رياضة

المنتخب والسومة والغموض!

غانم محمد:

 

هذه هي عاداتنا الكروية منذ زمن بعيد، نضع قرارنا الكروي متعمدين في مكان مظلم ونقضي لاحقاً ثلاثة أرباع وقتنا في البحث عنه..
تفاءلنا خيراً ببداية حقبة كروية تكون عناوين العمل فيها مختلفة وأكثر فاعلية تسودها الصراحة والوضوح لكن يبدو أن قوانين سوقنا الكروية لم ولن تتغيّر، وحكاية «الوطنية» التي يرمي البعض إليها أخطاء القرار الكروي أصبحت حجة للتقصير أو لضيق الأفق هنا أو هناك!
كان سؤال المتابعين على مدار الشهر الماضي هو: هل سيكون المهاجم السوري عمر السومة في صفوف المنتخب المشارك في التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 وإلى ما قبل عشرة أيام من مباراتنا الأولى في التصفيات لا يوجد أي جواب شاف!
لدى اتحاد الكرة وإدارة المنتخب وجهات نظر نحترمها لكن لا تقنعنا، ولدينا بضع كلمات كررها السومة بالفترة الأخيرة ملخصها أنه لن يكون إلا سورياً وأنه لم يتلقَ حتى الآن الدعوة للمنتخب..
إن كان حديث المعنيين يتهم السومة بالتلوّن وعدم الردّ على اتصالاتهم أو عدم قبوله التصريح للإعلام السوري وغير ذلك من التفاصيل الثانوية فإن السومة ومن وجهة نظري الشخصية يستحق أن يذهب إليه رسول كروي خاص يناقش معه كل هذه التفاصيل بما فيها موضوع خدمة العلم، أما أن نبقى متمسكين بسياسة الاستدعاء وأن كل من لا يقول لكم «حاضر» أصبح على القائمة السوداء فهذا أمر مرفوض..
كنّا نردد سابقاً مقولات كروية مضحكة مثل: هدفنا المشاركة والاستفادة، نبني فريقاً للمستقبل، خسرنا بشرف، المهم أن فريقاً عربياً سيتأهل  إلى آخر عبارات تبرير الفشل في ذلك الوقت، وكان من يردد هذه العبارات يعتقد أنها أصبحت قوانين أقنعت الجميع لأنه لم يكن يلتفت لرأي الآخر لأن هذا الآخر لم يكن قادراً على إيصال رأيه.
أما الآن فإن معظم المتابعين لا ينقطعون لحظة عن التواصل والمتابعة، وهذا معناه أن شريكاً حقيقياً في القرار الكروي هو الجمهور سيأخذ دوره في هذا القرار ولو بالإكراه وهذا حقه وسأسمح لنفسي بتسجيل إعجابي بكل الآراء والمواقف والصفحات التي تدافع عن رغبة جميع السوريين بوجود اللاعب عمر السومة في تشكيلة منتخبنا الحالية وأي كلام يعرقل انضمامه للمنتخب مرفوض وكل الملاحظات التي يسجلها الاتحاد الرياضي أو اتحاد الكرة عليه يمكن تأجيلها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن