رياضة

إنصاف الملكي

المحرر الرياضي:

يكثر جلد ريال مدريد هذه الأيام من الجميع، ولم يقتصر الأمر على الحاضر فقط، بل يتعداه إلى الماضي بهدف نسف تاريخ القلعة البيضاء استناداً إلى مقولة مدرب كبير صنع ثلاثة أرباع تاريخ مانشستر يونايتد وهو السير أليكس فيرغسون الذي يرى أن ميلان هو الزعيم الحقيقي لدوري أبطال أوروبا وليس ريال مدريد من منظار أن البطولات الأولى ليست مرجعية لأنه لم يكن هناك كرة قدم على حد زعمه.
لو عدنا بالذاكرة إلى الوراء لوجدنا الألقاب الخمسة الأولى للملكي كان اثنان منها على حساب ممثل الكرة الإيطالية وميلان أحدهما 1958 ولو كان ميلان البطل في تلك النسخة فهل كنا سنسمع هرجاً كالذي قاله فيرغسون؟
ألم يفز الريال في النسخة الأولى على ريمس الفرنسي الذي كان يضم نخبة من لاعبي أوروبا أمثال الخماسي فونتين وكوبا وهيدالغو وفينسنت وبيانتوني وكلنا يعلم قيمة البصمة الفرنسية في مونديال 1958 بفضل إبداعاتهم، ثم ألم يفز الريال عام 1960 على ممثل ألمانيا الغربية فرانكفورت بعد ستة أعوام من تتويج المانشافت باللقب العالمي؟
أمر آخر وهو إذا أخذنا بطولات المسمى الجديد للمسابقة منذ 1992- 1993 لوجدنا الريال هو الزعيم أيضاً بأربعة ألقاب حيث لم يهيمن نادٍ على اللقب ثلاث مرات في خمسة مواسم وميلان بالذات حاز المسمى الجديد  للمسابقة ثلاث مرات وكذلك برشلونة.
كأس العالم في النسخ الثلاث الأولى بدائية وكان الإنكليز يمتنعون عن المشاركة من منظار عدم الاعتراف بالبطولة وأنهم فوقها فهل تُجرد إيطاليا نظرياً من لقبها 1934 و1938 علماً أن البطولة الأولى جرت في إيطاليا بظروف غير طبيعية من جوانب عدة وخاصة في بند شراء ضمائر الحكام بأمر من الدوتشي موسوليني! وهل نطعن باللقب الأورغوياني الأول في المونديال حيث لم تكن ظروفه طبيعية؟
بالتأكيد لا والتاريخ تاريخ لا أحد يعبث به، ولكن الملكي المدريدي يبقى أستاذ الأندية الأوروبية في دوري الأبطال مع اختلاف النكهة حيث كان السيد الأوحد في الخمسينيات كما هو حال برشلونة في الألفية الثالثة مع الاعتراف بسيادة ليفربول وميلان وأياكس والبايرن على فترات متقطعة ارتبطت بأجيال كروية خالدة لا يطولها النسيان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن