تصريحات مسؤولي أنقرة «الانتخابية» تتواصل.. وتشاووش أوغلو: اجتماع رباعي خلال أيام! … مصادر لـ«الوطن»: أي اجتماع لـ«خريطة طريق الرباعية» مرتبط بخطوات جدية وملموسة
| سيلفا رزوق
لم تهدأ وتيرة تصريحات المسؤولين الأتراك المرتبطة بالملف السوري طوال الفترة الماضية، إذ لا يمر يوم دون أن يخرج موقف أو تصريح عن أحد مسؤولي أنقرة يتحدث فيه عن خطط ونيات وعناوين تصب جميعها في مصلحة الحملات الانتخابية المتواصلة.
وعلى الرغم من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيته عدم الانسحاب من الأراضي السورية، والمضي في احتلاله ومشاريع التغيير الديموغرافي عبر مشاريع الإسكان التي يزعم أنها خاصة لإعادة اللاجئين، غير أن تصريحات مناقضة خرجت عن مسؤولين آخرين في إدارته أبدت استعدادها للمضي في اجتماعات «الرباعية»، والاستعداد للانخراط في مفاوضات مع الحكومة السورية للبحث في جميع الملفات العالقة بين البلدين.
وبعد يومين من تصريحات له أكد فيها أن بلاده لا تنوي إعادة اللاجئين السوريين، أعلن وزير خارجية الإدارة التركية مولود تشاووش أوغلو أمس، أن لجنة إعداد «خريطة طريق» لتطبيع العلاقات مع سورية، ستعقد اجتماعها في الأيام القريبة المقبلة.
وقال تشاووش أوغلو: «في ختام الاجتماع في موسكو، قررنا إنشاء لجنة لإعداد خريطة الطريق هذه، ومن جانبنا، ستضم اللجنة نائب وزير الخارجية بوراك أكشابار وكذلك ممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز الاستخبارات».
وأضاف «ستكون اللجنة رباعية الأطراف وفي الأيام المقبلة ستعقد اجتماعها وتبدأ العمل لوضع خريطة طريق».
وأشار تشاووش أوغلو، إلى أن عدد السوريين الذين غادروا تركيا إلى وطنهم بلغ حتى الآن أكثر من 550 ألف شخص، وقال: «يجري العمل على إرسال مجموعات جديدة منهم بوتيرة سريعة والهدف هو إعادة اللاجئين الذين وصلوا إلى تركيا من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية إلى المناطق نفسها، وللقيام بذلك سنجري المفاوضات اللازمة».
تصريحات المسؤولين الأتراك قابلتها دمشق بالإصرار على مواقفها التي تربط بين أي خطوة تطبيعية وإعلان أنقرة استعدادها للانسحاب من الأراضي السورية.
مصادر متابعة كشفت لـ»الوطن»، بأنه من المبكر الحديث عن إعداد لجنة سورية لمتابعة إعداد خريطة طريق لتطوير العلاقة مع تركيا وفقاً لمخرجات الاجتماع الوزاري الرباعي الأخير بصيغته الوزارية.
ولفتت المصادر إلى أن دمشق تتابع تصريحات مسؤولي أنقرة مشيرة إلى أن الحديث عن انعقاد اللجنة الرباعية في الأيام المقبلة وبدء العمل على «خريطة الطريق» مرتبط بخطوات جدية وملموسة من الجانب التركي.
المصادر شددت على أن دمشق لن تتنازل عن مبادئها وثوابتها والتي تربط أي خطوة تطبيعية مع أنقرة بإنهاء احتلالها للأراضي السورية، ووقف دعم الإرهاب وعدم التدخل بشؤونها الداخلية.
ولفتت المصادر إلى تصريح وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الأخير والذي أكد فيه أن الدولة السورية لن تطبع مع أعدائها ولن تطبع مع بلد يحتل أرضها، كاشفاً عن أنه خلال الاجتماعات الرباعية الأخيرة كانت هناك مناقشات عميقة وفي بعض الأحيان حادة حيث قام الوفد السوري بشطب كل ما يشير إلى التطبيع وأضاف: «إن التطبيع لا يمكن إلا أن يكون نتيجة الانسحاب القوات التركية من سورية».
وأمس قام وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، بخطوة انتخابية جديدة تكشف عن الخيارات التركية تجاه الملف السوري بعد انتهاء الانتخابات والتي ترجح حتى الآن بقاء أردوغان في السلطة، حيث قام وبدعم مالي قطري بوضع حجر الأساس لمشروع وحدات سكنية في جرابلس شمالي سورية، بزعم تجهيزها لاستقبال اللاجئين السوريين العائدين طوعاً على حد تعبيره.