عربي ودولي

حذرت من تحالفات «شبيهة بالناتو» واعتبرت الدوريات الأميركية في مضيق تايوان استفزازاً … الصين تؤكد مواصلتها التدريبات العسكرية المشتركة مع روسيا ودول أخرى

| وكالات

حذر وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو، أمس، من إقامة تحالفات عسكرية شبيهة بحلف شمال الأطلسي «ناتو» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، معتبراً أنها «ستغرق المنطقة في زوبعة من الصراعات»، مؤكداً مواصلة بلاده المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة مع روسيا ودول أخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتعميق التبادلات الثنائية ومتعددة الأطراف في إطار التعاون العسكري الدولي.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن لي شانغ قوله في مؤتمر حول الأمن ينظم في إطار «حوار شانغريلا» في سنغافورة: إن «بعض الدول تتدخل مباشرة في الشؤون الداخلية لدول أخرى»، مشدداً على ضرورة ترسيخ علاقات الاحترام المتبادل بدلاً من السعي لتحقيق الهيمنة.
وأوضح لي شانغ أن خطط التطوير الصينية تسهم في التنمية المشتركة للجميع، مشيراً إلى أن بلاده تسعى لتحقيق التطور والنمو المشترك مع الدول الأخرى وأنها ملتزمة بدعم السلام في التعامل مع الأزمات الدولية.
وحذر وزير الدفاع الصيني من أن المحاولات الهادفة إلى تعزيز تحالفات شبيهة بحلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي وسيلة لاختطاف دول المنطقة وتضخيم الصراعات والمواجهات، الأمر الذي لن يؤدي سوى إلى إغراق منطقة آسيا والمحيط الهادئ في زوبعة من النزاعات والصراعات.
وأكد أن الصين ستسعى جاهدة لمنع «الثورات الملونة» والفوضى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لافتاً إلى تدخلات بعض الدول، ولعبها دوراً معيناً في شؤون بلدان أخرى، ولجوئها إلى فرض عقوبات أحادية واستخدام القوة لإكراه الآخرين ودفعهم إلى تنفيذ مطالبها.
وأعرب الوزير الصيني عن معارضة بلاده الحازمة فرض البعض إرادته على الآخرين ووضع مصالحه فوق مصالح الآخرين.
وحسب وكالة «تاس» أكد لي شانغ في المؤتمر أن بكين ستواصل المشاركة في التدريبات المشتركة، بما في ذلك تدريبات «التفاعل البحري» بين الصين وروسيا، وبعثات حفظ السلام التابعة لمنظمة «شنغهاي للتعاون»، وتدريبات «التنين الذهبي» الصينية الكمبودية، والتدريبات المشتركة بين الصين وسنغافورة، وتدريبات «السلام والصداقة» بين الصين وماليزيا وتايلاند وفيتنام ولاوس وكمبوديا.
ومن جانب آخر، دافع لي شانغ عن إبحار سفينة حربية عبر مسار مدمرة أميركية وفرقاطة كندية في مضيق تايوان، وأكد أنّ مثل هذه الدوريات بزعم «حرية الملاحة» هي استفزاز للصين، قائلاً: إنّ «الصين ليس لديها أي مشكلات مع المرور الحرّ ولكن يجب علينا منع المحاولات (الدوريات) التي تسعى إلى استخدام تلك الحريات المرتبطة بالملاحة في ذلك الممر الحر، لممارسة الهيمنة على الملاحة».
وأول من أمس السبت، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في المنتدى نفسه إنّ واشنطن «لن تتوانى في مواجهة التنمر أو الإكراه» من جانب الصين، وستواصل الإبحار والتحليق فوق مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي «للتأكيد على أنهما مياه دولية، في مواجهة لمطالب بكين الإقليمية لفرض السيادة».
وفي اليوم ذاته، اعترضت سفينة حربية صينية مدمرة صاروخية أميركية موجهة وفرقاطة كندية أثناء عبورهما المضيق بين جزيرة تايوان، والبر الرئيسي للصين، وتجاوزت السفينة الصينية المدمرة الأميركية ثم انحرفت على مسافة 150 ياردة (نحو 140 متراً) بطريقة وصفتها القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ بأنها «غير آمنة».
إضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة إنّ مقاتلة صينية من طراز «جيه-16» قامت أواخر الشهر الماضي «بمناورة عدوانية غير ضرورية» أثناء اعتراضها طائرة استطلاع تابعة للقوات الجوية الأميركية فوق بحر الصين الجنوبي، وحلقت مباشرة أمام مقدمة الطائرة.
وأثارت تلك الحوادث والحوادث السابقة مخاوف من وقوع حادث محتمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد بين البلدين في وقت تتصاعد فيه التوترات بالفعل.
وأشار وزير الدفاع الصيني إلى أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها خلقوا الخطر، وينبغي بدلاً من ذلك التركيز على العناية الجيدة بمجالكم الجوي الإقليمي ومياهكم.
كما لفت إلى أنّ أفضل طريقة هي ألا تتخذ البلدان، وخاصة السفن البحرية والطائرات المقاتلة للدول، إجراءات إغلاق حول المياه الإقليمية والمجال الجوي للبلدان الأخرى، قائلاً: «اهتموا بشؤونكم الخاصة».
وتعبر السفن الأميركية باستمرار مضيق تايوان لكن نادراً ما ترافقها سفن تابعة للحلفاء، ويعود آخر مرور لسفن أميركية وكندية معاً إلى أيلول الماضي في تحركات هدفها استفزاز الصين.
وتثير هذه التحركات غضب الصين التي تؤكد أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأنها تمتلك حقوقاً سيادية في المضيق.
وهذا الحادث هو الثاني بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة خلال أقل من عشرة أيام.
فقد صرح عسكريون أميركيون في الـ26 من أيار الماضي أنّ طياراً صينياً قام بـ«مناورة عدوانية غير مبررة» بالقرب من طائرة استطلاع أميركية كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي.
وأكد متحدث عسكري صيني حينذاك أنّ الطائرة الأميركية «اقتحمت عمداً» منطقة تدريب في الصين للقيام بعمليات استطلاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن