراضي السورية لا تنوي الانسحاب منها، تصدر ملف اللاجئين السوريين تصريحات وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو الذي زعم بأنه «لا يصح القول إن تركيا ستقوم بإعادة جميع اللاجئين السوريين إلى بلادهم»، مشيراً إلى وجود قطاعات في تركيا مثل الزراعة والصناعة «بحاجة إلى يد عاملة»، مضيفاً: إن «مشكلة الهجرة لا يمكن حلها بخطابات الكراهية أو الوسائل الشعبوية» على حد تعبيره.

وحسب تشاووش أوغلو فإن بلاده بحاجة إلى إرسال اللاجئين ليس فقط إلى ما سماها «المناطق الآمنة»، في إشارة إلى المناطق التي يحتلها الجيش التركي في شمال سورية، ولكن أيضاً إلى الأماكن التي تسيطر عليها الحكومة السورية، ولذلك «علينا أن نرسلهم إلى المدن التي أتوا منها، ولهذا بدأنا في التواصل مع الحكومة السورية، واتخذنا قراراً ببناء البنية التحتية لهذه الخطوة» حسب قوله.

وأشار إلى أن إحياء العملية السياسية ومكافحة الإرهاب وتطهير سورية من الإرهاب وعودة اللاجئين بأمان إلى بلادهم، أمور مترابطة، معتبراً بهذا الصدد أن «الأكراد السوريين في تركيا لا يريدون العودة إلى حيث يوجد الإرهاب»، مشيراً إلى أنهم يتعرضون للاضطهاد من حزب العمال الكردستاني «PKK» الذي تصنفه الإدارة التركية منظمة إرهابية.

وخلافاً لتصريحاته السابقة، لجأ تشاووش أوغلو إلى محاولة فرض شروط متحدثاً عن «ضرورة إعداد البنية التحتية وضمان سلامة الأرواح ومشاركة الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي لمسألة العودة الآمنة للاجئين السوريين».

وضمن المساومة على ورقة اللاجئين السوريين أيضاً، واستخدامها ورقة سياسية من الإدارة التركية وأحزاب المعارضة في الانتخابات الرئاسية، زعم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي بن علي يلدرم، أن سبب قدوم ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا هو حدوث ما سماه «فراغ في السلطة بالبلاد»!

وربط يلدرم في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، عودة اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده «بشغل ذلك الفراغ الذي حصل في السلطة»! وقال: إن ما دفعهم للقدوم بالدرجة الأولى هو سلامة أرواحهم.

المواقف السياسية المتغيرة لمسؤولي أنقرة جاءت بعد أيام من إعلان أردوغان أنه لا ينوي سحب قواته المحتلة للأراضي بزعم أن التهديد الإرهابي لا يزال ماثلاً! الأمر الذي استدعى رداً سورياً غير مباشر أول أمس على لسان وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الذي ذكّر بأنه يوجد الآن قوة محتلة للأراضي السورية وعندما يريد أي طرف الدفاع عن أرضه وسيادته يجب أن يدافع عن ذلك من خلال إجراءات ضمن حدوده وليس ضمن أراضي الدول الأخرى، مشدداً على أن الدولة السورية لن تطبع مع أعدائها ولن تطبع مع بلد يحتل أرضها، وخلال الاجتماعات الرباعية الأخيرة كانت هناك مناقشات عميقة وبعض الأحيان حادة والوفد السوري قام بشطب كل ما يشير إلى التطبيع وقال: «إن التطبيع لا يمكن إلا أن يكون نتيجة انسحاب القوات التركية من سورية».

وتستعد الأحزاب السياسية التركية لخوض جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية بعد تعذر فوز أي من المرشحين الرئيسيين بأغلبية الأصوات، مع تزايد حظوظ أردوغان بالفوز، وهو ما عززه دعوة مرشح الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية سنان أوغان لمناصريه أمس لانتخاب مرشح حزب العدالة والتنمية أردوغان، في الجولة الثانية للانتخابات المقرر إجراؤها الأحد المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن