سورية

حكومة «إسرائيل» اجتمعت في الجولان.. ونتنياهو: سيبقى إلى الأبد تحت سيادتنا … سورية تدين بشدة عقد حكومة الاحتلال اجتماعاً في الجولان.. وتؤكد إصرارها على تحريره

| وكالات

أدانت سورية بشدة قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعقد اجتماع في الجزء المحتل من الجولان العربي السوري، ووصفته بأنه «استفزازي» مؤكدة أنه «باطل شكلاً ومضموناً»، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل الفوري لإدانة عقد هذا الاجتماع اللامسؤول وللمطالبة بعدم تكرار هذا العمل الأهوج وخاصة أنه يعقد على أرض سورية محتلة.
وعقدت حكومة الاحتلال الإسرائيلية أمس جلستها الأسبوعية في الجزء المحتل من الجولان العربي السوري، في حدث غير مسبوق منذ احتلالها له قبل نحو 49 عاماً، تعهد خلاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يبقى الجولان السوري المحتل جزءاً من إسرائيل «إلى الأبد».
ويرى مراقبون أن تصرف إسرائيل يهدف إلى ترسيخ احتلالها لجزء من الجولان، مستغلة في ذلك الأحداث الجارية في سورية منذ أكثر من خمس سنوات. ويتزامن التصرف مع محادثات في جنيف بين الأطراف السورية تشرف عليها الأمم المتحدة لإيجاد حل للأزمة السورية.
ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين أمس رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن جاء فيهما أن «سورية تدين بأشد العبارات قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعقد اجتماع استفزازي في الجولان السوري المحتل مؤكدة أنه باطل شكلاً ومضموناً داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل الفوري لإدانة عقد هذا الاجتماع اللامسؤول وللمطالبة بعدم تكرار هذا العمل الأهوج وخاصة أنه يعقد على أرض سورية محتلة».
وأضافت الوزارة: تضع الجمهورية العربية السورية اليوم الأمم المتحدة أمام التزاماتها وواجباتها المتمثلة في تنفيذ القرارات الصادرة عن الجمعية العامة وعن مجلس الأمن وهي القرارات التي لم تعترف بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية ولا سيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 للعام 1981 الرافض لقرار الكنيست الإسرائيلي السيئ الصيت بضم الجولان السوري الذي لم تعترف به دولة واحدة من دول العالم لتعارض ذلك مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وإذا كان قرارا الأمم المتحدة رقم 242 و338 يعتبران القاعدة الأساس لحل الصراع العربي الإسرائيلي فإن مثل هذه السياسات الإسرائيلية تؤكد انعدام احترام «إسرائيل» للمجتمع الدولي ولقراراته.
وتابعت الوزارة في رسالتيها: لقد نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 على أن «الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة» واعتبر قرار «إسرائيل» بضم الجولان السوري وفرض قوانينها وسلطتها وإدارتها عليه «ملغياً وباطلاً ومن دون فاعلية قانونية على الصعيد الدولي» كما طالب مجلس الأمن في هذا القرار «إسرائيل» «القوة المحتلة أن تلغي قرارها فوراً» معلناً في هذا السياق «أن جميع أحكام اتفاقية جنيف المعقودة بتاريخ 12 آب 1949 والمتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب ما زالت سارية المفعول على الأراضي السورية المحتلة من قبل «إسرائيل».
وقالت الوزارة: إن الجمهورية العربية السورية إذ تؤكد إصرار شعب سورية على مكافحة الإرهاب والنضال في سبيل دحره عن الأرض السورية ودحر الجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة خارجياً وخاصة من قبل «إسرائيل» وتركيا والسعودية فإنها لن تنسى أو تتوانى في إصرارها على الاستمرار في بذل الغالي والنفيس من أجل تحرير الجولان السوري الصامد من دنس الاحتلال الإسرائيلي وعلى الاستمرار في مقاومته وسياساته وممارساته غير الشرعية المتمثلة في فرض إجراءاته وقوانينه الباطلة على الأراضي السورية والعربية المحتلة.
وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين: وفي هذا الإطار فإن حكومة الجمهورية العربية السورية توجه التحية والتقدير لشعبنا السوري البطل في الجولان السوري المحتل الصامد في وجه الاحتلال الإسرائيلي والتضحيات التي قدمها هذا الشعب في نضاله ضد «إسرائيل» ورفضه الحاسم لقرار الضم الإسرائيلي وإذا كانت سورية تناضل ضد الإرهاب وتحقيق الانتصار تلو الانتصار عليه فإنها تؤكد أن الإرهاب هو إحدى أدوات «إسرائيل» الأساسية في سعيها لفرض احتلالها على الأراضي السورية والعربية. وأكدت الوزارة في ختام رسالتيها أن حكومة الجمهورية العربية السورية تدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة وإنهاء احتلال الجولان السوري بموجب قرار مجلس الأمن رقم 497 وإلى إدانة كل أنواع وأشكال الإرهاب الإسرائيلي ضد أهلنا في الجولان السوري المحتل وضد سلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وشعبها.. ناهيك عن أن مثل هذه السياسات الإسرائيلية تهدد الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة والعالم.
وخلال الاجتماع قال نتنياهو حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: «حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالحقيقة، حان الوقت بعد 50 عاماً أن يعترف أن الجولان سيبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية».
وأضاف: «هضبة الجولان ستبقى في أيدي إسرائيل إلى الأبد»، مؤكداً «لن تنسحب إسرائيل أبداً من هضبة الجولان».
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن نتنياهو يخشى أن تتعرض إسرائيل لضغوط من المجتمع الدولي لحملها على الانسحاب من الهضبة المحتلة إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل سورية خلال محادثات جنيف. وقال نتنياهو: «لا نعارض التسوية السياسية في سورية شرط ألا تكون على حساب أمن دولة إسرائيل بمعنى أنه في نهاية المطاف سيتم طرد القوات الإيرانية وحزب اللـه وداعش من الأراضي السورية».
وحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية فإن نتنياهو قرر القيام بهذه المبادرة لايصال رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن انسحاب إسرائيل من الجولان «ليس مطروحاً على الإطلاق، لا حاضراً ولا مستقبلاً».
وأضافت الإذاعة: إن نتنياهو سبق أن أوصل هذه الرسالة إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أثناء اجتماعه به مؤخراً، كما يعتزم تكرارها على مسامع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيستقبله في موسكو. وكان نتنياهو قام الإثنين بخطوة غير مسبوقة بإقراره علناً خلال زيارة تفقدية للقوات الإسرائيلية في الشطر المحتل من الجولان أن إسرائيل قصفت عشرات المرات قوافل سلاح في سورية كانت مرسلة لحزب اللـه اللبناني.
واحتلت إسرائيل جزءاً من الجولان خلال حرب 1967 ثم أعلنت ضم هذا الشطر إليها في 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقال المنسق العام لائتلاف حماية الشعب السوري عدنان عبد المقصود حسب وكالة «سبوتنيك»: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يكن ليقدر على إعلان اجتماع حكومته في منطقة الجولان المحتلة، لو أن المجتمع الدولي أدرك منذ البداية أن هناك مؤامرة على الدولة السورية.
وأضاف عبد المقصود على هامش فعاليات اليوبيل الماسي لنقابة الصحفيين المصرية: إن كل قوى الشر تكالبت على سورية، وأصبح هدفها الأول ليس إسقاط النظام الشرعي الذي يقوده الرئيس بشار الأسد، وإنما إسقاط الدولة السورية نفسها وتقسيمها إلى دويلات صغيرة، تطمع إسرائيل في الاستيلاء على إحداها.
وأوضح أن عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي جلسته الأسبوعية، في الجولان المحتل، حدث غير مسبوق، يريد من خلاله رئيس الحكومة نتنياهو إعلان أنه لا توجد لديه أي نية للانسحاب من الهضبة السورية المحتلة، وأنه ليس وارداً على الإطلاق أن يتنازل عن جزء يطمع فيه من أرض سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن