سورية

المعارضة التركية تتعهد بمنع تهريب السلاح لسورية إذا فازت بالانتخابات…أنقرة تروج لتقسيم جديد بالمنطقة

فيما كانت حكومة رجب طيب أردوغان تروج لتقسيم جديد في المنطقة على شاكلة اتفاقية «سايكس بيكو»، اتهمت المعارضة التركية حكومة حزب العدالة والتنمية بنقل الأسلحة إلى المجموعات الإسلامية في سورية وتعهدت بإغلاق الحدود بشكل محكم أمام تهريب السلاح في حال وصولها إلى السلطة.
واعتبر نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورطولموش، أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على تقسيم جديد شبيه بمعاهدة «سايكس بيكو»، التي وقعتها بريطانيا وفرنسا إبان الحرب العالمية الأولى واقتسمتا بموجبها النفوذ في أراضي الدولة العثمانية.
ورأى قورطولموش، أن «الحدود التي كانت مرسومة بين الدول لم تكن لها خلفية تاريخية»، وذكر أن «العراق حالياً ينقسم إلى 3 أقسام، وليبيا إلى قسمين، واليمن كذلك، ومصر سياسياً منقسمة إلى قسمين، وسورية إلى عشرات الأجزاء، بينما الجزائر وتونس حالياً في حالة استقرار نسبي».
وفي الشأن السوري، انتقد قورطولموش مواقف الدول الغربية والإسلامية التي تأتي إلى تركيا وتثني على أنقرة وعملها تجاه المهجرين السوريين من دون أن تبادر إلى أي دعم لهم. واعتبر أن الحل في سورية يكمن في قيام نظام ديمقراطي ورحيل الرئيس بشار الأسد، مرجعاً عدم رحيله حتى الآن لغياب رؤية دولية واضحة لدعم المعارضة المعتدلة، وأكد، من جهة أخرى، أن ظهور تنظيم داعش الإرهابي كان عاملاً إضافياً قلل من فرص الحل في سورية.
ومع احتدام المعركة الانتخابية في تركيا، تعهد كمال كيليشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية بتعزيز الأمن على الحدود التركية السورية في حال فاز حزبه في الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من شهر حزيران المقبل. وتحتل مسائل السياسة الخارجية مكانة مهمة في حملة الانتخابات التشريعية ويؤكد بعض قادة حزب الشعب الجمهوري أن أنقرة تعتزم التدخل في سورية، وقد تجاهلت الحكومة هذه المزاعم التي وصفتها بأنها «أكاذيب».
واتهم كيليشدار أوغلو الحكومة التركية بتهريب السلاح إلى المسلحين في سورية واستشهد بحادثة الكشف عن الأسلحة داخل شاحنات وكالة الاستخبارات الوطنية التركية وهي في طريقها إلى سورية مطلع العام 2014. وقال: «هناك أشرطة فيديو تظهر كيف تم فتح الصناديق في الشاحنات وصور للقنابل». وأضاف: «ليس هناك ما يمكن إخفاؤه في هذه المسألة»، في إشارة إلى محاولات الحكومة التركية كم أفواه القضاة والعسكريين والشرطيين، الذين كشفوا الأسلحة في الشاحنات التابعة للاستخبارات الوطنية.
وأكد أنه «مع حزب الشعب الجمهوري في السلطة ستعود الحدود إلى ما كانت عليه من قبل وسنضمن أمنها». وأضاف: «لن نسمح بعبور حدودنا بصورة غير شرعية وشاحنات وكالة الاستخبارات الوطنية لن تقوم برحلات ذهاباً وإياباً». وفي إشارة علنية نادرة إلى هذه القضية أعلن أردوغان الأحد خلال تجمع انتخابي أن تفتيش الشاحنات كان «خيانة».
من جهة أخرى، وفي سياق دعمها للإرهابيين في «جيش الفتح»، الذي تقوده جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» في سورية ويخوض معارك عنيفة ضد الجيش العربي السوري بمحافظة إدلب، نقلت السلطات التركية عشرات الإرهابيين المصابين في سورية إلى المشافي في لواء اسكندرون السليب من أجل معالجتهم.
وذكر موقع «سنديكا أورج» التركي، أن سيارات الإسعاف التركية هي التي تتولى نقل هؤلاء الإرهابيين المصابين إلى مشفى آلتينوزو ومشفى مصطفى كمال الجامعي ومشفى دفنة وأغلبهم من «النصرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن