سورية

تتوقعان دخول «الصليب الأحمر» اليوم.. و«الفتح» صادر مازوت شاحنات الإغاثة … الفوعـــــة وكفريا تستغيثان

| سامر ضاحي

لم تلب قافلة الإغاثة التي دخلت بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي الشرقي احتياجات البلدتين المحاصرتين من «جيش الفتح» الذي يقوده تنظيم جبهة النصرة المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وذلك في ظل النقص الشديد بمياه الشرب ومادة المازوت اللازمة لاستخراجها، وسط انتهاكات مستمرة من «فتح إدلب» لهدنة الفوعة الزبداني.
وأكد مصدر ميداني من داخل الفوعة لـ«الوطن»، أن البلدتين لا تزالان تعانيان نقصاً شديداً في مياه الشرب لعدم توافر مادة المازوت اللازمة لاستخراج المياه من الآبار المتوافرة فيهما، وان حالات تسمم انتشرت بين الأطفال نتيجة شربهم مياهاً غير نظيفة.
وقال المصدر: «إن المازوت هو الحاجة الأساسية للسكان، لنتمكن من إخراج المياه من الآبار.. نعتمد حالياً على مزاريب مياه الأمطار، حيث نقوم بتصفية تلك المياه لشربها، لكن بعض المنازل في الأبنية الطابقية لا تمتلك سطحاً لتصفي مياهه وأسطح منازل أخرى مهدمة نتيجة القصف، وماذا نفعل إذا تأخر المطر..؟»، مضيفاً: «كيف سنطبخ الأرز والعدس والبرغل (الذي دخل ضمن قافلة الإغاثة) إذا لم يكن لدينا مياه»، واستطرد بالقول «الأطفال تناولوا البسكويت للمرة الأولى منذ 7 أشهر»، بعد دخول قافلة الإغاثة الأسبوع الماضي.
ولفت المصدر إلى وعود «وصلت للأهالي قبل أيام من دخول الشاحنات بأن أحد أسباب تأخير دخولها هو محاولة إدخال المازوت إضافة إلى المواد التي تم إدخالها، لكننا لم نحصل على شيء»، مبيناً أن المسلحين قاموا بجلب صهريج إلى كراج البولمان في مدينة إدلب و«تم إفراغ خزانات الوقود من شاحنات الإغاثة إلى الصهريج ولم يبقوا فيها سوى ما يكفيها للدخول والخروج إلى البلدة، لكي لا تقوم تلك الشاحنات بمنح المازوت للأهالي. كما تم إنزال القواعد الخشبية التي توضع عليها المساعدات لكي لا نأخذها ونستخدمها للتدفئة»، ما ساهم بتأخير إدخال الشاحنات إلى البلدتين.
وأكد المصدر، أن الاحتياجات الأساسية للبلدة لا تزال تتمثل بالحاجة إلى المازوت اللازم لاستخراج المياه إضافة إلى الأدوية وحليب الأطفال والسكر، والمادتان الأخيرتان دخلتا ضمن قافلة الإغاثة، لكن سعر ليتر المازوت الواحد وصل إلى 7 آلاف ليرة، على حين وصل سعر كيلو السكر قبل إدخال المساعدات إلى 6 آلاف ليرة، أما التدفئة «فلا نزال نعتمد على ما يتوفر من الحطب».
ورداً على سؤال حول مصير هدنة الفوعة كفريا الزبداني التي تحدثت أنباء عن استمرار جريان مفعولها، قال المصدر «إن حالات القنص لم تتوقف والأمر يشبه معركة على جبهة باردة، فرغم توقف القصف بجرار الغاز وقذائف الهاون إلا أن إطلاق النار بين الحين والآخر كل يوم وعلى عدة محاور، ومنذ يومين (الخميس) تسللت مجموعة من «جيش الفتح» إلى أحد المباني الكبيرة الذي كان يحد قليلاً من رصدهم للبلدة على إحدى الجبهات حيث قاموا بتفخيخ المبنى الطابقي ثم تفجيره بالكامل.
وحول دخول عناصر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إلى البلدتين لرصد الحالات الإنسانية فيهما، نفى المصدر هذا الأمر وبيَّن أن من دخل هم ممثلون عن الهلال الأحمر العربي السوري و«لم يدخل أي من ممثلي الصليب الأحمر الذي كنا نتوقع دخوله، واليوم (السبت) وصلتنا معلومات عن نية لدخول بعض ممثلي الصليب الأحمر غداً (الأحد) إلى القرية وسيعاينون الحالات الخطرة في البلدتين»، في ظل استمرار المدارس بعملها نتيجة مبادرات مدرسي البلدتين، إذ إن المدارس لم تغلق أبوابها بوجه تلاميذها بل استمرت بعملها عبر «كوادر البلدتين التي تعمل بشكل طوعي ودون مقابل».
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذكرت في بيان لها الأربعاء الماضي أنه يجب وضع حد لجميع حالات الحصار المفروضة في جميع أرجاء سورية على وجه السرعة بسبب تزايد الاحتياجات الإنسانية إلى حد كبير، و«قد تبين أن سكان المناطق الثلاث يعيشون في ظروف مفجعة»، وأن قوافل مشتركة بين اللجنة الدولية والأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري أوصلت أغذية وأدوية وبطانيات إلى عشرات الآلاف من الناس في مضايا وكفريا والفوعة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين. ونقل البيان عن رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سورية، السيدة «ماريان غاسر»، أن البلدتين المحاصرتين «في شمال البلد وتخضعان كذلك للحصار منذ عدة أشهر ويعاني سكانهما ظروفاً قاسية، قد تلقتا أيضاً مساعدات حيوية» إضافة إلى بلدة مضايا بريف دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن