رياضة

الهزائم الكبيرة في الدوري الإنكليزي داء يصيب الجميع…فإلى أي مدى تطيح بالمدربين؟

محمود قرقورا:

النتائج الكبيرة في عرف كرة القدم لا تمر مرور الكرام، ولا تأتي نتيجة ظروف طبيعية، وكلنا يتذكر النتيجة الكارثية في نصف نهائي كأس العالم الأخيرة عندما فازت ألمانيا على البرازيل بسبعة أهداف لهدف على الأراضي البرازيلية في واحدة من الهزات الكروية التي تحدث مرة كل ربع قرن.
في الدوري الإنكليزي الذي يراه الكثير من النقاد الأقوى في العالم نجد أن النتائج الكبيرة تحضر في كل موسم سواء في مسابقة الدوري أم مسابقة الكأس أم مسابقة كأس الرابطة، لكن قلة من المدربين الذين تطيح هذه النتائج برؤوسهم، والأسباب تبدو معللة عند مالكي الأندية حيناً، أو إن الأسماء الكبيرة للمدربين تقف عائقاً أمام الإقالة وخاصة إذا كانت جماهير هذه الأندية ترتاح للمدربين.
مانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول وآرسنال ومانشستر سيتي وتوتنهام كلها تلقت هزائم ثقيلة في الدوري الإنكليزي لكن الإطاحة بالرؤوس لم تحدث إلا في آخر ناديين.
هيبة فيرغسون
قد لا يصدق المتابعون أن السير أليكس فيرغسون خسر اليونايتد في عهده بخمسة أهداف نظيفة أمام نيوكاسل موسم 1996/1997 وأمام تشيلسي 1999/2000 كما خسر بهدف لستة أمام الغريم الأزلي مانشستر سيتي موسم 2011/2012 ولكن الإقالة لم تضرب رأسه، حتى كان التقاعد بملء إرادته عقب التتويج بلقب الدوري الإنكليزي موسم 2012/2013.
ويرى الكثيرون أن شخصية السير أليكس فيرغسون كانت حاسمة على الدوام في كل الهزائم الثقيلة التي لا تتوقف عند الحد الذي ذكرناه وهناك نتائج أخرى، ولكن الامتنان للمدرب فيرغسون ودوره المحوري في عودة النادي لمنصات التتويج ومن ثم زعامة إنكلترا كانت تشفع له على الدوام، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الخروج من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا موسم 2005/2006 جعل الجماهير تطالب برحيله علناً ولكن النتائج الكبيرة الكارثية لم تكن معضلة على الدوام، إيماناً بأن لها أسباباً ومسببات آنية، ومعروف عن فيرغسون أنه كان بارعاً في إخراج الفريق من الحالة الذهنية السيئة عقب الهزائم الثقيلة.

محبة
الحب الجم الذي يحظى به المدرب الفرنسي أرسين فينغر من جماهير المدفعجية جعله قائماً على عمله رغم العديد من الخسارات التي لا يصح أن يقع بها فريق بحجم آرسنال، فمن يصدق أن آرسنال سقط أمام اليونايتد 2/8 موسم 2011/2012 وصفر/6 أمام تشيلسي الموسم الفائت ولا تتوقف الخيبات والخسائر الكبيرة عند هاتين النتيجتين، مع ذلك حافظ المدرب الفرنسي على مكانته، وامتعاض الجماهير كان بسبب البعد عن منصات التتويج من 2005 وحتى الموسم الفائت، وبحصد لقب كأس إنكلترا الموسم الفائت واحتمال الحفاظ عليه يوم السبت القادم يجعل المدرب فينغر محظوظاً بالبقاء في جدران ملعب الإمارات بعد عقدين كاملين من التوقيع مع المدفعجية.
والمحبة التي ميزت العلاقة بين المدرب الهولندي رود غوليت وإدارة تشيلسي جعلت الثقة بينهما قائمة موسم 1996/1997 رغم الخسارة أمام ليفربول بخمسة أهداف لهدف في وقت مبكر من الدوري فكان الحصاد التتويج بكأس إنكلترا في العام ذاته.

النقيض
في الموسم الفائت خسر توتنهام أمام مانشستر سيتي بسداسية نظيفة ثم خسر أمام ليفربول بخمسة أهداف دون رد فكان ذلك مسوغاً لإدارة النادي كي تطيح بالمدرب الشاب فيلاس بواس الذي عاش شهر عسل في البداية فقطعت حبال الود مع المدرب في منتصف الطريق.
المدرب السويدي زفن غوران إريكسون مدرب السيتي بدأ متصدراً للدوري الإنكليزي موسم 2007/2008 ولكن في ذاك الموسم خسر أمام تشيلسي بسداسية نظيفة ثم كانت الخسارة بهدف مقابل ثمانية مع مدلسبره في المباراة الأخيرة للدوري فكانت الإقالة بانتظاره.

تساؤلات
يوم الأحد خسر ليفربول أمام ستوك سيتي بستة أهداف مقابل هدف واحد في الجولة الأخيرة من الدوري الإنكليزي الممتاز، وهي المباراة الأخيرة لأسطورة ليفربول ستيفن جيرارد بالقميص الأحمر فبدأت التساؤلات تطفو على السطح:
هل سيتخلى ملاك نادي ليفربول عن المدرب الذي لم يحقق أي لقب في السنوات الثلاث التي أشرف فيها على الفريق، أم إن الإدارة ستحتفظ به موسماً جديداً وهذا ما يتمناه المدرب ويتحفظ عليه المشجعون؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن