سورية

داعش يحاصر مارع ويطرح إعزاز مقابل الرقة «إذا قبلت القيادة الأميركية المقايضة»

| حلب – الوطن – وكالات

قلب تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية الطاولة التي رسمت عليها خطط العمليات العسكرية الأميركية في شمال سورية وشمالها الشرقي وفجر أولى مفاجآته بحصار مدينة مارع معقل الإخوان المسلمين التي أصبحت في متناول يده وجحظت عيناه نحو إعزاز وبوابتها الحدودية كآخر معقل للفصائل المسلحة المدعومة من تركيا شمال حلب وخلق معادلة جديدة تقول: إعزاز مقابل الرقة التي تتقدم «قوات سورية الديمقراطية» نحوها من ريفها الشمالي بدعم أميركي لضمها إلى النظام الفيدرالي الكردي بمناطق حكمه الذاتي الثلاثة.
وجددت المجموعات الإرهابية والمسلحة خرقها لاتفاق وقف الأعمال القتالية عبر استهدافها بقذيفة صاروخية حي الميدان بمدينة حلب.
مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الشامية»، أكبر فصيل مسلح في ريف حلب الشمالي، أكدت لـ«الوطن» أن المشهد الميداني يسير باتجاه سقوط مارع في قبضة داعش الذي فجر خمس مفخخات في محيط المدينة أمس ولجأ إلى خلاياه النائمة داخلها والتي تخوض اشتباكات مع المسلحين المدافعين عنها داخلها وفي مقدمتهم «لواء التوحيد» الإخواني المنصهر في الجبهة، ما أضعف الروح المعنوية للمسلحين خصوصاً بعد غلق طرق إمدادهم بشكل كامل وفشل محاولاتهم بمساندة طائرات «التحالف الدولي» فك الحصار عن المدينة.
وأوضحت المصادر أن حالاً من التخبط بدأت تسود إعزاز وبوابة السلامة الحدودية فيها مع تركيا مع اقتراب التنظيم إلى مسافة أقل من 2 كيلو متر منها بعد سيطرته أمس الأول على الطريق الوحيد الذي يصلها بمارع والقرى السبع المتاخمة له في عملية مفاجئة غيرت مجرى الأحداث العسكرية بشكل جذري بعدما كانت تخطط الحكومة التركية لإنشاء منطقة عازلة تضم إعزاز في الوقت الذي باشرت فيه «الديمقراطية» بقيادة «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية عملية عسكرية واسعة للسيطرة على الرقة عاصمة التنظيم بغية وصل الكانتونات الكردية الثلاث الجزيرة وعين العرب وعفرين.
وبينت مصادر أهلية في إعزاز لـ«الوطن»، بأن حال مسلحيها يرثى له بدليل تخلي الكثير منهم عن سلاحهم وزيهم المميز لهم وفرارهم على شكل جماعات نحو مدينة عفرين للعبور إلى مناطق سيطرة زملائهم في ريف حلب الغربي وأرياف إدلب ولكن من غير المعروف فيما إذا كانت «حماية الشعب» التي تسيطر على عفرين ستسمح لهم بالعبور كما ترددت إشاعات عن رفض السلطات التركية عبور أي مسلح عبر بوابة السلامة إلى أراضيها والتي أغلقت حدودها في وجه عشرات آلاف الفارين من الحرب في ريف حلب الشمالي، ما ينذر بكارثة إنسانية في حال استمر داعش بالتقدم نحو إعزاز.
ورجح محللون عسكريون لـ«الوطن» توقف داعش عند حدود إعزاز مقابل توقف تقدم «الديمقراطية» على الحدود الشمالية للرقة في حال قبلت القيادة العسكرية الأميركية عملية المقايضة التي يسعى التنظيم إلى خلقها عبر خلط الأوراق وتعديل خريطة السيطرة بما يهدد مخططات واشنطن وتركيا في المنطقة.
وسيطر داعش أمس الأول على قرى كفر كلبين وكلجبرين وندة ونيارة وكفر بريشة وطاطية وتل حسين في محيط مدينة إعزاز وسط انهيارات دفاعات الفصائل المسلحة التي دعت إلى النفير العام وأعلنت إعزاز منطقة عسكرية لكي تمنع التنظيم من تحقيق مآربه في طرد جميع الفصائل من ريف حلب الشمالي بعدما استعاد السيطرة منهم في الشهرين الأخيرين على القرى الحدودية مع تركيا وصولاً إلى بلدة الراعي الإستراتيجية في ريف المحافظة الشمالي الشرقي.
من جهته تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن أنه تدور اشتباكات عنيفة السبت (أمس) بين الفصائل المقاتلة وتنظيم داعش في مدينة مارع، ثاني أبرز معاقل «الفصائل المعارضة» في محافظة حلب، بعد تمكن الجهاديين من قطع آخر طريق إمداد إلى المدينة.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن وفق وكالة «فرانس برس» إلى اشتباكات عنيفة تدور بين الفصائل المقاتلة وتنظيم داعش في شمال وشرق مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي، لافتا إلى أن التنظيم تمكن من الدخول إلى داخل أسوار المدينة، وقطع طريق الإمداد الوحيدة التي تربط مارع بمدينة إعزاز.
وبحسب المرصد أسفرت الاشتباكات المستمرة العنيفة والتفجيرات عن مقتل 10 مقاتلين من الفصائل، و16 عنصراً من تنظيم داعش، بالإضافة لأسر الفصائل لعناصر من التنظيم بينهم مقاتلون أطفال من «أشبال الخلافة»، كما أصيب العشرات من الجانبين بجراح في الاشتباكات ذاتها.
وأوضح الناشط المعارض ومدير وكالة «شهبا برس» المعارضة للأنباء مأمون الخطيب المتحدر من مارع والموجود في إعزاز، أن عدد سكان المدينة كان يبلغ خمسين ألف شخص قبل نزوحهم تدريجيا. ولا يزال نحو 15 ألف مدني وفق الخطيب معظمهم من النساء والأطفال محاصرين داخل المدينة بعد هجوم الجهاديين.
وتساءل مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن أسباب غياب التحالف الدولي والأتراك عن مساندة الفصائل في صد هجوم التنظيم..!!، معتبرا أن هذا التقدم الذي لم يكن مستغرباً، فقد أرسل التنظيم في أواخر نيسان الفائت نحو 400 من عناصره بينهم إحدى أقوى كتائبه، كي يمنع سقوط مناطق سيطرته بريف حلب الشمالي وأولها دابق.
وبعد ساعات على هجوم التنظيم، أبدت منظمات حقوقية وإنسانية مخاوفها إزاء مصير عشرات الآلاف من النازحين الموجودين في منطقة إعزاز قرب الحدود التركية المقفلة.
وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف السبت عن «قلقها البالغ إزاء محنة نحو 165 ألف نازح، تفيد تقارير بوجودهم قرب مدينة إعزاز»، وقالت إنهم «يواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطبية وتأمين الغذاء والماء والسلامة».
وأشارت في بيان إلى أنها «نبهت السلطات التركية على الفور حول التطورات في شمال سورية» داعية إلى «حماية الحقوق الأساسية والسلامة الجسدية» لهؤلاء النازحين.
وتقفل تركيا حدودها أمام الفارين من المعارك شمال مدينة حلب منذ أشهر عدة رغم مناشدة المنظمات الحقوقية والدولية أنقرة فتح حدودها، ما أدى إلى تجمع عشرات الآلاف في مخيمات عشوائية في منطقة إعزاز وسط ظروف معيشية صعبة.
من جهة ثانية ذكر مصدر في قيادة الشرطة في تصريح نقلته وكالة «سانا»: أن المجموعات الإرهابية انتهكت اتفاق «وقف العمليات القتالية» وأطلقت صباح السبت قذيفة صاروخية على حي الميدان السكني ما تسبب «بإصابة شخص بجروح وتضرر 7 سيارات وعدد من المنازل».
كما نتساءل عن أسباب غياب التحالف الدولي والأتراك عن مساندة الفصائل في صد هجوم التنظيم!!، هذا التقدم الذي لم يكن مستغرباً، فقد أرسل التنظيم في أواخر نيسان الفائت نحو 400 من عناصره بينهم إحدى أقوى كتائبه، كي يمنع سقوط مناطق سيطرته بريف حلب الشمالي وأولها دابق، ذات الرمزية الدينية، وعناصر التنظيم وصلوا إلى محيط مدينة مارع عاصمة الثورة في حلب والتي انطلقت منها الثورة في حلب وانطلق منها كذلك العمل العسكري نحو مدينة حلب، كما بات التنظيم على مقربة من مدينة إعزاز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن