سورية

في ثاني أيام زيارة الوفد الروسي…اللحام يلوح بدور الاستخبارات الأميركية بتوفير غطاء عسكري لداعش وسابلين ينتقد ازدواجية المعايير الأميركية في التعاطي مع الإرهاب

هاجم عضو لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي ديمتري سابلين ازدواجية المعايير الأميركية أثناء التعاطي مع قضية الإرهاب، وأدان «المجزرة الإرهابية» التي ارتكبها تنظيم داعش في مدينة تدمر.
تأكيدات سابلين جاءت في ثاني أيام زيارته لسورية، حيث التقى والوفد المرافق له رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، الذي أفصح بدوره عن شكوكه في أن الاستخبارات الأميركية هي من يدعم تنظيم داعش ويؤمن الغطاء العسكري لتحركاته في العراق وسورية، كما اشترط التمهيد للحل السياسي بـ«اجتثاث الإرهاب» عبر إستراتيجية إقليمية ودولية لتجفيف منابعه ووقف تدفق الإرهابيين الأجانب عبر الحدود التركية والأردنية. ويضم الوفد أعضاء في البرلمان الروسي بغرفتيه مجلس الاتحاد ومجلس الدوما وممثلين عن (الجمعية الإمبراطورية الفلسطينية الأرثوذكسية) و(اللجنة الروسية للتضامن مع الشعب السوري) و(المركز الروسي للدفاع عن التراث) و(الجمعية الروسية للمحاربين القدماء) وممثل البطريرك الروسي كيريل وشخصيات من المجتمع الأهلي في روسيا.
وأوضح سابلين أن زيارته والوفد المرافق تهدف إلى تأييد سورية شعباً وقيادةً ودعمها سياسياً وأخلاقياً وإنسانياً في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، كما تهدف إلى الوقوف عن كثب على حقيقة ما يجري في سورية على أرض الواقع ونقل معاناة الشعب السوري إلى المنظمات البرلمانية والدولية، مؤكداً أن الأزمة في سورية يجب أن تحل سياسياً عبر الحوار تجنباً لسفك المزيد من الدماء. وانتقد سابلين سياسة الإدارة الأميركية القائمة على ازدواجية المعايير أثناء التعاطي مع قضية الإرهاب وحملات التضليل الإعلامية التي تقوم بها لتشويش الرأي العام العالمي، مندداً بالمجزرة الإرهابية التي ارتكبها داعش في مدينة تدمر وراح ضحيتها أكثر من 450 مواطناً سورية، مؤكداً في الوقت ذاته أن جميع من ساهموا في ارتكاب مثل هذه الجرائم سينالون العقاب في المستقبل.
بدوره، رأى ممثل مجلس الدوما الروسي أليكسندر يوشينكا، أن الولايات المتحدة عادة ما تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المستقلة التي لا تريد أن تكون تحت وصايتها، مشيراً إلى أن مثل هذه السياسة تؤدي حتماً إلى ما نشهده اليوم في سورية من جرائم وفظائع بحق المدنيين الأبرياء وتدمير التراث التاريخي والحضاري. وأكد يوشينكا أن سورية تمثل اليوم رأس الحربة في وجه المطامع الإمبريالية الأميركية.
اللحام من جهته، أكد أن أي حل سياسي للأزمة في سورية لن يكتب له النجاح من دون أن يمهد له باجتثاث الإرهاب الذي يستهدف الشعب السوري، وذلك من خلال إقرار إستراتيجية إقليمية ودولية تعمل على تجفيف منابعه وتوقف تدفق الإرهابيين الأجانب عبر الحدود التركية والأردنية.
وحذر من أن الأوضاع في المنطقة تفاقمت مع ارتفاع وتيرة التدخل الاستعماري الغربي، وزيادة الدعم المالي والعسكري المقدم من القوى الرجعية العربية والدول الاستعمارية وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر، للتنظيمات الإرهابية المتطرفة، ولا سيما تنظيمي داعش و«جبهة النصرة»،.
واعتبر رئيس مجلس الشعب أن التحالف الغربي الذي تقوده واشنطن لضرب تنظيم داعش الإرهابي لا يفعل شيئاً، واستطرد في أول تصريح من نوعه لمسؤول سوري: «بل إننا نشك أن الاستخبارات الأميركية هي التي تدعم هذا التنظيم وترسم تحركاته وتؤمن الغطاء العسكري له للاستيلاء على مناطق واسعة في العراق وسورية».
وشدد اللحام على أن سورية وعلى الرغم من كل التهويل الذي تمارسه قوى الإرهاب بحقها، تحقق بفضل جيشها والمقاومة اللبنانية ودعم الأصدقاء في روسيا وإيران، إنجازات كبيرة في معركتها مع الإرهاب. ونوه بجهود الحكومة الروسية وسعيها لجمع الأطراف السورية في موسكو بهدف وضع أرضية حقيقية للحل السياسي الذي تبنته الدولة السورية منذ بداية الأزمة.
ودعا إلى تطوير وتعزيز علاقات الصداقة البرلمانية والشعبية بين سورية وروسيا وإطلاع الشعب الروسي الصديق وغيره من شعوب العالم على حقيقة ما يتعرض له الشعب السوري من ويلات جراء هذه الحرب الإرهابية، التي تشنها قوى التكفير والتطرف المدعومة من أنظمة إقليمية منغلقة تسعى إلى تفتيت دول المنطقة على أسس عرقية وطائفية. حضر اللقاء السفير الروسي بدمشق أليكساندر كينشاك ورئيس لجنة القوانين المالية في مجلس الشعب عمار بكداش ورئيس لجنة الصداقة السورية الروسية في المجلس نزيه عبود وعضو مجلس الشعب عبد السلام دهموش.
وكان الوفد الروسي قد التقى أمس الأول، وزير الإعلام عمران الزعبي ومفتي الجمهورية أحمد حسون.
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن