عربي ودولي

التحالف السعودي يكثف غاراته والجيش اليمني يعلن إسقاط «طائرة معادية»…الأمم المتحدة تعلن تأجيل مؤتمر جنيف حول اليمن كاشفة معارضة الرياض له وفرضها شروطاً عالية السقف

خبير أميركي: الطائرة التي ألقت قنبلة نيترونية على جبل «نقم» إسرائيلية طليت بألوان سلاح الجو السعودي

 

تتضاءل فرص التهدئة في اليمن مع تأجيل محادثات السلام التي كانت مقررة في جنيف إلى أجل غير مسمى، في حين أعلنت وزارة الدفاع اليمنية إسقاط طائرة عسكرية في منطقة المليل بمديرية كتاف في صعدة شمال البلاد، في وقت تتواصل في تعز المواجهات بين الجيش اليمني ومئات المسلحين من القبائل الموالية لهادي.
وأعلنت الأمم المتحدة إرجاء محادثات السلام حول اليمن التي كانت مقررة في جنيف يوم الخميس المقبل برعاية المنظمة الدولية، ويأتي قرار التأجيل في ظل معارضة الرياض للمؤتمر حيث كشف مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة «معارضة الرياض للمؤتمر وفرضها شروطاً عالية السقف وتحديد هوية المشاركين».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن عقد هذا الاجتماع أملاً بأن يساعد في إحياء العملية السياسية في اليمن ووقف الحرب. وفي موسكو أعلن مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنه سيزور السعودية اليوم الثلاثاء لبحث الأزمة اليمنية. وجاء كلام بوغدانوف بعد لقائه مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والذي بحث معه الأوضاع في الشرق الأوسط.
وجددت الطائرات السعودية غاراتها وقصفها المناطق اليمنية حيث استهدفت طائرات التحالف السعودي مدينة صعدة وجبل ضين في عمران، كما شنت سلسلة غارات على معسكر الصباحة غرب صنعاء. إلى ذلك قصفت المدفعية السعودية منطقتي بني معين والغور في مديريتي رازح وغمر الحدوديتين.
وفي تعز وقعت مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني ومئات المسلحين من القبائل الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وذكر شهود عيان أن المواجهات استمرت متقطعة في أحياء الإشراف والجمهوري والأخوة استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة.
وتمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من استعادة السيطرة على موقع العروس الإستراتيجي بعد أسبوعين من سقوطه في أيدي مسلحي الإصلاح والقاعدة واستخدامه لقصف المدينة، وبذلك يكون الجيش قد أحكم سيطرته على جميع منافذ تعز من مختلف الاتجاهات.
وفي السياق كشف الخبير الأميركي غوردون دوف أن طائرة إسرائيلية مطليّة بألوان سلاح الجو السعودي هي التي ألقت القنبلة النيوترونية على جبل نقم في اليمن الأسبوع الماضي. وكشف الخبير الأميركي غوردون داف في تقرير نشر على موقع «فيترانز توداي» أن جبل نقم في اليمن قصف الأسبوع الماضي باستخدام سلاح نيوتروني، مؤكداً أن طائرة إسرائيلية مطلية بألوان سلاح الجو السعودي هي التي ألقت القنبلة النيوترونية على الجبل، وهي أكبر بكثير من القنبلة التقليدية.
وكشفت كاميرا متخصصة بحسب الخبير الأميركي وجود نيوترونات في القنبلة التي أسقطت على جبل نقم.
وداف هو محارب مخضرم في البحرية الأميركية وشارك في حرب فيتنام، ومن كبار خبراء الاستخبارات العالمية وخبراء الأسلحة النووية، ويدير أكبر منظمة في الاستخبارات الخاصة في العالم.
وتعد القنبلة النيوترونية سلاحاً متطوراً جداً وفتاكاً لا يزيد وزنها الكلي على كيلو غرام واحد، لذا يسهل حملها في الدبابة أو الطائرة أو كرؤوس على صواريخ موجهة حتى عن قرب. ويكمن السر الخطير في أن من يمتلك هذا السلاح لا بد أن يكون حائزاً على تكنولوجيا تتجاوز القنبلة الذرية، لأن القنبلة النيوترونية عبارة عن قنبلة هيدروجينية تكتيكية صغيرة العيار نوعاً ما، ومصممة لغرض القضاء على التفوق البشري في دقائق، بدائرة يبلغ نصف قطرها ثلاثة كيلومترات، من دون المعدن والآليات لتبقي الدبابات والمباني أطلالاً وكأن لا من سمع ولا من رأى، لذا سميت بالقنابل النظيفة.
وفي سياق متصل تجمع تحت العلم اليمني والسماء الكندية أفراد من الجالية العربية واليمنية في تظاهرة رافضة للحرب السعودية على اليمن في مدينة فنكوفر وضواحيها. ورددت إحدى المتظاهرات «نحن هنا اليوم لنرسل رسالة إلى السعودية وشركائها في التحالف لكي يبقوا أيديهم بعيدة عن اليمن ويتوقفوا عن الهجوم والقصف فمصلحة المدنيين في المكانة الأولى». التظاهرة بدأت بالتجمع في ساحة مبنى الفنون الجميلة حيث تم نصب خيمة ورفعت منشورات لصور جرائم الغارات السعودية ولافتات تدعو إلى وقف العدوان ورفع الحظر الجوي والبري.
وشمل التجمع كلمات لمشاركين عرب وأجانب من ضمنهم جانيني سلوفاكي رئيسة منظمة ماو التي عبرت عن رفض المنظمة للحرب السعودية على اليمن داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف مع اليمن.
وكذلك كانت آراء باقي المتحدثين مع إشارتهم إلى حجم العدوان السعودي وآثاره السيئة في تفاصيل حياة المواطن اليمني، مطالبين بفتح المجال الجوي لإعادة العالقين خارج اليمن وفتح الموانئ البحرية لدخول المساعدات الإنسانية وعودة السفن التجارية لإعادة الاقتصاد اليمني إلى وضعه الطبيعي.
إلى ذلك يرتفع في اليمن منسوب المخاوف من حدوث كارثة إنسانية مع تصاعد التحذيرات من نفاد مخزونات الغذاء، وتزايد أعداد المحتاجين للمساعدات الغذائية، والذي تجاوز عددهم 12 مليون شخص من إجمالي عدد السكان.
وقال مدير مركز منارات للدراسات الإستراتيجية عبد الرحمن العلفي: «نحن نعيش مأساة إنسانية لا يمكن أن توصف لأنها جاءت نتيجة القصف الصاروخي والعدوان المستمر»، وأضاف: إن «الأطفال والأمهاء والنساء يئنون ويعانون الأمرين»، مشيراً إلى أن «المستشفيات صارت تخلو من الأدوية والأمصال والعلاجات المختلفة».
بدورها تبدي المنظمات الإغاثية والإنسانية تذمر كبير من عدم استجابة قوات التحالف السعودي لدعوات تمديد المهلة الإنسانية، وعودة الغارات بوتيرة أعنف من ذي قبل.
وتقول المنظمات: إن أرقام المحتاجين إلى مساعدات الغذاء آخذة في التزايد، حيث نفدت مخزونات الطعام في أكثر من محافظة يمنية، ولاسيما في محافظات الجنوب.
(الميادين – أ ف ب – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن