الرئاسات العراقية الثلاث أكدت وقوفها إلى جانب سورية واستعدادها لتطوير التعاون في جميع المجالات … المقداد من بغداد: نتطلع لأفضل العلاقات مع العراق وموقفنا واحد في مواجهة التحديات

بالاتفاق على مواصلة التعاون لتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات وتعزيز التنسيق في الجانب الاقتصادي، أنهى وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد زيارة إلى بغداد التقى خلالها كبار مسؤوليها.

الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد أكد خلال استقباله المقداد الذي نقل تحيات الرئيس بشار الأسد له وللشعب العراقي، أهمية التشاور والتنسيق بين العراق وسورية حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى أن تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات يخدم المصالح الثنائية والشعبين الشقيقين.

من جانبه ثمّن المقداد مواقف العراق المشرّفة إزاء سورية ودوره الدبلوماسي اللافت من أجل استئناف مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، مشيراً إلى تطلّع سورية لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين والعمل المشترك لمواجهة الإرهاب، وتعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري.

وفي وقت لاحق أمس، بحث السوداني مع وزير الخارجية والمغتربين سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وخلال اللقاء، أكد السوداني ترابط الأمن الوطني العراقي بأمن سورية، والاستعداد التام لمساعدة الشعب السوري في تجاوز الأزمة، مشدداً على موقف العراق الداعم لوحدة الأراضي السورية وسيادتها.

وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن استعداد بلاده للتعاون مع سورية في المجالات الثقافية والاقتصادية، وتسهيل المبادلات التجارية بين البلدين.

بدوره نقل المقداد لرئيس الوزراء العراقي تحيات الرئيس الأسد، معرباً عن تقدير سورية للموقف العراقي الداعم لها خلال فترة الأزمة، وأيضاً في مواجهة التداعيات الكارثية للزلزال الذي أصابها.

المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي أعلن في بيان أن السوداني تلقى دعوة رسمية من الرئيس بشار الأسد لزيارة دمشق نقلها له المقداد، وأوضح البيان أن المقداد أكد للسوداني الرغبة في العمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة، وتبادل المعلومات في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب ورعاية ملف اللاجئين.

بدوره ذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي أن المقداد التقى محمد الحلبوسي وبحث معه تعزيز آفاق التعاون الثنائي، وتنسيق العمل المشترك لتحقيق الاستقرار في سورية، وعودة النازحين والمهجرين من أبناء الشعب السوري الشقيق إلى بلدهم».

من جانبه نقل المقداد إلى رئيس مجلس النواب العراقي تحيات الرئيس الأسد، مشيداً بالجهود التي بُذلت من قبله خلال رئاسته اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في بغداد والخطوات التي أسهمت في إعادة سورية إلى محيطها العربي.

وخلال اللقاء الذي جمع رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان والمقداد أكد الجانبان عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وأهمية تعزيز هذه العلاقات في كل المجالات وخصوصاً في المجال القضائي».

وزير الخارجية والمغتربين وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين عقب المباحثات الرسمية التي جمعتهما في مبنى وزارة الخارجية العراقية، أكد ضرورة عمل سورية والعراق معاً لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وتنسيق الجهود لتجاوز آثار الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية التي لا هدف لها إلا تجويع الشعوب، وقال: «أنا في بلدي وأشعر بالاعتزاز لزيارة بغداد عمق التاريخ والحضارة، وعندما نزورها فإن هذا يعطينا دائماً دافعاً لبذل كل الجهود من أجل الاستمرار بتعزيز أواصر العمل فموقف سورية والعراق واحد بمواجهة التحديات المشتركة».

وأضاف: «سنلتقي قريباً في اجتماع هيئة المتابعة العربية في القاهرة لكي يكون هناك خط عربي في إطار دعم سورية وإنهاء التحديات التي تواجهها وخاصة تلك الناجمة عن وجود التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب وفي الشمال الشرقي وإنهاء الاحتلال الأميركي لبعض الأراضي السورية»، مشيراً إلى أن سورية تريد حل هذه المشاكل بما يحفظ سيادتها وسيادة العراق فما يؤذي سورية يؤذي العراق والعكس صحيح.

وأدان المقداد الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية والسورية وطالب بوقفها وبوقف الدعم الذي يقدم للتنظيمات الإرهابية في بعض المناطق في سورية وخاصة لـ«جبهة النصرة» وداعش مشيراً إلى أن سورية والعراق مستمرتان بالتنسيق فيما بينهما لمواجهة هذه التحديات.

من جهته وصف حسين العلاقات العراقية – السورية بالتاريخية والعميقة وأن موقف بلاده ثابت بدعم سورية والوقوف إلى جانبها، مبيناً أن العلاقات المجتمعية بين شعبي البلدين مستمرة.

وأشار حسين إلى أن الوضع الإنساني في سورية صعب ويحتاج إلى تحرك على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي لمعالجته وإلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتأمين ظروف عودة اللاجئين إلى وطنهم وستكون لدينا مباحثات مستمرة مع سورية والأشقاء العرب في مجموعة الاتصال لكيفية التعامل مع هذا الوضع.