سورية

أزمة إنسانية في قرى إدلب المحاصرة

يضغط الملف الإنساني بشدة على سكان القرى التي يحاصرها مسلحو إدلب وخاصة على الفوعة وكفريا التي دخل حصارها الأسبوع السادس.
وأوضحت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن سكان القرى الواقعة على الطريق العام الذي ما زال يسيطر عليه الجيش العربي السوري جنوب جسر الشغور من فريكة إلى محمبل والقياسات وأورم الجوز وصولاً إلى مدينة أريحا وقرى كفر نجد ونحليا والمقبلة، يعانون نقصاً شديداً من المواد الغذائية التي نفد معظمها من المتاجر ومن بيوتهم.
وقال أحد سكان تلك القرى في اتصال مع «الوطن»: إنه لا يمكن للسكان الخروج إلى الحقول للتزود بالمحاصيل أو النباتات البرية الصالحة للأكل بسبب القصف الشديد الذي يتعرضون له من التلال والقرى المجاورة التي يتمركز فيها مسلحون متشددون تقودهم «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، لدرجة أن القصف يحول دون تنقلهم في الشوارع ويفرض حالاً من منع التجوال ليلاً ونهاراً ويدفعهم للاختباء في أقبية المنازل وفي الطوابق السفلية. ولفت آخر إلى الضغط الكبير الذي يتعرضون له جراء انقطاع الكهرباء والماء بشكل كامل، وفقدان كل أنواع المحروقات بما فيها اسطوانات الغاز والحطب اللازم لطهي الأطعمة بالإضافة إلى الطحين والمواد الصالحة لصنع رغيف الخبز مثل الذرة والرز والمعكرونة.
وتكاد المواد الطبية والأدوية الإسعافية تنفد لدى أهالي تلك القرى ولاسيما في الفوعة (20 ألف نسمة) وكفريا (10 آلاف نسمة) وتقعان شرق إدلب قرب الطريق القديم المؤدي إلى حلب ويتعرضان لقصف شديد أودى بحياة عشرات الشهداء ومنهم النساء والأطفال حيث بلغت حصيلة شهداء أمس الأول ثلاث نساء وطفلاً في الفوعة.
ويعتمد السكان على حليب البقر لإطعام الأطفال الرضع، ما يسبب أعراضاً غير صحية لحديثي الولادة منهم في ظل عدم توفر كل أنواع حليب الأطفال.
وأمس جرى إدخال شحنة مواد غذائية وطبية إلى مدينة أريحا حوت كميات من الدقيق جرى توزيعها على أفران المدينة والقرى المحيطة بها إلا أنها لا تكفي سوى فترة قصيرة في حال استمر حصار المسلحين. ودعا سكان تلك القرى المنظمات الإنسانية المعنية عبر «الوطن» إلى سرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تهديد حياتهم بشكل جدي وتفشي الأمراض والأوبئة التي قد تحصد أرواح أعداد غفيرة منهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن