رياضة

تفسير الأحلام

مالك حمود:

الرياح قد لا تأتي كما يشتهي البحّار لكن بإمكانه التحكم بشراعه لتحديد الوجهة التي يريدها، فالأمنيات لن تتحقق بمجرد الأحلام، وهذا ما أراده اتحاد كرة السلة من خلال تعميمه الأخير الذي طالب من خلاله الأندية المعتمدة في أنشطته السلوية إبداء وجهات نظرها بخصوص التصورات الجديدة لمسابقات الموسم القادم 2015-2016 لكن الأهم طلبه بوضع رؤيتها بخصوص التصنيف الجديد للأندية المشاركة في مسابقاته الرسمية إلى بعد انتهاء الموسم المذكور.
طلب اتحاد السلة يبدو طبيعياً باعتباره معروفاً بتشاوره الدائم مع مفاصل اللعبة قبل بدء كل موسم من خلال مؤتمراته أو ورشات العمل التي يدعو إليها للوصول إلى وجهات نظر توافقية تراعي الظروف الراهنة وأوضاع الأندية وإمكاناتها من مختلف الجوانب، لكن الأهم هذه المرة أن اتحاد اللعبة أراد من تعميمه وضع النقاط على الحروف بخصوص ما تردد مؤخراً عن اعتماد نتائج الموسم الأخير في تصنيف الأندية التي شاركت في الدوري المفتوح باعتباره أقيم بطريقة خاصة وضمه لأندية الدرجات الثلاث (بعد إلغاء التصنيف) ضمن نظام جديد اعتمد في المواسم الثلاثة الأخيرة تماشياً مع الظروف الراهنة، وبالتالي فكلام الاتحاد جاء للتأكيد بأن الكلام الذي جرى خلال المؤتمر الانتخابي الأخير لاتحاد اللعبة عن دوري تصنيفي كان مجرد تصورات مستقبلية ولكن من دون أن يتم إقراره على اعتبار أن الموسم كان قد قطع نصفه والمسابقات أمضت جزءاً مهماً منها، فقرار كهذا بحاجة لإعلام مسبق لكل الأندية كي تأخذ بعين الاعتبار أنها ذاهبة لدوري تصنيفي وبموجب نتائجها فيه تتحدد الدرجة التي ستعتمد خلالها في الموسم التالي وأعذر من أنذر.
التصنيف بات أمراً ملحاً وله دواعيه الفنية بعد تجربة لدوري مفتوح فرضته حالة طارئة ولكن يجدر أن يبقى مجرد حالة راهنة ووضع أندية الدرجات الثلاث ضمن مسابقة واحدة مسألة لها إيجابياتها الآنية وبذات الوقت لها سلبياتها.. وهي حالة متعارف عليها في مسابقة الكأس ليس إلا، وتقبلنا الفكرة باعتبار الضرورات تبيح المحظورات.. ولكن آن الأوان للبحث عن الجدوى الفنية للمسابقات بعدما ظهر التفاوت في المستويات.. وبات حرياً بسلتنا العودة إلى نظام الدوري الرسمي، دوري تخوضه الأندية بحوافزه سواء بالمنافسة أم بالهروب من الهبوط بعدما اتضح أن أغلبية الأندية وجدت نفسها غير مضطرة للاهتمام كثيراً بفرقها خصوصاً البعيدة عن إمكانية المنافسة على المقدمة ولا هبوط يخيفها.
كلام اتحاد السلة بوقته سواء لإعادة نمط المسابقات إلى سكتها الصحيحة بعدما خرج عنها مضطراً والأهم تفسير سريع لمن سارع في الأحلام، وكل موسم وسلتنا بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن