سورية

البابا يلح على أوروبا للاستمرار في استقبال اللاجئين: «لنبقى منارة للإنسانية»

| وكالات

دعا البابا فرنسيس أوروبا بإلحاح إلى الاستمرار في استقبال اللاجئين والبقاء «منارة للإنسانية» رغم التهديدات الإرهابية، محذراً من تهدم مفهوم «التعاطف مع الآخرين» المعتمد في القارة.
وتندرج هذه المواقف في إطار نقاش حاد حول الهجرة في كل أنحاء أوروبا، إذ يخشى بعض الأوروبيين ألا يندمج المهاجرون الوافدون في مجتمعاتهم الجديدة، ويعمدون بالتالي إلى استيراد الإرهاب.
ولدى استقباله أمس في الفاتيكان أعضاء السلك الدبلوماسي لمناسبة السنة الجديدة، قال البابا في كلمة تمحورت حول اللاجئين وتطرق فيها إلى «صرخة» الذين يفرون من «الوحشية الغاشمة» و«البؤس المدقع»، إن «المخاوف المتعلقة بالأمن مهمة، وقد ازدادت كثيراً نتيجة التهديد المتنامي للإرهاب الدولي»، في إشارة إلى تنظيم داعش.
ويقيم الكرسي الرسولي علاقات دبلوماسية مع 180 دولة، يضاف إليها الاتحاد الأوروبي ومنظمة فرسان مالطا ذات السيادة، وبعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة. وتتمثل 81 من هذه البلدان بسفير في روما.
وأضاف وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، إن موجة الهجرة الحالية «تقوض على ما يبدو أسس هذا «التعاطف مع الآخرين» الذي تدافع عنه أوروبا منذ زمن»، لكن ذلك يجب ألا يمنعها من أن تبقى «منارة للإنسانية». وحذر من «الخوف الذي يدفع إلى اعتبار الآخر خطراً أو عدواً» والذي ينجم عن «فراغ المثل العليا» و«خسارة الهوية ومنها الدينية التي يواجهها الغرب».
ولاحظ الحبر الأعظم أنه إذا «كانت ظاهرة الهجرة تطرح مشكلة ثقافية خطرة لا نستطيع إعفاء أنفسنا من التعامل معها»، فإن «استقبال اللاجئين يمكن أن يكون فرصة ملائمة لفهم جديد وفتح آفاق، سواء أكان بالنسبة إلى الشخص الذي يجري استقباله ويتعين عليه احترام قيم وتقاليد وقوانين المجموعة التي تؤويه، أم بالنسبة إلى هذه المجموعة المدعوة إلى التعامل بإيجابية مع كل ما يمكن أن يقدمه كل مهاجر لمصلحة المجموعة بكاملها».
بدورها، رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الخطة التي وضعها الاتحاد الأوروبي لحل أزمة اللاجئين لم تسفر عن شيء حتى الآن.
وذكرت أن القارة الأوروبية قررت أن التعامل مع تدفق اللاجئين الهائل إليها العام الماضي سيكون من خلال توزيعهم عبر القارة حتى تستطيع جلب النظام للعملية التي اتسمت بالفوضى، وأردفت: «لكن بعد مرور أربعة أشهر على موافقة القادة الأوروبيين على الخطة في أعقاب مفاوضات طويلة ومريرة، تعرقل البرنامج بسبب غياب التعاون بين الدول واللاجئين أنفسهم».
وبينت «واشنطن بوست» وفق موقع «اليوم السابع»، أنه «ومن بين إجمالي 160 ألف طالب لجوء كان من المفترض أن يتم إعادة توطينهم، لم يحصل على هذا الحق سوى 272 فقط»، ولفتت إلى أن هذا الرقم أقل من عدد طالبي اللجوء الذين كانوا يصلون إلى جزيرة ليسبوس «كل ساعة» في ذروة الخريف، ويمثل «إحراجاً» لقادة الاتحاد الأوروبي الذين أيدوا الحل المشترك للأزمة التي عصفت بوحدة أوروبا بطريقة لم تحدث من قبل في العقود الأخيرة.
ونبهت الصحيفة إلى أنه ومع توقع زيادة تدفق اللاجئين مرة أخرى في غضون أسابيع، فإن هذا «يزيد من احتمال أن تضطر أوروبا في النهاية إلى غلق حدودها أمام اللاجئين، وتقام الجدران مرة أخرى في القارة، التي ازدهر فيها من قبل نموذج حرية الحركة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن