قضايا وآراء

واشنطن والرياض ومضاعفات تحالفهما مع مجموعات القاعدة

تحسين الحلبي: 

 

يكشف (جوستين ريموندو) رئيس تحرير المجلة الإلكترونية (أنتي وور) تحت عنوان: «السعودية تغزو اليمن بدعم أميركي لتقوية القاعدة» وينطلق نحو هذا الاستنتاج المنطقي من حقيقة أن مجموعات القاعدة في اليمن بقيت تعمل وتتحرك منذ عام (2002) ولم تكن الغارات الأميركية الجوية بطائرات بلا طيار تهدف إلى تصفيتها طوال أكثر من (12) عاماً.. ويؤكد (ريموندو) وكثير من المحللين الأميركيين أن مجموعات القاعدة كانت تستهدف أنصار الله وكل يمني يؤيدهم وتتفق مع السعودية على اتهامهم بتأييد إيران وهذا ما استفادت منه السعودية التي رأت أن مجموعات القاعدة ستشكل قوة بشرية مسلحة توسع حربها على الثورة اليمنية وأنصار الله وعندما بدأ القصف الجوي السعودي سارعت مجموعات القاعدة واستولت على سجن أطلقت من داخله (300) سجين معظمهم من رجال القاعدة ثم توجهت إلى مدينة المكلا قرب حضرموت..
وهذا ما تؤكده أيضاً تقارير صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) حين تكشف أن السعودية لم تشن أي حملة عسكرية أو أمنية على مجموعات القاعدة في أي مكان في اليمن طوال الأسابيع التي لم تتوقف فيها الغارات على اليمن.
وتضيف الصحيفة الأميركية بأن مجموعات أنصار الله هم الذين تصدوا عسكرياً لمجموعات القاعدة لتطهير اليمن من وجودهم ويثبت سجل عملياتهم أنهم كبدوا مجموعات القاعدة خسائر بشرية كثيرة لكن واشنطن والسعودية فضلتا الإسراع في شن الهجوم على اليمن لكي ينشغل أنصار الله بالغارات الجوية وتعزز مجموعات القاعدة قدرة مجموعات عبد ربه لشن حرب مشتركة على قوات أنصار الله وعلي عبد الله صالح والجيش اليمني الذي رفض مؤامرة (عبد ربه)..
وهذه الطريقة كانت قد استخدمتها قطر والسعودية في دعم المجموعات السورية المسلحة الأكثر تطرفاً ضد الجيش السوري إلى أن تمكنت هذه السياسة من توحيد مجموعات من القاعدة مع هذه المجموعات السورية وظهور (داعش) وهذا ما اعترف به نائب الرئيس الأميركي (جو بايدين) قبل أشهر حين قال: إن قطر والسعودية زودتا كل المجموعات المتطرفة الدينية بالأسلحة طالما أنها ستحارب الجيش السوري وهذا ما تكرره واشنطن والرياض وقطر في اليمن.
ولذلك يؤكد البروفيسور الأميركي (نوعام تشومسكي) في مقابلة أجراها مع قناة (يورونيوز) في 18 نيسان الجاري أن واشنطن تشكل أكبر الإرهابيين في العالم إلى جانب إسرائيل وقد تخلق دولاً إرهابية أخرى طالما أن الإرهاب يحقق لها مصالح كثيرة في المنطقة والعالم.. ويحذر تشومسكي من أن واشنطن ومعها حلف الأطلسي يزرعان بذور حرب عالمية من بداية التسعينيات وقد تظهر نتائج هذه البذور بعد توريط روسيا مع أوكرانيا واستفزاز بوتين وزعزعة علاقاته مع أوروبا ورأى أن ما تشهده المنطقة من أحداث تستطيع واشنطن إيقافها إذا اتخذت قراراً بإعادة الاستقرار إليها لأنها هي التي تفجر الحروب والنزاعات.
وأشار إلى أن واشنطن تستطيع أن تطلب من أوروبا إعفاء اليونان من الديون وهو نفس ما فعلته حين طلبت إعفاء ديون ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية عام (1953) لكنها تفضل الآن توسيع دائرة التوتر داخل الاتحاد الأوروبي تمهيداً لاستقطاب دول توافق على شن الحرب ضد روسيا..
وبالمقابل يرى (ريموندو) أن واشنطن تريد الآن من الجيوش العربية الموالية للسعودية شن حروب لمصلحة الولايات المتحدة بعد أن تآكل الدور الإسرائيلي في تحقيق هذا الهدف بعد حرب تموز (2006) ضد المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله وضد سورية في الظروف الأخيرة.
ويؤكد محللون في أوروبا أن السعودية لن يعود وضعها الراهن أو السابق إلى عهده بل لن تنتهي حربها على اليمن إلا وسيكون الثمن الذي تدفعه باهظاً جداً وسيحمل هذا الثمن خسارة كبيرة للعائلة المالكة وستكون هذه الحرب هي آخر الحروب التي تخوضها هذه العائلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن