سورية

الرئيس الأميركي يضغط على حلفائه الأوروبيين لتعزيز مشاركتهم بالحرب ضد داعش … في خطوة متوقعة.. أوباما يرسل 250 جندياً إلى سورية و«العليا للمفاوضات» و«سورية الديمقراطية» ترحبان

| وكالات

قبيل ساعات على القمة الغربية المصغرة في مدينة هانوفر، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، وفي خطوة متوقعة، عن إرسال 250 جندياً أميركياً إضافياً من القوات الخاصة إلى سورية لدعم النجاحات التي تحققت ضد تنظيم داعش.
وبهذه الخطوة، التي سرب مسؤولون أميركيون تفاصيل عنها قبل أسابيع، سيزيد عدد القوات الأميركية في سورية إلى نحو 300. وأعلن أوباما القرار في ألمانيا في ختام جولة خارجية استغرقت ستة أيام ويعكس الأمر تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد.
وفي سورية، طردت قوات الجيش العربي السوري مدعومة بحلفائها الروس، مسلحي التنظيم من مدينة تدمر. أما في العراق فقد تراجع داعش منذ كانون الأول الماضي عندما فقد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق.
وقال أوباما في خطاب بمعرض تجاري في مدينة هانوفر شمال ألمانيا وهي المحطة الأخيرة في جولته التي زار خلالها السعودية وبريطانيا «بالنظر إلى النجاح الذي تحقق وافقت على نشر ما يصل إلى 250 جندياً أميركياً إضافياً في سورية بما يشمل قوات خاصة للحفاظ على هذه القوة الدافعة». واستطرد مطمئناً الجمهور الأميركي إلى أن تلك القوات «لن تقود.. القتال على الأرض لكنها ستكون ضرورية لتقديم التدريب ومساعدة القوى المحلية في سعيها المتواصل لإجبار داعش على التراجع».
وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي بن رودس للصحفيين في هانوفر شارحاً: «شهدنا بعض التقدم في أجزاء من شمال وشرق سورية إذ تم طرد داعش من بعض المعاقل» في إشارة إلى دحر قوات «جيش سورية الديمقراطي» للتنظيم من منطقتي الشدادي بريف الحسكة الجنوبي والذي يصل مناطق داعش في سورية والعراق.
وأضاف رودس، وفقاً لوكالة الأنباء «رويترز»: «نرغب في تسريع وتيرة هذا التقدم ونرى أن الالتزام بإرسال قوات خاصة إضافية يمكن أن يلعب دوراً مهماً».
وسارعت «قوات سورية الديمقراطية» و«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إلى تلقف إعلان أوباما. وقال المتحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية» طلال سيلو لوكالة «رويترز» إن التحالف الذي تشكل وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية عموده الفقري، يعتبر أن أي دعم تقدمه الولايات المتحدة إيجابي وعبر عن أمله في مزيد من الدعم، يشمل صواريخ مضادة للمدرعات. وأضاف شارحاً: أن التحالف لم يحصل سوى على الذخيرة حتى الآن وأنه يأمل في إمداده بالعتاد العسكري وأنه حصل على وعد بذلك.
وقال سيلو: إن تحالف «قوات سورية الديمقراطية» لم يبلغ بعد بقرار الولايات المتحدة إرسال المزيد من القوات إلى جانب 50 جندياً أرسلوا بالفعل إلى سورية. ووصف الشراكة بين الولايات المتحدة والتحالف بأنها إستراتيجية وقال إن أي قرار لإرسال قوات إضافية محل ترحيب.
كما رحب المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط بالقرار الأميركي. ووصف المسلط في بيان نقلته وكالة «رويترز»، إرسال 250 جندياً آخرين لمحاربة داعش في سورية بـ«الخطوة الإيجابية». لكنه اعتبر أن سورية «لن تتخلص من الإرهاب إلا بانتهاء حكم الرئيس بشار الأسد»، وطلب المساعدة في سبيل القضاء على «النظام وداعش».
في وقت لاحق بحثت القمة الخماسية الأوروبية الأميركية أزمة الهجرة إلى أوروبا، ومكافحة داعش، والأوضاع في سورية، وليبيا، وأوكرانيا. واستبق أوباما القمة بالضغط على الدول الأوروبية. وأمام حضور ضم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حث أوباما في خطابه أوروبا وحلف شمال الأطلسي على فعل المزيد في الحرب ضد داعش، الذي وصفه بـأكبر تهديد للعالم، محذراً من أن الغرب ليس محصناً مما يجرى في العالم من أعمال إرهابية.
وقال الرئيس الأميركي: «على الرغم من مساهمات الدول الأوروبية المهمة ضد داعش، فلا يزال بإمكان أوروبا بما في ذلك حلف شمال الأطلسي فعل المزيد». وفي وقت لاحق أجرى أوباما محادثات مع ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينتسي.
وأضاف: «في سورية والعراق نحتاج إلى مساهمة المزيد من الدول للمشاركة في الحملة. نحتاج المزيد من الدول التي تساهم بمدربين للمساعدة في بناء القوات المحلية في العراق. نحتاج للمزيد من الدول التي تساهم في المساعدات الاقتصادية للعراق حتى يتسنى له دعم استقرار المناطق المحررة وكسر دائرة التطرف حتى لا يتمكن داعش من العودة».
وحول أزمة اللاجئين، أشار أوباما إلى أن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين على أوروبا تسبب في مشكلات عديدة، وأكد أن الولايات المتحدة والعالم بأجمعه بحاجة إلى أوروبا موحدة ومزدهرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن