سورية

بوتين هنأه بتحرير تدمر وأكد أن الجيش الروسي سيواصل دعم ‏سورية في مكافحة ‏الإرهاب … الرئيس الأسد: تصميم الجيش ودعم القوات الجوية الروسية حقّقا الإنجاز الكبير .. الجيش يلحق هزيمة ساحقة بداعش هي الأكبر في سورية

| حمص – نبال إبراهيم – الوطن – وكالات

تلقى الرئيس بشار الأسد تهنئة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين باستعادة الجيش العربي السوري مدينة تدمر الأثرية من تنظيم داعش الإرهابي، وأكد الأخير أن ‏الجيش الروسي سيواصل دعم ‏سورية في مكافحة ‏الإرهاب.
وألحق الجيش العربي السوري والقوى المؤازرة له، وبدعم من سلاحي الجو السوري والروسي أمس هزيمة ساحقة بتنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، عبر طرده من مدينة تدمر الأثرية ومحيطها واستعادة السيطرة الكاملة على المدينة، وذلك بعد معارك عنيفة تواصلت لعدة أيام مع التنظيم وأدت لمقتل المئات من عناصره وإرغام الباقين على الفرار إلى عمق البادية، وهذا الانتصار هو الأكبر على التنظيم في سورية.
وحسب بيان نشرته رئاسة الجمهورية العربية السورية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فإن الرئيس الأسد «تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأه فيه باستعادة مدينة ‏تدمر من الإرهابيين». وأوضح البيان أن الرئيس بوتين أكد للرئيس الأسد أن ‏الجيش الروسي سيواصل دعم ‏سورية في مكافحة ‏الإرهاب.
واعتبر الرئيس الأسد بدوره بحسب البيان، أن «تصميم الجيش على استعادة المدينة من الإرهابيين، إضافة إلى الدعم الفعّال من القوات الجوية الروسية، هو ما حقّق هذا الإنجاز الكبير لسورية وللبشرية». ونقل البيان عن الرئيس الأسد قوله خلال الاتصال: «تدمر تهدّمت أكثر من مرة عبر القرون، ومثلما تمّ ترميمها سابقاً سنُعيد ترميمها من جديد كي تبقى كنزاً وإرثاً حضارياً للعالم».
وفي تفاصيل تحرير المدينة، فقد ذكر مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن»، أن قوات مشتركة من الجيش واللجان الشعبية خاضت معارك عنيفة مع مسلحي داعش خلال الأيام الماضية على محاور واتجاهات عدة بمدينة تدمر ومحيطها أدت لمقتل وإصابة ما يزيد على 500 من عناصر التنظيم إضافة إلى تدمير عدد كبير من آلياتهم، مؤكداً أن قوات الجيش تمكنت أمس من استعادة سيطرتها الكاملة على المدينة ومحيطها بما فيها المطار والمدينة الأثرية بعد إرغام من تبقى من عناصر التنظيم على الفرار تحت ضغط ناري كثيف مشيراً إلى إمكانية سيطرته في مناطق السخنة والطيبة والكوم وحقل الهيل والمحطة الثالثة في عمق البادية. وأشار المصدر العسكري إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي، نفذ طلعات جوية مكثفة على فلول تنظيم داعش الفارة على محاور تدمر السخنة وتدمر المحطة الثالثة وتدمر توينان والرصافة الطبقة في الرقة، لافتاً إلى أن هذه الطلعات الجوية أسفرت عن تدمير العشرات من العربات والآليات المصفحة والمحملة بالذخائر وإيقاع العشرات من عناصر التنظيم قتلى ومصابين بينهم قياديون.
وأشار المصدر إلى أن عناصر الهندسة في الجيش وفور بسط السيطرة على مدينة تدمر ومحيطها بما فيها المدينة الأثرية بدأت عمليات التمشيط والتفتيش في أنحاء المدينة وعثرت خلال هذه العمليات على مئات الألغام والعبوات الناسفة المختلفة الأوزان والأحجام والأشكال التي زرعها مسلحو داعش بين الأوابد الأثرية ومنازل المواطنين السكنية والبساتين المحيطة بالمدينة وعملوا على إبطال مفعولها.
وفي غضون ذلك قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها: إن وحداتنا العاملة على اتجاه ريف حمص الشرقي بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وبدعم وإسناد من سلاحي الجو السوري والروسي أنجزت مهامها بنجاح وأعادت الأمن والاستقرار إلى مدينة تدمر بعد سلسلة عمليات واسعة تميزت بالدقة والفاعلية، مبينة أن العمليات أسفرت أيضاً عن السيطرة الكاملة على الجبال والتلال الحاكمة المحيطة بمدينة تدمر والقضاء على أعداد كبيرة من مسلحي داعش وتدمير آلياتهم وتحصيناتهم.
واعتبر البيان أن أهمية هذا الإنجاز الكبير تنبع من الموقع الإستراتيجي المهم لمدينة تدمر التي تعد عقدة مواصلات رئيسة بين المنطقة الوسطى والجنوبية والشرقية والشمالية ومن المكانة التاريخية والسياحية للمدينة التي تشكل أقدم الحضارات الإنسانية التي عرفها التاريخ.
وأشارت القيادة إلى أن هذا الإنجاز يشكل «ضربة قاصمة لداعش ويؤسس لانهيار كبير في معنويات مرتزقته ولبداية اندحاره وتقهقره ويؤكد أن جيشنا الباسل بالتعاون مع الأصدقاء هو القوة الوحيدة الفاعلة والقادرة على مكافحة الإرهاب واجتثاثه». واعتبرت أن السيطرة على مدينة تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد داعش على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة وتضيق الخناق على مسلحي التنظيم وتقطع خطوط إمدادهم في المناطق التي يسيطرون عليها وصولاً إلى استعادتها بالكامل وإنهاء الوجود الإرهابي فيها.
وجددت القيادة العامة للجيش تأكيدها أن جيشنا الباسل بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية وسلاحي الجو السوري والروسي سيواصل عملياته ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وختمت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بيانها بدعوة أبناء سورية جميعاً للوقوف صفاً واحداً إلى جانب قواتنا المسلحة لدحر الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من ربوع الوطن.
وهذا الانتصار هو الأكبر للجيش العربي السوري على داعش منذ بدء تدخل روسيا الحليفة الكبيرة لسورية في الحرب التي تخوضها ضد الإرهابي في أيلول 2015.
وبعد استعادة المدينة الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، لم يبق أمام الجيش إلا طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية على بعد 60 كم جنوباً لاستعادة البادية السورية بالكامل والتقدم نحو الحدود العراقية الخاضعة بالجزء الأكبر منها للتنظيم. وفي وقت سابق قال مصدر عسكري سوري بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: إنه بعد معارك عنيفة طوال الليلة (الأحد) «يسيطر الجيش السوري والقوات الرديفة على كامل مدينة تدمر بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية». وأضاف إن الجهاديين «انسحبوا من المدينة» التي كان داعش سيطر عليها في 21 أيار الماضي. بدوره قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض رامي عبد الرحمن بحسب «أ ف ب»: إن «معارك تدمر التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 من التنظيم»، مؤكداً «إنها أكبر حصيلة يتكبدها في معركة واحدة منذ ظهوره» في أوج الحرب بسورية في 2013، مشيراً إلى أن «ما لا يقل عن 180 عنصراً» من قوات الجيش العربي السوري والقوى الرديفة له استشهدوا في هذه المعارك أيضاً.
ونقل التلفزيون العربي السوري صور الدمار داخل متحف تدمر الذي شهد معركة عنيفة، حيث بدت رؤوس تماثيل منقلبة على الأرض التي غطاها الركام تحت فجوة كبرى في السقف.
وأعلنت موسكو من جهتها أن المقاتلات الروسية قامت بأربعين طلعة في منطقة تدمر في الساعات الـ24 الأخيرة ووجهت ضربات إلى 117 هدفاً «إرهابياً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن