الأخبار البارزةثقافة وفن

مشاهده الأخيرة صوّرت في عدّة مناطق ساخنة…«بانتظار الياسمين».. الحب سبيل وحيد لدحر الحرب

وائل العدس: 

الحياة مستمرة رغم كل الصعاب والهزائم، في زمن تعصف به الأزمات بشتى بقاع الأرض، وخاصة عالمنا العربي، هذا ما يعكسه مسلسل «بانتظار الياسمين» الذي انتهى تصويره ليدخل فينا إلى أعمق الناس ويسبر أغواره ويحاول اكتشاف سر حبه للبقاء واستمراره في العيش والحب والبحث عن سبل الرزق.
فبعد أربعة أشهر من العمل الشاق و1300 مشهد مختلف، أعلن المخرج سمير حسين انتهاءه من تصوير هذا العمل ليدخل بعدها العمليات الفنية استعداداً لعرضه خلال شهر رمضان المبارك.
كتب العمل أسامة كوكش، وأنتجته شركة «إي بي سي»، ويضم العمل على قائمة أبطاله: سلاف فواخرجي، وغسّان مسعود، وصباح الجزائري، وأيمن رضا، وشكران مرتجى، ومحمد حداقي، وأحمد الأحمد، ومحمود نصر، وسامر إسماعيل، ومحمد قنوع، وحلا رجب، وروزينا لاذقاني، وخالد القيش، وجمال شقير، وجوان خضر، ومرح جبر، ودانة جبر، ونادين خوري، وزهير رمضان، وجيانا عيد، وحسام تحسين بيك، وعلي كريم، وأمانة والي، وفائق عرقسوسي، وبسّام لطفي، ومعتصم النهار، ومرام علي، ويزن السيد، ولينا كرم، وميري كوجك، وآري سرحان، وأسامة حلال، ورنا ريشة، ومصطفى المصطفى، ومحمد الرفاعي، ولميس عفيفة، إضافة إلى ممثلين كثر آخرين.

قصة العمل

«في شتاء برده قارص، عاشت مجموعة من مهجري الحرب في حديقة صغيرة، نزحوا إليها من شتات مدن سورية، عاشوا فيها، مقيمين أحزانهم والبصيص من أفراحهم»، ذلك ما تقوله الحكاية الرئيسية للعمل، التي يجسّد أبطالها أدوارهم ضمن ظروف الشخصيات الحقيقية، وتحت سماء شتاء دمشق، سيواجهون قسوة الظروف، سيتعاطف معهم كثيرون، ويستغلهم آخرون.
وثمّة حكايات عديدة، ستدور أحداثها، بموازاة عوالم تلك الشخصيّات، أبطالها شخصيّاتٌ من أهل المدينة، تختلف عن الحكايات التي يعيشها سكّان هذه الحديقة.. حيث تنقلت كاميرا حسين بين عدّة مواقع تصوير على مدى ثلاثة أشهر تقريباً.
إذاً، المسلسل عمل درامي إنساني، يسلط الضوء على حياة مجموعة من العائلات، يدخل إلى منازلهم، وينقل تفاصيل معاناتهم اليومية وقصص حبهم وتضحياتهم وتأثير الحرب ومجرياتها على سلوكهم وأفكارهم وأطباعهم والعلاقات فيما بينهم.
ويتناول مهجري الحروب أينما كانوا، فالظروف دائماً متشابهة، والصعاب لا تتغير باختلاف المكان والزمان، علماً أن المكان في المسلسل حديقة صغيرة نزح إليها مهجرو الحرب هرباً من مناطق ساخنة ما عادت سبل العيش فيها ممكنة، لتتحول إلى مجتمع صغير يحوي كل شيء وتحفل به الحياة بكل متناقضاتها من حب وخوف، أفراح وأتراح، شبع وجوع، وحكايات عاشها أهل المدينة تختلف عن الحكايات التي يعيشها سكان هذه الحديقة.
ويرصد الكثير من تفاصيل العلاقات الإنسانية، والاجتماعية والعاطفية، ويفرد للحب مساحة واسعة، كسبيل وحيد لدحر الحرب، ويروي حكايات حب، خير، وعطاء وأخرى عن الشر، تلك الحكايات يجسد أحداثها ما يزيد على الثلاثين شخصية، تسير مشاكلها بالتوازي مع آمالها وطموحاتها، هكذا هي الحياة، فحتى الابتسامة سيكون لها مكان بين تفاصيل المسلسل، فبعض الشخوص ستكون بطيبتها التي قد تلامس حدود السذاجة قادرة على انتزاع ابتسامة منا رغم قسوة ظروفنا.
وتدور أحداث العمل في ظل أزمة إنسانية، لكنه بعيد كل البعد عن السياسة وتجاذباتها، فهو مسلسل إنساني اجتماعي بالدرجة الأولى، وأحداثه يمكن إسقاطها على أماكن كثيرة من العالم العربي، وبموازاة المساحات السوداء التي نعيشها ويرويها العمل ثمة مساحات بيضاء، بياض الياسمين، حتى تترك للإنسان باب الأمل مفتوحاً دوماً.

مناطق ساخنة
تم تصوير العمل في معظم مناطق العاصمة دمشق وخارجها، وتنقّل فريقه بين «الحديقة» موقع التصوير الرئيسي الذي ضمّ شخصيات المسلسل الرئيسية، ومثّل مهجري الحرب، ممّن نزحوا إلى الحديقة من أماكن ساخنة ما عادت سبل الحياة فيها ممكنة، ومواقع أخرى بالمدينة ضمّت شخوصاً آخرين، يعيشون علاقاتٍ مركبّة، ومتوترة، نتيجة ما يجري في البلاد، وتتقاطع حكاياتهم، مع حكايات المهجريّن، بشكلٍ مباشر، أو بصورةٍ غير مباشرة لكنهّم جميعاً يواجهون انعكاسات الأزمة، بكل تجلياتها، وعلى مختلف المستويات.
المشاهد الأخيرة من المسلسل تم تصويرها بعدّة مناطق ساخنة، في ريف دمشق، وعلى تخوم حمص، ما تطلبّ جرأة كبيرةً جداً، أشاد بها المخرج سمير حسين؛ من جانب الفريق الفني، والممثلين الذين أدّوا هذه المشاهد، وعلى رأسهم سلاف فواخرجي، وسامر إسماعيل، وجوان خضر.

سبعة أشهر
أكد المخرج سمير حسين في تصريح لـ«الوطن» أن النص يلائم ما يفكر فيه باتجاه أن يشكل علامة مهمة جداً بمسيرته، قائلاً: حضّرنا للعمل قبل سبعة أشهر من انطلاق التصوير عبر ورشة عمل بيني وبين الكاتب فتبادلنا الأفكار حتى شكلنا هذه الصيغة، لأنني ومنذ سبع سنوات لم أنجز نصاً جاهزاً، بل أشتغل عليه ثم أقدمه.
ألا تكفي دراما عن الأزمة؟ يجيب: للأسف الشديد لم يُحك عن الأزمة كما يجب بطريقة موضوعية، والأعمال التي رصدت الأزمة وأحدثت تأثيراً تعد على الأصابع.
وأوضح أن العمل إنساني بالمطلق يقدم أوجاع الناس ومشاكلهم وهمومهم عبر رسائل حب ليخبرنا كيف يمكن لنا أن نغير الواقع، ونحن مطالبون بالحديث عن الأزمة بخصوصية شديدة جداً، فالإنسان السوري أولاً وأخيراً، بمعنى سورية عبر مكوناتها الثقافية والحضارية ككل.
بدوره أشار الكاتب إلى أن عمله يتحدث عن الأزمة وليس عن تداعياتها، وأن الأحداث حقيقية، مضيفاً: لا بد من وجود نسيج درامي، فأنا التقيت هؤلاء الناس المهجرين واستمعت إلى ما أباحوا من شجون، فاحتفظت بكلامهم وجمعت العديد من الأحداث في أماكن وأزمان متفرقة لتجري في زمن واحد.
هل من حلول أم أنها مجرد إضاءة، يجيب كوكش: الحلول غير مطلوبة من الكاتب، بل المطلوب الإبقاء على باب الأمل مشرعاً، وأنا كمواطن شريك في الحل لكن هذا العمل لا يقدم حلولاً.

شارة العمل
قررت الشركة المنتجة إشراك حازم شريف في المسلسل، ليغني نجم «أراب آيدول» الشارة التي كتبها ولحنها إيهاب مرادني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن