رياضة

في النهائي الثامن للفريقين بدوري أبطال أوروبا.. البرشا لمعادلة الليفر والبايرن واليوفي لمعادلة إنتر…اللقب الأول لأليغري أو لويس إنريكه

خالد عرنوس: 

إنه النهائي المنتظر للبطولة الأغلى على مستوى الأندية في العالم (دوري أبطال أوروبا) التي تحتفل بعامها الستين هذا الموسم ويجمع النهائي الذي يستضيفه الملعب الأولمبي ببرلين (74 ألف متفرج) بطلي الدوري والكأس في كل من إسبانيا (برشلونة) وإيطاليا (يوفنتوس)، وبالتالي فإن الفائز من البلوغرانا والبيانكونييري سيظفر بالثلاثية الكبيرة ويتاح له المنافسة على ستة ألقاب خلال ما تبقى من عام 2015، وإذا كان البرشا بلغ النهائي للمرة الرابعة خلال العقد المنصرم فإن غريمه اليوفي عاد إلى النهائي للمرة الأولى منذ 2003 وهو النهائي الثامن لهما فيبحث الأول عن لقب خامس والثاني عن ثالث ألقابه في المباراة التتويجية السادسة على صعيد البطولة بين ناديين من قطبي الكرة اللاتينية في القارة العجوز، والأول الذي يجمعهما على مستوى البطولات القارية.
العيون والمشاعر تترقب النهائي التاريخي بين الفريقين وخاصة أنهما يتمتعان بجماهيرية كبيرة في شتى أصقاع المعمورة وقد انشغل الجميع من إعلام ومتابعين بحيثيات المواجهة التي تشمل الكثير من الأمور الصغيرة والتفاصيل المثيرة التي تضفي إثارة وحماسة على اللقاء الذي ينطلق في الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة من سهرة السبت القادم.

نهائي غير منتظر
لم يكن أشد المتفائلين بيوفنتوس زعيم الأندية الإيطالية يتوقع وصول فريق السيدة العجوز إلى نهائي البطولة ولاسيما بعد غياب ممثلي الكالشيو عن المباراة النهائية منذ تتويج إنتر ميلانو باللقب عام 2010 بعد حالة الترهل التي أصابت الكرة الإيطالية بشكل عام، فقد أخفق النييرازوري ومن ثم جاره ميلان واليوفي أيضاً على مدار المواسم الثلاثة السابقة بولوج نصف النهائي، ويأتي وصول البيانكونييري إلى نهائي برلين بعد مشوار حافل توقع له الكثيرون التوقف في أي محطة وخاصة في أدوار الإقصاء وهو الذي تجاوز دور المجموعات في الجولة الأخيرة.
بالمقابل فقد كانت التوقعات تصب في مصلحة برشلونة ذلك أنه الأكثر وصولاً إلى نصف النهائي بثماني مرات، وتوج باللقب منها ثلاث مرات، وأكد برشلونة هذا الموسم علو كعب الأندية الإسبانية في البطولة التي خاض نهائي موسمها الماضي قطبا العاصمة مدريد، وفوق ذلك فمازال الفريق الكاتالوني يقدم منذ عام 2008 كرة قدم رائعة فاستحق نجومه تسمية دريم تيم تو على نمط دريم تيم الأميركي (بكرة السلة) ودريم تيم وان (برشلونة أوائل التسعينيات) بفضل طريقة اللعب التي باتت تعرف بـالتيكي تاكا والتي تحاول كبريات الأندية في العالم تقليدها.

كفة متوازنة
كل هذه المقدمة لا تعني بالضرورة أفضلية البرشا على اليوفي على الرغم من معظم التكهنات وتوقعات المراقبين والإعلاميين وحتى تصريحات عدد من أفراد النادي الإيطالي تشير إلى رجحان كفة البطل الإسباني في النهائي.
نقول هذا الكلام تبعاً لمشاهداتنا لنهائيات البطولة طوال 40 عاماً، فلطالما فاز فيها الطرف الأضعف أو بمعنى أدق الفريق غير المرشح، ولاشك أن يوفنتوس بكل تاريخه وعراقته ونجومه الحاليين قادر على الظفر بلقبه الثالث ومعادلة رقم مواطنه إنتر ميلانو الذي كان أحد الذين قهروا البرشا في قمة أدائه في الطريق إلى اللقب عام 2010.
الموازنة بين لاعبي الفريقين بالتأكيد تصب في مصلحة البرشا ولاسيما مع وجود الثلاثي اللاتيني المرعب (ميسي ونيمار وسواريز) الذي سجل بالمجموع رقماً تهديفياً مذهلاً وبالمقابل يراهن الطليان على تيفيز وبوغبا وماركيزيو في الشق الهجومي، وعلى الرغم من أن المقارنة ظالمة بين هذا وذاك فإن ثلاثي اليوفي قادر على فعل الكثير مع مساعدة إسبانية بالذات في حال وجد أليغري فائدة من إشراك الثنائي ليورنتي وموراتا أو أحدهما.

