مفاوضات حادة في مجلس الأمن من أجل تحديد موعد جديد للتصويت … مصادر لـ«الوطن»: دول عدة بدأت مساراً تفاوضياً لإيجاد صيغة يقبلها الطرفان
| الوطن
انتقلت الدول في مجلس الأمن الدولي، أمس إلى عملية التفاوض، بهدف التوصل إلى صيغة ترضي الطرفين المقدمين لمشروعي قرار بشأن تجديد مفاعيل القرار 2672 الخاص بآلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سورية التي انتهت أمس، وهما «حاملا القلم» سويسرا والبرازيل ومن خلفهم الدول الغربية من جهة، وروسيا من جهة ثانية، بعد أن أخفق المجلس بالتوصل إلى إجماع حول آلية التمديد، وعمل على إرجاء التصويت على مشروع قرار جديد إلى وقت لاحق لم يكن محدداً حتى كتابة هذه السطور، لكن المصادر رجحت أن يتم التصويت في وقت متأخر من مساء أمس بعد إصرار دول حاملي القلم على تقديم مشروعهم الذي قد يحظى بفيتو روسي في حال لم يصل الجميع إلى صيغة توافقية.
وعلمت «الوطن» من مصادر خاصة أن عدة دول كانت بدأت مساراً تفاوضياً لإيجاد صيغة يقبلها الطرفان: حاملا القلم والدول الغربية من جهة، وروسيا من جهة ثانية، إلا أنه وحتى كتابة هذه السطور، لم يكن هناك أي توافق حول صيغة يمكن أن يقبلها الطرفان.
وكالة «أ. ف. ب» كانت قد نقلت في وقت سابق أمس عن السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة بربرا وودورد التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر تموز قولها: إن التصويت المقرر في العاشرة من صباح (أمس) تمّ تأجيله للسماح باستمرار المشاورات، وأضافت: «نريد أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل 4.1 ملايين سوري بحاجة ماسة للمساعدة، لذا فإن المفتاح هو إيجاد تفاهم».
بدورها، قالت السفيرة السويسرية باسكال بايريسويل المسؤولة مع نظيرها البرازيلي عن المشروع المدعوم أميركياً: «نعمل بجد لإيجاد تفاهم واضعين هدفاً واحداً في الاعتبار: الضرورة الإنسانية والاحتياجات على الأرض».
وكان من المفترض أن يجري التصويت خلال الجلسة على مشروعي قرار أحدهما روسي يمدد آلية المساعدات لستة أشهر عبر معبر واحد، والآخر سويسري- برازيلي مدعوم أميركياً ويدعو للتمديد لـ12 شهراً عبر ثلاثة معابر.
ويعكس إرجاء التصويت على مشروع قرار جديد سخونة المعركة الدبلوماسية في المجلس في ظل تباعد المواقف بين الجانب الغربي وبين دمشق وحلفائها في المجلس.
وقبيل بدء الجلسة ذكرت مواقع إلكترونية داعمة للتنظيمات الإرهابية أمس، أن آخر مساعدات إنسانية للشمال السوري دخلت من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وذلك قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن، المواقع أشارت إلى أن القافلة المؤلفة من 79 شاحنة حملت مساعدات طبية وسلّات غذائية، إضافة إلى خيام وموادّ تنظيف.
وأمس، وفي خطوة غير مسبوقة، وجه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة خطاباً لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بخفض المساعدات الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها في شمال غرب سورية يبلغه فيه تخفيض المساعدات الإنسانية في تلك المناطق، وذلك خلافاً للقرارات والخطابات السابقة التي كانت ترسل إلى الشركاء المحليين للبرنامج من المنظمات العاملة هناك، الأمر الذي فسره مراقبون أن حجم التخفيض وآلية تطبيقــه هي ما دفعت البرنامج، هذه المرّة، لمخاطبة «النصرة»، منعاً لحدوث أي توترات أو مضايقات للفرق الإغاثية على الأرض من المحتجين على هذا التخفيض.