الأخبار البارزةثقافة وفن

من يلتزم بأصول الغناء يجد نفسه بعيداً عن لغة المنتج…ليندا بيطار لـ«الوطن»: خبرة السنوات زادتني ثقة في تقديم الحفلة الناجحة

عامر فؤاد عامر:

خريجة المعهد العالي للموسيقا عام 2007 درست الغناء الأوبرالي ثم اختصت في الغناء الشرقي، وأهمّ المحطات في حياتها الفنيّة هو عملها مع عدد كبير من الفرق الموسيقيّة، وقد عملت مع شخصيات فنيّة كبيرة، وتقول بأنها كانت تحلم في العمل معها منذ الصغر، وهي تعتقد بأن الحظّ والفرص كانت وفيرة في مسيرتها بالمجمل. الفنانة «ليندا بيطار» صاحبة الصوت الجميل والخطّ الملتزم، تبوح لنا بآخر نشاطاتها وما تنوي القيام به في حوارها معنا في صحيفة «الوطن».
في رصيدها 7 أغان خاصة و20 شارة مسلسل.

البداية وحمص
في بداية حوارنا أحببنا إلقاء الضوء على آخر النشاطات التي قدّمتها الفنانة «ليندا بيطار»، وقد كان لها عدّة حفلات تميّزت بحضور الناس الكثيف والاهتمام الإعلامي بها، وفي ذلك تقول: «آخر النشاطات كانت احتفالاً شاركتُ فيه بمدينة حمص؛ في كنيسة القيامة في عكرمة، وعلى الرغم من تخوف البعض من المنطقة إلا أنّني تشجعت وكانت الخطوة في مكانها، وإقبال الناس أفرحني، وبالتالي كان الاطمئنان موجوداً ليزيد من جمال الحفلة والانسجام من الجمهور». وعن تزايد حفلات ليندا في مدينة حمص تحديداً تشير: «ولدت في الحميديّة؛ وانتقلت فيما بعد  إلى الوعر، ومنذ بداية تحرير الحميديّة؛ رغبت في تقديم حفل غنائي هناك، وتحققت لي الرغبة مع مرور الوقت، والحميديّة هي منطقة تدلّ على ثباتنا في الحياة، ورغبة المقاومة، فهي رمزٌ مهم، وكانت الحفلة في عيد الميلاد الماضي، وكان المنظر مؤثراً جداً».

من بيروت
في الآونة الأخيرة كان لليندا سفرات متكررة  إلى بيروت، ولذلك أوضحت: «كانت بسبب فعاليّة «أسبوع سوري من لبنان- تحيةً لسورية» وكانت الفعاليّة بجهود عازفين سوريين، وكنت معهم في الافتتاح، فقدّمت معهم خمس قطع ومنها ما كان باللغة السريانيّة، وتقصدت تقديمها كذلك فهي اللغة الأمّ في سورية، وأيضاً غنيت قصيدة «في دمشق» للشاعر الكبير «محمود درويش» ومن ألحان الفنان «طاهر مامللي»، وكذلك غنيت أغاني من التراث السوري، وكان الحضور السوري مذهلاً وجميلاً».

سرياني… عربي
يعدّ المزج بين اللغتين السريانيّة والعربيّة؛ خطوة مهمّة وغنيّة في خط الفنانة «ليندا بيطار» وعن الجديد في هذه المسألة تقول: «لم أتعمق كثيراً في اللغة السريانيّة على الرغم من رغبتي للغناء بهذه اللغة، فلست سريانيّة الأصول، ولذلك أسعى لسؤال الخوارنة السريان إذا ما كنت ألفظ الحروف والكلمات بطريقةٍ صحيحةٍ، وفي الحقيقة أنّني أسعى لحفظ المقطوعات المغنّاة، والمقام السرياني عموماً فيه اختلاف عمّا نغنيه في العربيّة، بالتالي عندما أغني في هذه اللغة أشعر بتوسع أكبر، وبغنى جديد لتجربتي الفنيّة، وأكون في الوقت نفسه في طريق المساهمة لعودة هذا اللون الغنائي الأصيل  إلى حياتنا».

الأغنية المفردة ومشروع الألبوم
الأغنية الخاصّة هي بصمة لا بدّ للفنان الطموح من السعي إليها، ولليندا بيطار اجتهاد واضح في هذا المجال، وقد أضافت لنا حول هذه النقطة: «في كلّ فترة أسعى لتقديم أغنية خاصّة، وعموماً أغنياتي هي من إنتاجي الخاصّ، وآخر أغنية كانت بعنوان «غزل الهوى»، ومشكلة الإنتاج كانت وما زالت موجودة، فالمنتج يبحث عن مصلحته الماديّة، وعن الربح، في حين أن من يلتزم بأصول الغناء؛ فلن يكون له حصة في هذه المسألة والطريقة السائدة، بالتالي هذه المشكلة عالقة مع الكثير من مشاكل أخرى ترادفها لن يسعنا الوقت لذكر تفاصيلها». وفي موضوع عدم جمع هذه الأغنيات في ألبوم واحد وقد تجاوز عددها السبع أغنيات، تقول الفنانة «ليندا بيطار» إن مواضيع الأغنيات متنوع ولا شبه بينها فالألبوم مشروع متكامل ومترابط العناصر، ومنذ وقت طرحتُ مشاريع لها علاقة بألبوم وهي قيد التنفيذ؛ رغم كلّ المعوقات».

برامج الهواة العربيّة
لموضة البرامج التي تعدّ وتؤهل المطربين للانطلاق في الساحة الفنيّة وجود كثيف في الوطن العربي بدلالة المتابعة الكبيرة من الجمهور، وقد كان لليندا هذا التعليق: «لعملنا في ميدان الفنّ معادلة مهمّة، وهي البناء خطوة فخطوة، بالتالي الإخلال في هذه القاعدة سيكلّف كثيراً من يرتاد برامج الهواة، التي تنمي الشهرة السريعة خلال شهر، وبالتالي سيفقدها خلال شهرين، وهذا سيكلفه الكثير من التعب، والقلق، والوجع النفسي، والسوء في التعاطي مع المسألة، ناهيك عن مسألة الشروط التي تفرضها الشركات الراعية لهذه البرامج، والتي تعدّ مجحفة جداً بحق من يفوز، ومن يتابع معهم، وفي النهاية كلّ ذلك وغيره من أسباب لا يمكنني تقبّلها».

سيرياتيل وتحية لشهداء الفنّ
شاركت «ليندا بيطار» في مبادرة شركة سيرياتيل للاتصالات في تكريم شهداء الفنّ، مع الفنان طاهر مامللي وعدد مميز من الفنانين السوريين، وحول هذه المشاركة والتي كانت في مسرح دار الأوبرا تضيف: أنا عضو في أوركسترا «أورنينا» منذ وقت طويل، وقد غنيت فيها شارات لمسلسلات كثيرة كانت من ألحان الفنان «طاهر مامللي»، والمناسبة مهمة جداً لأنّها مرتبطة بتكريم الشهداء». أمّا في عدم ذكر أسماء الفنانين الذين دعموا الحفل في غنائهم، ولا حتى في أيّة وسيلة إعلاميّة، فردّت: «الجميع يسأل حول ذلك، وهذه مشكلة من المشاكل، فنحن نقدّم أنفسنا من دون دراسة أحياناً، ولا نخوض في التفاصيل، ولن أعلق أكثر من ذلك».

شارات المسلسلات
عرف الجمهور صوت ليندا بيطار أكثر من خلال تأديتها لشارات غنائيّة في مسلسلات الدراما السوريّة، وعن هذه التجربة أشارت: «منذ 10 سنوات حتى اليوم لدي في كلّ عام منها مشاركة في شارات المسلسلات، أمّا في هذا العام فلم أشارك في أيّ منها، على الرغم من اطلاعي على عدد من العروض التي تقدّمت، لكنّي أرغب في دراسة كلّ خطوة، ولم يعجبني حتى الآن أيّ منها، وقد قررت بأنّه يجب أن أقدم نفسي بصورة مدروسة أكثر فيما يتعلق بهذا الجانب».

نقد ذاتي
بعد مرور عدد من السنوات ترى ليندا بيطار نفسها في مسيرة من التطور وحول هذا الجانب الدقيق والفرق بين الماضي والحاضر توضح لنا: «كل شخص يفكر في تطوره، ولكن شخصيّاً أرى أن «ليندا» استفادت خلال هذه السنوات ليكون لديها خبرة القيام بحفلة غناء منفرد، وبالتالي زاد نشاطي في كلّ مدن سورية، وأكثر من نشاطي ضمن مدينة دمشق، وقد زادت ثقتي بمقدرتي في القيام بحفلة كاملة ناجحة، وفي الوقت نفسه هناك أشياء لم أستفد منها أيضاً».

مع زياد رحباني
إحدى أهمّ المحطات في مسيرة «ليندا بيطار» هي العمل سابقاً مع الفنان «زياد الرحباني»، فكم أعطتها هذه التجربة وزادتها، تتحدث ليندا: «هي من أجمل ما قمت به من أعمال ومشاركاتٍ على الإطلاق، ومعرفتي به كانت منذ أيّام الدراسة في المعهد عن طريق الفنان «بسام داوود»، وبشكلٍ عام تعدّ الحفلة هي الحلم، ولكن الأهمّ منها هو الجلوس مع هذا الفنان والتعاطي معه، فالحديث معه مهم جداً، والروايات التي يرويها عن السيدة «فيروز» أو «فيلمون وهبي» أو والده وعمه وشخصيّات أخرى فنيّة هو مسألة غاية في الأهمية، وإلى كلّ ذلك هناك أحاديث خاصّة من تجاربه تجعل من العمل معه متعة حقيقيّة».

فرق متعددة
عملت الفنانة «ليندا بيطار» مع فرق فنيّة متعددة، فهل ذلك يخدم مسيرة الفنان أم يؤخر من انطلاقته؟ وكانت الإجابة عن هذا السؤال: «برأيي أن العمل ضمن فرقة واحدة لن يخدم الفنان كثيراً، وقد عملتُ مع فرقٍ كثيرة، قدّمت لي الفائدة لأنّني أحببتُ المسرح، وهذا يمنحني خبرةً كبيرةً في الحضور والتأقلم مع المسرح والأضواء، ولكن من جانب آخر هذا الأمر لا يخدم طبعاً، فالحضور المتكرر في كلّ مكان لا يخدم كثيراً».

أصوات سوريّة
بشهادة كبارِ الموسيقيين تمتلك سورية أصواتاً نسائيةً بخاماتٍ نادرةٍ، فكيف وجدت الفنانة «ليندا بيطار» المنافسة بينها: «في داخل كلّ واحدة منّا روح المنافسة ورغبة التميز، وهذه حالة صحيّة، ولكنّني أتمناها دائماً منافسةً شريفةً، كما أثقُ بذلك، فكلّ صوت موجود له مواصفاته التي تستحق الاستماع والإصغاء، وعموماً يعجبني من بينها صوتُ الفنانة «ديمة أورشو»، فأنا أشعرُ بأنّه صوتٌ يتلاءم مع كلّ المناسبات، ويلبّي كلّ الأذواق، وأيضاً صوت الفنانة «ميس حرب» وهي صديقتي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن