سورية

نهاية الشهر تقترب و«جنيف 3» في مهب الريح.. مطرقة كيري الثقيلة تهوي على رؤوس «الهيئة العليا»: اذهبوا للمحادثات.. وإلا..!

| الوطن – وكالات

هوت مطرقة رئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري على رؤوس المعارضين في «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية. «الإملاءات الأميركية» للهيئة كانت «صريحة ومباشرة» «عليكم الذهاب إلى جنيف لعقد محادثات (وليس مفاوضات) من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.. وإلا» و«الأولوية (الأميركية) في سورية لمحاربة الإرهاب» و«هذا متفق عليه مع الروس والإيرانيين».
وعلى الرغم من المساعي المكثفة التي بذلها كيري في العاصمة السعودية الرياض، من أجل تسهيل عقد جنيف والشروط التي طرحتها الهيئة العليا، إلا أن أي إشارة، لم تصدر حتى الآن، لتؤكد انعقاد المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة في مدينة جنيف السويسرية، وتصر كل من واشنطن وموسكو على إطلاقها قبل نهاية هذا الشهر.
وانتقد «الائتلاف» المعارض ما وصفه بـ«التراجع المخيف» في الموقف الأميركي تجاه الأزمة السورية، ولوّح بعدم الدخول في مفاوضات جنيف التي وصفها بـ«الفاشلة».
ولفت سفير الائتلاف في باريس منذر ماخوس إلى أن كيري قال خلال اجتماع في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا: إن الحل في سورية لن يتم إلا بالاتفاق على «حكومة وحدة وطنية»، وأن الولايات المتحدة متفقة مع إيران وروسيا على ذلك. وعلّق على تصريح وزير الخارجية الأميركي قائلاً: «(هناك) تراجع مخيف في الموقف الأميركي».
وفي مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية، كشف ماخوس عن اجتماع عقده كيري مع رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب في الرياض قبل يومين، مبيناً أن الوزير الأميركي أبلغ حجاب أنه «يجب عليهم (المعارضين في الهيئة) أن يذهبوا إلى جنيف ضمن الشروط المفروضة عليهم، وإلا فسيخسرون دعم حلفائهم».
إلا أن ماخوس، العضو أيضاً في «الهيئة العليا للمفاوضات»، اعتبر أن محادثات جنيف «ستفشل» ما لم يتم «الاتفاق على جوهر العملية السياسية»، مؤكداً أنه من الأفضل عدم الدخول في عملية «فاشلة».
وجدد مطالبة الحكومة السورية بإجراءات لحسن النية قبل الشروع في التفاوض، وذلك عبر وقف القصف وإطلاق سراح بعض السجناء من النساء والأطفال والشيوخ، مؤكداً أن الوفد الذي عينته «الهيئة العليا للمفاوضات» «لن يذهب» إلى جنيف ما لم تتحقق تلك الإجراءات.
من جهة أخرى، وصف مصدر رفيع المستوى في الهيئة، حسبما نقلت تقارير إعلامية، لقاء كيري مع حجاب في الرياض بـ«الكارثي والسيئ جداً»، مبيناً أن رئيس الدبلوماسية الأميركية «حمل معه رسائل روسية وإيرانية واضحة»، مهدداً المعارضة السورية في حال عدم الالتزام بها». وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن «كيري قال إن ما سيجري في جنيف3، محادثات، وليست مفاوضات، وستفضي إلى تشكيل (حكومة وحدة وطنية)، وليس هيئة حكم انتقالية»، وبيّن أن وزير الخارجية الأميركي أبلغ وفد الهيئة أن من حق الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا «التدخل في تشكيل وفد المعارضة، وتعيين مستشارين له، وإن إجراءات الثقة التي تطالب بها المعارضة قبيل اجتماعات جنيف كإطلاق المعتقلين، وفك الحصار عن المدن المحاصرة، وإيقاف قصف المدنيين، وإدخال مساعدات إنسانية وسواها هي جزء من المحادثات التي ستجري في جنيف».
وبيّن المصدر أيضاً، أن «كيري أكد خلال الاجتماع أن من حق (الرئيس) بشار الأسد الترشح للرئاسة في انتخابات رئاسية ستجرى لاحقاً». ولفت إلى أن رئيس الدبلوماسية الأميركية، طلب من الهيئة العليا للمفاوضات الذهاب إلى جنيف و«إلا فستفقد حلفاءها وعليها أن تتحمل مسؤولية ذلك». وأشار كيري خلال الاجتماع مع وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» إلى أن «بلاده لن تتدخل في سورية، إلا لمحاربة الإرهاب، وليس لشيء آخر».
وكشف المصدر إلى أن «الاتجاه العام لدى المعارضة هو رفض الإملاءات، واعتبار هذه الفترة مرحلة حرب تحرير، والانتقال للمقاومة»، مشيراً إلى أن «وقوف كل من: تركيا، والسعودية، وقطر، إلى جانب المعارضة السورية وننتظر أن يترجموا ذلك على الأرض».
تصريحات ماخوس وتسريبات المصدر المعارض، جاءت بعد يوم من تأكيد مجموعات سياسية وعسكرية، ممثلة في «الهيئة العليا للمفاوضات»، رفضها لما وصفتها «بالإملاءات الروسية، وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية من خلال العدوان العسكري والابتزاز السياسي، والتدخل السافر في شأن المعارضة السورية».
وبعد لقائه نظراءه في مجلس التعاون الخليجي بالرياض، أشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن بلاده تدفع في اتجاه التعجيل ببدء مفاوضات «جنيف 3». وخفض طموحاته إلى بدء مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف السورية في جنيف قبل نهاية شهر كانون الثاني الجاري يعقبها اجتماع وزاري لـ«المجموعة الدولية لدعم سورية» لحل العقبات الموجودة.
وتحدث عن صيغة تتضمن دعوة دي ميستورا «الكثير من الأطراف (السورية) ذات العلاقة بطريقة تسمح بالتوصل إلى تناغم لدفع هذه العملية قدماً. وإذا ما كانت هناك خلافات في هذا الشأن فهذا ما ستعكف عليه المجموعة الدولية لدعم سورية للحفاظ على استمرارية هذه العملية ووضعها رهن الاختبار ضمن مشروعية بياني فيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي المتفقة على الحاجة للوصول إلى عملية انتقالية سياسية في سورية تفضي إلى دستور جديد وانتخابات جديدة عادلة ووقف لإطلاق النار».
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ضرورة أن يتضمن وفد المعارضة السورية مجموعات مقاتلة على ألا تكون «متطرفة أو إرهابية».
وتساءل شتاينماير في تصريحات نقلتها صحيفة «فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ»، «أين تعتقدون أننا سنجد مجموعات معتدلة بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب الأهلية وأقصى العنف؟»، مضيفاً: «أخشى أننا تخطينا مرحلة الانتقاء الدقيقة لاختيار جميع الأطراف والمفاوضين». وتابع: «بالطبع لا نريد على الطاولة إرهابيين وإسلاميين متطرفين يريدون فقط تخريب العملية السياسية، لكننا نريد تحالفاً من كل الذين يمثلون شرائح من المجتمع السوري ويمتلكون قوة فعلية ويحترمون مبادئ فيينا وهم مستعدون لوقف القتال خلال محادثات جنيف».
في روما، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتلوني أن إمكانية تسوية الأزمة السورية قبل نهاية العام الجاري، ستكون أكثر واقعية في حال بدء المفاوضات متعددة الأطراف في جنيف. وقال جنتلوني في حديث لصحيفة «أفينيري» الإيطالية: «المفاوضات لن تبدأ غداً (25 كانون الثاني)، لأنه قد تم تأجيلها لبضعة أيام، لكن إذا بدأت المفاوضات في جنيف، فإن مهمة وضع حد للحرب قبل نهاية العام ستكون أكثر واقعية».
ووفقاً للخارجية الإيطالية، فإن الجهود حول الأزمة السورية، تتركز الآن حول نقطتين رئيسيتين، وهما إقناع الحكومة السورية بفتح الممرات للمساعدات الإنسانية، والوصول لوقف إطلاق النار مع بدء المفاوضات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن