الأخبار البارزةشؤون محلية

عودة الرحلات الجوية الفنزويلية إلى دمشق … الوزير خزيم: ستفتح آفاقاً كبيرة في مختلف المجالات … الوزير أراغويان: ستساهم في إعادة ربط مليون سوري يقيمون في فنزويلا بوطنهم الأم

| محمود الصالح

حطت أمس أول طائرة في رحلة مباشرة من فنزويلا إلى سورية قادمة من مطار كاراكاس، إيذاناً بعودة حركة النقل الجوي بين البلدين المتوقفة منذ نحو 11 عاماً، في خطوة عملية لكسر الحصار المفروض على البلدين منذ عدة سنوات، حيث تقرر أن تكون هناك رحلة كل 15 يوماً من كاراكاس إلى دمشق وبالعكس على متن الخطوط الجوية الفنزويلية (كونفياسا).

وكان على متن هذه الطائرة وفد كبير برئاسة وزير النقل في جمهورية فنزويلا البوليفارية رامون بيلاسيكز أراغويان ترافقه نائبة وزير الخارجية الفنزويلي لشؤون الشرق الأوسط تاتيانا مورينو وأصحاب 16 شركة سياحية وممثلو 10 وسائل إعلام فنزويلية ورجال أعمال وشخصيات أخرى، ويزيد عدد أعضاء الوفد الفنزويلي على 100 شخص، وكان في استقبالهم في مطار دمشق الدولي وزير النقل زهير خزيم وعدد من مديري الشركات والمؤسسات العاملة في إطار وزارة النقل، والسفير خليل بيطار مدير إدارة أميركا في وزارة الخارجية والمغتربين والسفير الفنزويلي في دمشق خوسيه غريغوريو بيومورجي موساتيس.

وأكد وزير النقل زهير خزيم أهمية عودة الرحلات الجوية بين البلدين، التي ستفتح آفاقاً كبيرة في مختلف المجالات، لافتاً إلى أنه ستكون هناك مباحثات لتطوير آلية التعاون المشترك بين سورية وفنزويلا، لإعادة تفعيل كل الاتفاقيات المبرمة سابقاً، وأكد ضرورة تذليل العقبات وتطوير العلاقات بين البلدين لأننا في كلا البلدين بأمسّ الحاجة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، وتنشيط السياحة، وتقديم التسهيلات للمواطنين الفنزويليين من أصل سوري للتواصل مع وطنهم الأم وتشجيعهم على زيارة سورية.

وأكد خزيم استعداد وزارة النقل لتقديم كل الدعم لكل ما من شأنه تطوير العلاقات والتعاون في جميع مجالات العمل المشترك، وتذليل العقبات لإنجاح هذه الخطوة المهمة بين البلدين.

وثمن وزير النقل المواقف الفنزويلية النبيلة للشعب والحكومة الفنزولية إلى جانب سورية في مختلف المحطات التي مرت بها سورية خلال الأزمة وكان آخرها الموقف الإنساني المشهود في الوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته خلال الزلزال الذي تعرضت له البلاد في شباط الماضي.

وشدد خزيم على ضرورة البحث عن السبل الكفيلة بتشجيع إقامة المشروعات المشتركة بين البلدين، وتطوير العمل المشترك في إطار النقل البحري والجوي وإعادة تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، ودعا إلى ضرورة دعم التجارة البينية بين البلدين في ضوء العلاقات المتنامية في جميع المجالات.

وأكد وزير النقل أن هذه الخطوة هي رسالة إلى قوى الاستكبار العالمي، بأننا في سورية وفنزويلا مصممون على كسر هذا الحصار، والعمل على إيجاد صيغ لتبادل الخبرات في مجالات الطيران والنقل البحري.

وزير النقل في جمهورية فنزويلا البوليفارية رامون بيلاسيكز أراغويان أكد أن استئناف الرحلات الجوية بين بلدينا يشكل انتصاراً لشعبينا وتجسيداً لإرادة قيادتي البلدين، ويأتي خدمة لمصلحة الشعبين السوري والفنزويلي، ونقل الوزير الفنزويلي تحيات الرئيس نيكولاس مادورو والشعب الفنزويلي إلى الشعب السوري والقيادة في هذا البلد العظيم، وبين أن عودة الرحلات كانت بتوجيهات من الرئيس مادورو لزيادة التواصل والعلاقات بين الشعبين الشقيقين.

وأشار أراغويان إلى وجود أكثر من مليون مواطن سوري يقيمون في فنزويلا، وأن عودة الرحلات الجوية ستساهم في إعادة الوصل التجاري بين البلدين، وقال: نعول على مجيء السوريين واللبنانيين المرحب بهم للقدوم على هذه الرحلة، واعداً بأن تكون الرحلات أسبوعية خلال فترة قريبة لتحقيق متطلبات التواصل بين أبناء البلدين.

وبين أنه أراد من هذه الزيارة أن تكون للرد على حملة الأكاذيب الإعلامية، وما قامت به مخابر الكذب الأميركية لتعطي صورة مختلفة عما يجري في سورية، وما نقوم به اليوم هو الطريقة المثلى للرد على هذه الأكاذيب.

ووجه وزير النقل الفنزويلي الشكر للحكومة السورية على جهودها الكبيرة في تقديم التسهيلات اللازمة لاستئناف الرحلات بين البلدين، داعياً السوريين لاستخدام الخطوط الجوية الفنزويلية (كونفياسا) للذهاب إلى فنزويلا وللتعرف عليها.

من جانبه خوسيه غريغوريو بيومورجي موساتيس سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بدمشق أكد في تصريح خاص لـ«الوطن» أن عودة حركة النقل الجوي جاءت نتيجة تنسيق وجهود كبيرة من البلدين، معتبراً أن ذلك يمثل خطوة إلى الأمام في تعزيز العلاقات بين البلدين، وإنجازاً لكلتا القيادتين والشعبين.

وأضاف موساتيس: إن سورية وفنزويلا عادتا أقوى مما كانتا عليه بعد هذه الفترة من الحصار والحرب، ويجب علينا العمل لتوطيد العلاقات الثنائية، وسنعمل على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف الصعد السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

ووصف السفير الفنزويلي عودة الرحلات الجوية إلى دمشق بأنها رسالة يراد منها أن نقول للعالم إننا وسورية خرجنا من هذه الأزمة وإن العقوبات لن تؤدي إلى كسر إرادتنا في كلا البلدين، وإننا سنمضي في تعزيز علاقاتنا لتصبح أفضل مما كانت في أي مرحلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن