سورية

حذرت من استبعادهم وانتقدت ما يجري في المفاوضات.. «الإدارة الذاتية»: لا إرادة لدى المجتمع الدولي لإشراك الأكراد في جنيف

| وكالات

حذر ممثل «الإدارة الذاتية» لدى روسيا رودي عثمان من أن المجتمع الدولي يتذرع بموقف تركيا الرافض لتمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من أجل ألا يضم الأكراد إلى الجولة الجديدة من المحادثات السورية السورية المقررة في جنيف بدءاً من الثلث الثاني من شهر نيسان المقبل.
وقبل نحو شهرين، افتتحت «الإدارة الذاتية» ممثلية لها في العاصمة الروسية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وأحزاب كردية أخرى عن إقامة النظام الفدرالي في مناطق الإدارة الذاتية في شمال البلاد، إضافة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية».
وفي حديث لوكالة «تاس» الروسية للأنباء، قال عثمان، بحسب ما نقل موقع «روسيا اليوم»: «صرنا متأكدين من انعدام الإرادة لدى المجتمع الدولي لإشراك الأكراد في الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف»، ورفض تذرع المجتمع بالموقف التركي، قائلاً: «أما ما يشاع حول معارضة تركيا حضور الأكراد المفاوضات، فلا يندرج إلا في خانة التسويغات الواهية».
وهددت تركيا قبيل انعقاد الجولة الأولى من محادثات جنيف في شهر شباط الماضي، بالانسحاب من عملية فيينا، إذا ما دعت الأمم المتحدة مندوبين عن حزب الاتحاد الديمقراطي إلى المحادثات كمشاركين في وفد المعارضة. وخضع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للتهديد التركي، ودعا الرئيس المشارك للحزب صالح مسلم للمشاركة بصفته الشخصية وكاستشاري للوسيط الأممي، وهو ما رفضه مسلم. وتصنف أنقرة الاتحاد الديمقراطي تنظيماً إرهابياً معتبرةً أنه يمثل الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني. وحينما أعربت أنقرة عن مرونة حيال دعوة الاتحاد الديمقراطي للمشاركة في المحادثات، اشترطت أن يمثل في وفد الحكومة السورية.
وحذر عثمان من أن استثناء الأكراد من محادثات جنيف يعني استبعاد حصول التغيير وتبني النهج العلماني الديمقراطي لدى صياغة النظام السياسي الجديد في سورية. وأضاف: «نحن نمثل شعباً ما انفك يقاوم الإرهاب ويقف إلى جانب منظومة ديمقراطية علمانية في كردستان سورية».
وفي انتقاد مبطن لما جرى بالمدينة السويسرية خلال المحادثات السورية السورية التي قادها دي ميستورا، أعرب عن ثقته التامة بأن «المشاركين في مفاوضات جنيف يعكفون في الوقت الراهن على إيجاد سبل تقاسم السلطة في سورية»، وندد بموقف الحكومة السورية الرافض لقضية «فدرلة البلاد».
إلى ذلك، اتهمت مصادر كردية معارضة، محسوبة على ما يبدو على «المجلس الوطني الكردي» المنافس للاتحاد الديمقراطي، موسكو وإيران بمحاولة «إقناع القوى والأحزاب الكردية السورية بالانسحاب من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، للمشاركة في مؤتمر جنيف الثالث ككتلة كردية موحّدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي».
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن هذه المصادر من دون أن تسميها: إن مسؤولين روساً تواصلوا مع «معارضين سوريين أكراد مختلفي التوجّه، بعضهم متحالف مع الائتلاف ومُمثل بالهيئة العليا للمفاوضات، حاولوا التسويق لفكرة وفد كردي موحّد يكون طرفاً ثالثاً في مفاوضات جنيف». وانقسم هؤلاء المعارضون بين مؤيد للطرح ومعارض.
وأوضحت المصادر أن الطرح الروسي لاقى «رفضاً من الكثير ممن التقى (الروس)»، مبيناً أن هؤلاء الرافضين «شددوا على أن المجلس الوطني الكردي هو تمثيل عادل ومقبول للأكراد في الهيئة العليا للمفاوضات، كما شددوا على أن خصوصية مطالب الأكراد لا تنفصل عن مطالب بقية السوريين، وحذّروا من الانسياق للمخطط الروسي الإيراني». في المقابل، أقرت المصادر بأن البعض الآخر من المعارضين الأكراد «أيّد (خلال لقاء المسؤولين الروس) الفكرة ورآها فرصة لتحقيق مطالب قومية وفدرالية للأكراد بعيداً عن الخلافات بين المعارضة السورية والنظام».
واعترفت المصادر، بأن «قاعدة شعبية كردية» باتت تؤيد فكرة الوفد الكردي المستقل حسبما تسعى إليه روسيا وإيران، لكنّ هذه المصادر حذّرت من موافقة قوى كردية عليها، لما لها من مخاطر عديدة على رأسها الخلافات الكبيرة بين هذه القوى وحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يهيمن على شمال سورية عسكرياً وسياسياً، ويرفض إشراك القوى الكردية في الإدارة الذاتية إلا كمشاركين هامشيين وليس شركاء.
كما حذرت من احتمال أن يؤثر وجود «الوفد الكردي» في كل مجريات المفاوضات، وحرف مسارها لغير ما تطمح إليه المعارضة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن