عربي ودولي

البرهان أكد ثقته بمنبر جدة وضرورة خروج «المتمردين» من المراكز الخدمية … تواصل الاشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» في الخرطوم.. والأمم المتحدة مصدومة

| وكالات

على حين تواصلت الاشتباكات بين طرفي الصراع في السودان في مدن العاصمة الثلاث، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان ضرورة التزام قوات «الدعم السريع» بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين، كما حذرت الأمم المتحدة من أن جميع المدنيين في السودان في خطر.
وحسب وسائل إعلام عربية وقعت أمس اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» بالأسلحة الثقيلة وسط الخرطوم بعد مواجهات متزامنة في مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، في وقت تحدّث سكان عن أعمال نهب واسعة للممتلكات في الخرطوم ودارفور.
وخلال اليومين الماضيين تصاعدت وتيرة القتال بين طرفي الصراع وحيث أعلنت «الدعم السريع» عن سيطرتها على حامية عسكرية في مدينة «كُتُمْ» غرب البلاد، وهو ما نفاه الجيش.
في غضون ذلك، نقلت «رويترز» عن أحد السكان وسط أم درمان أن أعمال نهب تتم بصورة يومية، كما قال مصدر من شرق الخرطوم إن قوات «الدعم السريع» تقوم بأعمال نهب في هذه المنطقة التي تقع ضمن نطاق سيطرتها، مشيراً إلى أنه تتم سرقة السيارات والذهب والأموال.
وفي إقليم دارفور الذي شهد مواجهات دامية، أفاد سكان أيضاً بتسجيل أعمال نهب واسعة.
وفي وقت سابق تحدث ناشطون عن مقتل 40 شخصاً خلال الاشتباكات التي دارت قبل أيام في مدينة كُتُم، التي تعد من كبرى مدن ولاية شمال دارفور.
وقبل أيام، أعلن حاكم دارفور السوداني مني أركو مناوي الإقليم الواقع غرب البلاد «منطقة منكوبة»، مع تجدّد الاشتباكات فيه بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، فيما دعت الرياض وواشنطن طرفَي النزاع في السودان مجدداً للعودة إلى المفاوضات.
في الغضون، ذكرت وكالة أنباء السودان «سونا» أن البرهان تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وحسب الوكالة أكد قائد الجيش السوداني خلال الاتصال الهاتفي «ضرورة التزام المتمردين بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين وإخلاء الجرحى وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية حتى يحقق منبر جدة نجاحه».
وعبر البرهان عن شكره لوزير الخارجية السعودي والمملكة العربية السعودية وأكد «الثقة بمنبر جدة بما يقود إلى سلام مستدام».
ومطلع الأسبوع الجاري، دعت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للاتفاق على وقف إطلاق نار جديد وتنفيذه بشكل فعال بهدف وقف دائم للعمليات العسكرية.
ويوم الخميس الماضي أعلن الوسيطان السعودي والأميركي تعليق مفاوضات وقف إطلاق النار، في مدينة جدة بسبب ما وصفاه بالانتهاكات الجسيمة والمستمرة من الطرفين لتعهدات وقف إطلاق النار بالبلاد.
في سياق متصل، عبّر مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أمس الثلاثاء، عن صدمته من تقارير عن مقتل عشرة لاجئين على الأقل في هجوم بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وحذر غراندي في تغريدة على حسابه في «تويتر» من أن جميع المدنيين الموجودين بالسودان «في خطر».
وأشار غراندي إلى أن المفوضية تسعى للوصول إلى الناجين وتقديم الدعم لهم، مطالباً في الوقت نفسه «بإسكات البنادق إذا ما أُريدَ إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة».
وتسببت الحرب في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل السودان، ودفعت نحو 400 ألف للفرار إلى الدول المجاورة، وألحقت أضراراً جسيمة بالعاصمة التي أصبح من بقي فيها من السكان تحت رحمة المعارك والضربات الجوية والنهب.
وتوجه بعض الذين فروا من الحرب إلى دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى، وهي دول تعاني بالفعل من الفقر والصراع وتراجع المساعدات الإنسانية.
وفيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو شهرين، أكد الاتحاد الأوروبي أول من أمس أنه يراقب ويوثق ما وصفها بانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، متوعداً بمحاسبة المسؤولين عنها.
ورحب الاتحاد بقرار مجلس الأمن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان «يونيتامس» لمدة ستة أشهر حتى الثالث من كانون الأول 2023.
ومنذ اندلاع القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخامس عشر من نيسان الماضي، عمت الفوضى في البلاد، وانتشرت أعمال السلب والنهب والترويع، التي طالت الشركات والمحال التجارية، إضافة إلى المصارف وحتى البيوت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن