مصادر لـ«الوطن»: دمشق منفتحة على الحوار والانسحاب التركي من الأراضي السورية شرط لنجاحه … الجولة العشرون لمباحثات أستانا ومشاورات «الرباعية» تنطلق غداً
| سيلفا رزوق
تنطلق في العاصمة الكازاخية غداً اجتماعات الجولة العشرين من مباحثات «مسار أستانا» التي ستجري يومي 20 و21 الشهر الجاري.
وحسب أجندة الاجتماعات التي كشفت عنها وزارة الخارجية الكازاخية فإن الاجتماع سيعقد بمشاركة سورية وروسيا وإيران وتركيا و«المعارضة» السورية ومراقبين من الأمم المتحدة والأردن ولبنان والعراق، حيث سيتم مناقشة الوضع في جميع أرجاء سورية، والتغيرات في الوضع الإقليمي بشأن سورية، والوضع على الأرض، والجهود المبذولة نحو تسوية شاملة في سورية، ومكافحة الإرهاب، وإجراءات بناء الثقة، كما يتضمن جدول الأعمال مناقشة الوضع الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. وللمرة الأولى منذ انطلاق «مسار أستانا» سيتضمن جدول الأعمال إجراء مشاورات رباعية لنواب وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، لبحث العمل على مشروع خريطة طريق لتطبيع العلاقات السورية- التركية، بالإضافة إلى المشاورات الثنائية والثلاثية بين الدول الضامنة لمسار أستانا.
اجتماعات «الرباعية» التي تأتي هذه المرة بعد قرابة شهر من انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية، كان سبقها حراك دبلوماسي مكثف، حيث استقبل الرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي، معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون الخاصة علي أصغر خاجي، وحضرت اجتماعات «الرباعية» و«أستانا» كعناوين أساسية في هذا اللقاء، وكشف كلام الرئيس الأسد موقف دمشق بخصوص هذه الاجتماعات والداعي لوضع إستراتيجية مشتركة تحدّد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تُبنى عليها المفاوضات القادمة سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أم مكافحة الإرهاب أو غيرها من القضايا، وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين.
مصادر متابعة تحدثت إليها «الوطن»، أوضحت بأن دمشق لا تريد من الاجتماعات المقبلة استعادة المفردات أو التأكيد على مواقف كان سبق الإشارة إليها بعنوانها العريض، فالإشارة إلى التزام الأطراف بوحدة سورية وسيادة أراضيها يجب أن تترافق مع التأكيد على إنهاء الاحتلال التركي والإعلان بوضوح عن استعداد تركيا للانسحاب من الأراضي السورية.
وفيما يخص ملف مكافحة الإرهاب بينت المصادر بأن الإشارات الفضفاضة فيما يخص هذا الملف والتأكيد على مكافحته بكل أشكاله لم تعد مقبولة، لاسيما إذا ما أرادت الأطراف المعنية والضامنة لمسار الرباعية إحراز تقدم جدي في هذا المسار، حيث ترى دمشق بأن تسمية التنظيمات الإرهابية التي تجب محاربتها وبصورة واضحة سيشكل أحد الأسس اللازمة للتقدم والوصول لنقاط اتفاق، حيث لا يزال الجانب التركي يصر على ربط مكافحة الإرهاب بالتنظيمات «الكردية» شمال سورية، ويتغافل عن ذكر محاربة التنظيمات الإرهابية من جبهة النصرة وغيرها من ميليشيات إرهابية والمتواجدة في مناطق إدلب وريف حلب الشمالي تحت أعين الاستخبارات التركية.
المصادر شددت على أن دمشق المنفتحة على الحوار السياسي والداعية له، ترى بأن تحديد أسس وآليات واضحة ومعلنة لهذا الحوار سيشكل أرضية ثابتة وقادرة على الوصول بهذا الحوار إلى الغايات المرجوة منه، وصولاً إلى تطبيع العلاقات مع أنقرة.
وأعلنت روسيا قبل أيام أن مسودة «خريطة الطريق» لتطوير العلاقات بين سورية وتركيا التي وضعتها باتت جاهزة، من دون الكشف عن تفاصيلها، لكن مصادر لـ«الوطن» رجحت بأن تتضمن خريطة الطريق الروسية إشارة واضحة لجدولة الانسحاب التركي من الأراضي السورية، في خطوة تعكس رغبة موسكو بالمضي قدماً بتطوير العلاقات بين دمشق وأنقرة.