رمانة الميزان
يدرك المدربان ويرى الكثير من الخبراء وحتى الوقائع تشير إلى أن معركة خط الوسط ستكون مفتاح الفوز، ويعد خط وسط البرشا الحاضر (صحبة) منذ سنوات طويلة من أفضل خطوط الوسط بالعالم بوجود الثلاثي الإسباني بوسكيتس وتشافي هيرنانديز وإنييستا إضافة للكرواتي راكيتيش الذي لم يجد صعوبة كبيرة بدخول منظومة لعب الكاتالوني وأصبح أحد الركائز الأساسية بالفريق وتعتبر المباراة مناسبة وادعية مثالية للقائد المخضرم تشافي الذي يتطلع للقب رابع في البطولة ورقم 23 في مسيرته مع البلوغرانا، ويخشى أنصار الفريق غياب إينيستا الذي خرج مصاباً من نهائي كأس الملك.
خط وسط السيدة العجوز لا يقل نجاعة عن نظيره فقد لعب أندريا بيرلو وبول بوغبا وأرتور فيدال ومعهم سيموني بيبي أو اسامواه أو ماركيزيو دوراً رائداً في انتصاراته خلال المواسم الأخيرة، وخاصة المخضرم الإيطالي بيرلو قائد أوركسترا اليوفي الذي يزداد تألقاً وخبرة، أما الشاب الفرنسي بوغبا فسطوع نجمه في الموسمين الفائتين جعله الأكثر طلباً في الأندية الأوروبية الكبيرة.

خطوط خلفية
وإذا ابتعدنا قليلاً عن الخطوط الأمامية نجد أن دفاع اليوفي أقوى وأفضل وذلك بفضل خبرة الطليان في هذا المجال وبوجود بونوتشي وكيليني ودي شيللي وبارزاغالي إضافة للسويسري ليشتنشتاينر والفرنسي المخضرم إيفرا وقد اهتزت شباكه 7 مرات فقط، وبالمقابل فإن دفاع البرشا لا يقل شأناً مع فارق انشغال ظهيريه داني ألفيس وجوردي ألبا بالمهام الهجومية ويبقى الاعتماد على الثنائي جيرار بيكيه والأرجنتيني ماسكيرانو وربما الفرنسي ماتيو، وتلقى مرمى برشلونة 10 أهداف.
وتميل الكفة في مركز حراسة المرمى بالطبع نحو العملاق الإيطالي بوفون الوحيد الحاضر من نهائي 2003 إلى جانب بيرلو الذي كان في صفوف ميلان، وفي الطرف الآخر يعول مدرب البرشا على الألماني شتيغن الذي سجل حضوراً لافتاً وخاصة في أدوار الإقصاء وهو الذي يخوض أول نهائي قاري.

مواجهات خاصة
ووسط المواجهة الكبيرة بين هذا الكمّ الهائل من النجوم تحضر بعض المواجهات الخاصة بين اللاعبين، فلن يهنأ لويس سواريز كثيراً عندما يصطدم بالإيطالي جورجيو كيليني وهما صاحبا الحادثة الشهيرة في مونديال البرازيل 2014 عندما قام الأول بعضِّ الثاني، ويقع الهداف الأورغوياني تحت ضغط الذكريات السيئة لتلك الحادثة ولاسيما أن آثارها حيّة مع عقوبة لويس التي حرمته من كوبا أميركا. وأيضاً لسواريز ذكريات سيئة مع بياتريس إيفرا على خلفية حادثة وقعت بينهما في الدوري الإنكليزي قبل سنوات واتهم لويس بتوجيه عبارات عنصرية للمدافع الفرنسي.
وتعتبر المواجهة الخاصة بين ثنائي البرشا ماسكيرانو وميسي مع مواطنهما تيفيز مثيرة ولاسيما أن الأخير غيب عن منتخب التانغو في مونديال 2014 وهذا الثلاثي اجتمع في مونديال 2010 وفي كوبا أميركا 2007 و2011، وإذا كان لقاء ميسي مع تيفيز عادياً فإن مواجهة الأخير مع ماسكيرانو تحمل شجوناً وخاصة أن اللاعبين اجتمعا في منتخبات الأرجنتين السنية (17 و20 عاماً) وعلى الرغم من جذورهما التي تعود إلى بوكا جونيورز وريفر بلايت المعروفين بالعداء التاريخي بين أنصارهما إلا أنهما سلكا طريقاً واحدة عندما احترفا في كورينثيانس البرازيلي موسم 2005/2006 ثم انتقلا إلى ويستهام يونايتد الإنكليزي قبل أن يفترقا.
اختار تيفيز مان يونايتد ورحل ماسيكيرانو نحو ليفربول وقد تقابلا غير مرة بالدوري وكأس إنكلترا ولم يختلف الأمر كثيراً حتى موسم 2009/2010 مع انتقال تيفيز إلى السيتي وفي نهاية ذلك الموسم اختار ماسكيرانو الرحيل إلى برشلونة وبعد 3 أعوام انتقل كارلوس إلى اليوفي وهاهو ملعب برلين يجمعهما من جديد كخصمين.

باكورة الألقاب
هو كذلك بالنسبة لمدربي الفريقين في موسمهما الأول وكلاهما خاض موسماً مثالياً توجه بلقبين محليين، فالمدرب الأكبر ماسيمو أليغري (47 عاماً) لم يسبق له التتويج بأي لقب قاري وهو الذي لعب في صفوف أندية إيطالية مغمورة ومثل نابولي في 7 مباريات فقط، وذلك على عكس نظيره لويس إنريكه الذي توج بطلاً لكأس الكؤوس الأوروبية مع البرشا عام 1997 وفاز بالكثير من الألقاب المحلية لاعباً مع الريال والبرشا إلا أنه لم يتوج مدرباً إلا هذا الموسم في حين أليغري فاز مع ميلان بالدوري الإيطالي عام 2011.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن