سورية

مراقبون رأوا أن لزيارة مستشار قائد الثورة الإسلامية أهمية استثنائية كونه يعكس رؤية قمة هرم السلطة في إيران …الرئيس الأسد: محور المقاومة ترسخ على الصعيد الدولي ولم يعد بإمكان أي جهة تجاهله…ولايتي أكد ثبات طهران في دعم سورية واعتبر أن صمودها جعل محور المقاومة أقوى

 الوطن- وكالات: 

أكد الرئيس بشار الأسد، أن «محور المقاومة ترسخ على الصعيد الدولي ولم يعد بإمكان أي جهة تجاهله»، وذلك خلال لقائه علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في إيران والوفد المرافق له، والذي اعتبر أن صمود سورية في مواجهة الحرب التي تتعرض لها أفشل المساعي الرامية إلى فرط محور المقاومة وجعله أقوى وأكثر ثباتا. جاء ذلك وسط تحليلات رأت أن زيارة ولايتي إلى دمشق وتأكيده عزم بلاده على الاستمرار في الوقوف مع سورية ودعمها بكل ما يلزم لتعزيز المقاومة التي يبديها الشعب السوري في الدفاع عن بلاده تحمل أهمية استثنائية كونه يعكس رؤية قمة هرم السلطة في إيران مما يجري في سورية.
وفي التفاصيل، ذكر بيان رئاسي بثته وكالة «سانا» للأنباء أن لقاء الرئيس الأسد والمستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في إيران والوفد المرافق له، شهد «تطابقاً في وجهات النظر فيما يتعلق بالموقف من قضايا المنطقة وتأكيد أهمية العلاقة الإستراتيجية بين البلدين التي تشكل أحد الأركان الأساسية في مواجهة المشاريع الغربية وأوهام إحياء الإمبراطوريات لدى بعض الدول الإقليمية وقوى التطرف والإرهاب الوهابية التي اعتدت على شعوب المنطقة وتسعى إلى تقسيم دولها وإضعافها».
وأوضح البيان، أن ولايتي أكد أن «الحرب العالمية الصغيرة التي تشن على سورية هي بسبب دورها المفصلي في محور المقاومة وأن من شنوا هذه الحرب كانوا يسعون إلى فرط عقد هذا المحور»، مضيفاً إن «صمود الشعب والقيادة السورية أفشل هذه المساعي وساهم في جعل هذا المحور أقوى وأكثر ثباتاً والانتصار الكبير الذي تحقق مؤخراً في منطقة القلمون على الإرهابيين خير دليل على ذلك».
وشدد ولايتي على أن إيران قيادة وشعباً «عازمة على الاستمرار في الوقوف مع سورية ودعمها بكل ما يلزم لتعزيز المقاومة التي يبديها الشعب السوري في الدفاع عن بلاده وتصديه للإرهاب والدول الداعمة له».
من جانبه، اعتبر الرئيس الأسد أن «الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري شكل ركناً أساسياً في المعركة مع الإرهاب على حين تستمر دول أخرى في المنطقة وعلى رأسها السعودية وتركيا بدعم الإرهابيين الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق المواطنين السوريين»، على ما جاء في البيان.
وأضاف الرئيس الأسد: أن «محور المقاومة ترسخ على الصعيد الدولي ولم يعد بإمكان أي جهة تجاهله والنقطة الأهم التي تحققت لمصلحة هذا المحور مؤخراً هي الإنجاز الإيراني في الملف النووي»، موضحاً أن بعض الدول العميلة حاولت الرد على هذا الإنجاز من خلال تصعيد دعمها للإرهابيين إن كان في سورية أو العراق أو اليمن وهو ما يفسر تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في هذه الدول».
حضر اللقاء سفير سورية في طهران عدنان محمود وسفير أيران بدمشق محمد رضا رؤوف شيباني.
وتأتي زيارة ولايتي بعد أقل من أسبوع من زيارة مماثلة قام بها رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، وبالترافق مع زيارة يقوم بها حالياً مستشار رئيس الجمهورية رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية رستم قاسمي، الذي استقبله أمس الأول الرئيس الأسد وجرى خلال اللقاء تأكيد أهمية البناء على ما تحقق على صعيد التعاون الاقتصادي والارتقاء به في مختلف القطاعات الحيوية والاستثمارية والتجارية. ويرى مراقبون أن زيارات المسؤولين الإيرانيين خلال الأيام القليلة الماضية تحمل أهمية كبيرة كونها جاءت تأكيداً من طهران على استمرار دعمها لسورية سياسياً واقتصادياً في ظل الحرب التي تتعرض لها، وعدم صحة كل ما أشيع حول تخلي طهران عن حليفتها دمشق في محور المقاومة، لكن زيارة ولايتي وتصريحاته لها أهمية استثنائية كونه يعكس رؤية قمة هرم السلطة في إيران مما يجري في سورية. وفي مقابلة نشرتها صحيفة «السفير» اللبنانية وفي رسالة لها معانيها اللافتة، قال ولايتي في ما يتعلق بسورية: «سواء تم الاتفاق النووي أو لم يتم، فإننا ثابتون في دعم الدولة السورية».
وبحث أمس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم خلال لقائه ولايتي الوضع في سورية إلى جانب الوضع الإقليمي والدولي، بحسب ما ذكرت «سانا».
وقدم المعلم شرحاً للوضع السياسي وكذلك للجهود المبذولة لمكافحة إرهاب داعش و«النصرة» وبقية التنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر والسعودية والأردن، مبيناً أن القوات المسلحة السورية تحرز انتصارات مدعومة من الشعب وقوات الدفاع الوطني في كل المناطق التي يحاول الإرهابيون الدخول إليها كما شكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها لسورية في المجالات كافة. بدوره أكد ولايتي دعم إيران لسورية ولمحور المقاومة في صد الهجمات الإرهابية واستمرار صمود الشعب السوري وقواته.
حضر الاجتماع نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس والسفير السوري في طهران ومدير إدارة آسيا في الخارجية والسفير الإيراني بدمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن