سورية

تصاعد الجدل في الولايات المتحدة حول إستراتيجية محاربة داعش ودعوات جديدة لـ«تحالف موضوعي مع إيران»

الوطن- وكالات: 

يتزايد الجدل داخل الإدارة الأميركية حول جدوى إستراتيجية الرئيس باراك أوباما في محاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية وخصوصاً بعد سقوط مدينتي الرمادي وتدمر، فرغم تأكيد أوباما أنه لا ينوي إرسال مزيد من الجنود إلى الشرق الأوسط، فقد تزايدت الأصوات الأميركية المطالبة بهذه الخطوة، ووصلت بالبعض إلى حد المطالبة بـ«تحالف موضوعي مع إيران».
وبين متحمس لفكرة إرسال المزيد من الجنود والقوات الخاصة لمحاربة داعش، ورافض لهذه الفكرة باعتبار «تهديد داعش يتوجه بشكل أكبر إلى دول القارة الأوروبية أكثر من أميركا» كما خلصت صحيفة «التلغراف» البريطانية، يبدو أن هذا الجدل سيستمر ليثبت إلى حد ما صوابية الرأي القائل بإن واشنطن لا تريد القضاء على داعش في المنطقة بل الاكتفاء بإضعافه وتحجيمه داخل «خطوط حمراء»، لتجعل منه بوابة مناسبة لاستمرار تدخل ونفوذ واشنطن في المنطقة، وليكون العنوان الأبرز لـ«تركة أوباما لخلفه في كرسي الرئاسة».
وبالأمس اعتبر المستشار السابق لشؤون الإرهاب في البيت الأبيض ريتشارد كلارك الذي قدم المشورة لثلاثة رؤساء حول طريق مكافحة الإرهاب، أن داعش «قد نجح بالفعل في بناء خلافته الإسلامية عبر حكم مساحات شاسعة وملايين السكان»، داعياً لإرسال قوات أميركية خاصة لمقاتلة التنظيم وتقديم الدعم للقوات العراقية و«الشيعية» منها -في إشارة للحشد الشعبي- التي تقاتل التنظيم، وحتى لو أدى ذلك إلى تحالف موضوعي مع إيران.
وعن شكل التدخل الأميركي الذي يريده، قال كلارك: «لدينا ثلاثة آلاف جندي أميركي على الأرض بالعراق اليوم، وهم يقدمون المشورة العسكرية، ولكنهم في الوقت نفسه عناصر بالقوات الخاصة ويمكنهم تولي مسؤوليات في الصفوف الأمامية وتقديم الدعم الفني للوحدات التي تتولى شن الغارات الجوية. فالمشكلة أننا نفتقد حالياً من يتولى هذه المهمة ولذلك فإن طائراتنا تعود بالكثير من الأحيان دون إلقاء قنابلها».
وأيد كلارك تجاوز المشاكل السياسية وتقديم الدعم لكل من يرغب بمواجهة داعش قائلاً: «هناك قوات في الرمادي كانت تريد قتال داعش ولكنها افتقدت للسلاح والذخائر، وهناك قوات كردية في الشمال تريد قتال داعش ولكنها تفتقد بدورها للسلاح، ومن ثم فنحن أمام قضايا سياسية تتعلق بالتسليح، وعلينا الخروج بخطة واضحة، وأنا لا أنصح هنا بإرسال لواء كامل أو كتيبة إلى العراق، بل وحدات خاصة وتنفيذ ضربات جوية مركزة مع توفير السلاح للقوى المحلية».
ولم يبدو كلارك معارضاً لإمكانية التحالف مع أي طرف بمواجهة داعش، قائلاً: «علينا أن نكتشف هوية العدو عند هذه المرحلة، إذا كنا نرى أن داعش هو مصدر الخطر على أمننا القومي عندها سنعتبر أنه العدو، إذا كان علينا العمل مع إيران حالياً فلنفعل ذلك، ففي الحرب العالمية الثانية تحالفنا مع الشيوعيين في الاتحاد السوفييتي لأنهم قرروا قتال النازيين، ومن ثم إذا قررت إيران دعم المليشيات الشيعية العراقية التي تقاتل داعش، فعلينا أن نؤمن لهم الغطاء الجوي».
في المقابل، اعتبرت صحيفة «التلغراف» البريطانية بحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري أن تهديد داعش يتجه نحو أوروبا أكثر من أميركا، مع استمرار تدفق النفط، فإن واشنطن لا تكترث للتطورات الأخيرة في المنطقة.
ونشرت الصحيفة تقريراً ينتقد رد فعل الخارجية الأميركية إزاء سقوط كل من مدينتي الرمادي وتدمر في كل من العراق وسورية الأسبوع الماضي في يد داعش.
وأشار التقرير إلى ردود الأفعال التي أظهرها المسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، فقد صرحوا أن الضربات العسكرية الجوية أثرت بالسلب في داعش، وأنه يجري دراسة زيادة العناصر التدريبية في العراق لتقوية القوات الحكومية، دون الالتفات بشكل جدي لما أحرزه التنظيم من تقدم.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد قال في حوار جمعه مع إحدى الصحف الأميركية مؤخراً: إن «أميركا لا تنوي أن تقوم بتنفيذ واجبات حكومات الشرق الأوسط، فهم من عليهم حماية أمنهم القومي وليس الولايات المتحدة الأميركية»، مضيفاً: إنه إذا كان هناك ثمة درس تعلمه من غزو الرئيس السابق جورج بوش للعراق في عام 2003، فهو عدم إرسال مزيد من الجنود إلى الشرق الأوسط، فلتتحمل تلك الدول مسؤوليتها دون إراقة دماء الجنود الأميركيين.
وقال تقرير الصحيفة: إنه نظراً لتوجه تهديد داعش بشكل أكبر إلى دول القارة الأوروبية أكثر من أميركا، واستمرار تدفق النفط على الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، فهذا يجعلها غير مكترثة بالإخفاقات التي تشهدها المنطقة.
وأشار التقرير إلى استطلاعات الرأي في أميركا التي لمست عزوف النسبة الكبرى من الشباب تحت 30 عن التورط في مشاكل الشرق الأوسط، وهذا قد يكون مؤشراً إلى السياسة الخارجية الأميركية المستعدة لفعل أي شيء لحياة هادئة داخل الولايات المتحدة، حسب الصحيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن