سورية

نالبانديان رأى أن عدم معاقبة مرتكبي الجرائم يولد جرائم جديدة…المعلم: الشعب السوري قادر على منع أي محاولة لتقسيم البلاد ولم نعول على التحالف الدولي

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، أن الشعب السوري قادر على منع أي محاولة لتقسيم سورية، ورأى أن طريقة دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى تدمر والأنبار يظهر «وكأن هناك حلفاً سرياً» بين التحالف الدولي وداعش، في حين أدان وزير الخارجية الأرميني إدوارد نالبانديان كل الأعمال الإرهابية، وأكد على دعم بلاده لسورية في مكافحة الإرهاب.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نالبانديان وصف المعلم محادثات الوزير الأرميني مع الرئيس الأسد بـ«المثمرة والبناءة»، مشيراً إلى أنه جرت أيضاً جولة محادثات في وزارة الخارجية تناولت مختلف القضايا والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، موضحاً أن «وجهات النظر بيننا كانت متطابقة حول القضايا التي بحثت وحول العلاقات الثنائية بين البلدين وأولوية مكافحة الإرهاب في سورية».

التغلب على الأزمة في سورية وتحقيق السلام بوقف العنف والحوار البناء
من جانبه، أعرب نالبانديان عن قلق بلاده من المواجهات المستمرة في سورية والأزمة الإنسانية الحاصلة والكوارث التي نتجت عن عمليات الإرهابيين في سورية، مشيراً إلى أنه ومنذ بداية الأزمة في سورية «كنا نطرح باستمرار من خلال العديد من المنابر الدولية قضية منع دعم الإرهابيين وضرورة إيجاد الحل الفوري للوضع في الشرق الأوسط وخاصة في سورية وسنستمر في إبقاء تلك القضايا ضمن محور اهتمامات المجتمع الدولي».
وأوضح، أن «زيارتنا إلى سورية في هذا العام بالتحديد لها مدلول رمزي على اعتبار أنه قبل مئة عام ارتكبت إبادة جماعية بحق مليون ونصف المليون أرمني في الإمبراطورية العثمانية»، لافتاً إلى أن «عدم المعاقبة يولد جرائم جديدة والدليل على ذلك الجرائم المروعة التي يرتكبها الإرهابيون اليوم». واعتبر أنه «لا يمكن التغلب على الأزمة في سورية وتحقيق السلام سوى عبر وقف العنف والحوار البناء بين كل الأطراف المعنية والذي يأخذ بعين الاعتبار مصالح كل السوريين».
وعقب انتهاء كلمة الوزير الأرميني عقب المعلم بالقول: «لو أن المجتمع الدولي أنزل العقوبة بحق السفاحين الذين ارتكبوا المجازر الأرمنية في مطلع القرن الماضي لما تجرأ أحفادهم اليوم في تركيا على ارتكاب المجازر عبر أدواتهم في سورية، والسؤال: ماذا سيفعل المجتمع الدولي للسفاحين الجدد».

وجود طائرات غير سورية
في أجوائنا عدوان ويحق لدمشق الرد عليه
وفي رده على سؤال حول إعلان وزير خارجية تركي عن اتفاق مبدئي بين أنقرة وواشنطن على تقديم دعم جوي للإرهابيين في سورية وما الرد العملي في حال تنفيذ هذا الإجراء، قال المعلم: إن «تركيا ترتكب أفعالاً عدائية في سورية أسوأ بكثير من هذا التصريح، وهو يعلم أن استخدام الأجواء السورية من قبل طائرات غير سورية هو عدوان موصوف، وبالتالي من حق سورية بما تملكه من إمكانيات التصدي لهذا العدوان»، معتبرا أن الشيء الجيد في هذا التصريح أنه «اعتراف تركي بنية العدوان على سورية»، لكنه رأى أن هذا الإعلان «لا يخرج عن إطار الحرب الإعلامية التي تشن علينا هذه الأيام».

لا أحد يستطيع الإجابة
عن السؤال حول البديل
عن الدولة في سورية
وحول دخول مسلحين إلى تدمر وإدلب وجسر الشغور وتصريحات وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس بأن سورية والعراق مهددتان بالتقسيم إذا لم يتم التدخل السريع، قال المعلم «أقول لفابيوس ليكفنا شره»، معتبرا أن «ما نشده الآن في سورية هي نتيجة مواقفهم المتآمرة مع حلفائهم على سورية فهم الذين من دعموا الإرهاب».
وأضاف «إذا كان (فابيوس) قلقا بالفعل عليه أن يوقف التآمر على سورية هو وحلفاؤه، وفرنسا عضو دائم في مجلس الأمن فماذا فعلت لتنفيذ 3 قرارات تحت الفصل السابع لمكافحة الإرهاب فهل فعلت شيئاً لتنفيذها؟!»، مؤكداً أن «شعبنا قادر على صد هذه الهجمة ومنع أي محاولة لتقسيم الوطن السوري».
وأكد المعلم أن العلاقة بين سورية وكل من روسيا وإيران «أعمق بكثير مما يظن البعض وهم لن يتأخروا ولم يتأخروا عن تقديم الدعم لصمودنا ولكن أقول: إن التآمر على سورية يومي وسريع وكلكم تشهدون ما جرى في تدمر وفي جسر الشغور من تدفق المقاتلين عبر الحدود التركية، واسأل دوما من أين يأتي تنظيم داعش بالأسلحة والذخيرة ومن أين وكيف يعالج جرحاه؟!»، موضحاً أن «دعم المتآمرين على سورية لهؤلاء واضح، ودعم أصدقائنا أيضاً للشعب السوري أؤكد أنه ملموس».
وأضاف: «اليوم لا يحتاج المرء إن كان موجوداً في واشنطن أو بكين أو موسكو أو في دمشق من أن يجيب على سؤال: ما هو البديل عن الدولة السورية.. ومن من العقلاء في هذه العواصم يدعم وصول داعش أو انتصار «النصرة» في سورية، يجب أن يكون رجلاً موتوراً وحاقداً».
وتابع: «حتى في الغرب لمسنا تغييراً في مواقفهم تجاه الدولة السورية، ولكن من يتآمر على سورية مازال موتوراً وأقصد الدول المعروفة وهي السعودية وتركيا والاردن وقطر وهذه هي الدول التي تتآمر وتصعد تآمرها على سورية».
ورداً على سؤال بأن العدو دوماً يبرر ما يفعله والمجتمع الدولي لا يعاقبه، قال المعلم:
«لو كنا ننتظر المجتمع الدولي حتى يعاقب هؤلاء المجرمين لما قدمنا قوافل الشهداء والجرحى.. نحن لم ننتظر وربما لن ننتظر طالما أننا نملك إرادة وأملاً بالنصر ونشعر أن شعبنا يؤازر قواتنا المسلحة لتحقيقه»، معتبراً أن «ما يدعو إلى التفاؤل وجود أصوات معارضة في أوساط الشعب التركي لسياسة حكومة أردوغان وهو شيء مبشر، وفي أوساط الرأي العام الأوروبي وحتى من النواب من يعارض سياسيات الحكومات الأوروبية التي تآمرت على سورية.. إذا الوعي يزداد وسيضغط على هذه الحكومات».
من يعول على التحالف الدولي يعش في أوهام
وحول تصريح لنائب رئيس الحكومة التركية بأن سورية مقسمة إلى عشر دويلات وأن التقسيم بات أمراً واقعاً، وإن كان المعطى الميداني الجديد يفرض المزيد من التنسيق بين الجيشين العراقي والسوري، قال المعلم: «لم أسمع بهذا التصريح ولكن إذا كان مصرحاً أقول له: «هذه سورية ليست ملك أبيك وهي ملك الشعب السوري الذي سيدافع عن وحدة سورية»، داعياً المسؤول التركي «للاهتمام بوحدة تركيا».
وأضاف: «فيما يتعلق بالتحالف الدولي، الكل يعرف أن داعش تحركت في صحراء مكشوفة وليس في غابة، ونحن لم نكن في لحظة نعول على غارات التحالف، وهذا التحالف في معركة عين العرب كان نشطاً لمنع وقوع عين العرب في أيدي داعش وهذا شيء جيد وبعد ذلك تلاشى وكأن هناك حلفاً سرياً بينه وبين داعش وما جرى في تدمر سبق وأن جرى في الأنبار»، وتابع «مهما كان الوضع نحن لا نعول على هذا التحالف ومن يعول عليه يعش في أوهام». وبالنسبة للتنسيق السوري العراقي، قال المعلم: «نؤمن أننا نواجه عدواً مشتركاً وأننا والأشقاء في بغداد نقف في خندق واحد، ولكن لم يصل التنسيق بيننا إلى هذا المستوى من الخطر الذي يواجهنا».
وإن كانت إيران ستتخلى عن سورية خصوصاً أن هناك غزلاً بينها وبين الولايات المتحدة بسبب التوقيع على الاتفاق النووي في نهاية حزيران، قال «نحن ندعم التوصل إلى اتفاق بين إيران والمجتمع الدولي ممثلا بخمسة + 1 ما دام هذا الاتفاق يلبي مصالح الشعب الإيراني الشقيق ونتطلع إلى دور إيراني أفضل واكبر على الساحة الدولية بعد الانتهاء من انشغالها في المفاوضات الجارية حالياً».
من جانبه، أوضح الوزير الأرميني في رده على سؤال، أن إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية حمل رسالة واحدة وهي «أبداً لن تتكرر، ولذلك نحن نبذل الجهود الحثيثة مع المجتمع الدولي لمنع تكرار الإبادات والجرائم ضد الإنسانية في المعالم، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي «يدرك أنه لا يمكن التوقف فقط عند اتخاذ القرارات فحسب وإنما ينبغي بذل جهود فعالة وحثيثة لمنع تكرار هذا الشر».
وحول تبرير تركيا عما حدث بموضوع الإبادة الجماعية بحق الأرمن بأنه وضع طبيعي في الحروب قال نالبانديان: «للأسف هناك تبريرات ولكن فقط في تركيا، مشدداً على أنه ينبغي «وضع التسمية في إطارها القانوني وهي إبادة جماعية»، ولفت إلى أنه خلال شهر واحد فقط صدرت العديد من التصريحات والبيانات بهذا الصدد منها التصريح القوي الذي أطلقه البابا فرانسيس من الفاتيكان وتبناه برلمان الاتحاد الأوروبي وأيضاً منظمات دولية معروفة على مستوى العالم، كما أن هناك دولاً جديدة اعترفت بإبادة الأرمن وطالبت تركيا بالاعتراف بها.
وإن كانت أرمينيا ستقيم دعوى قضائية ضد المجرمين الأتراك، اعتبر نالبانديان أن الأمر لا يحتاج إلى محكمة والأحداث التي جرت موثقة بشكل جيد جداً من خلال الوثائق والمستندات ولا حاجة لأي تبريرات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن