الموقّع لـ«الوطن»: معامل سورية تنتج 10 ملايين قطعة ملابس شهرياً في مصر
| علي محمود سليمان
بلغ إنتاج مصانع الألبسة السورية في مصر نحو 10 ملايين قطعة شهرياً، مع استمرار انفراد المستثمر السوري بصدارة المستثمرين في مصر منذ العام 2013، وفي هذا السياق بينّ رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين بمصر خلدون الموقع في حديث خاص لـ«الوطن» أن الصناعات النسيجية هي الصناعة السورية الأبرز التي أنشأها السوريون في مصر، بالإضافة إلى الصناعات الغذائية والتحويلية والمفروشات والأحذية، كما يعمل السوريون في الصناعات الخدمية (مطاعم- حلويات- بقاليات- سندويش- شركات شحن ومكاتب سفريات) وتجارياً في استيراد المواد الأولية لزوم المصانع السورية، كما يوجد عدد من الأطباء والمحامين السوريين الممارسين لأنشطتهم.
صدارة الاستثمارات في مصر
وحول عدد المصانع السورية في مصر ومجالات عملها أوضح الموقع بعدم وجود إحصائية لعدد المصانع السورية بمصر حسبما أفادت هيئة الاستثمار المصرية، ولكن عددها ليس بقليل لكونها من الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتي لا يزيد رأس مال أغلبها عن 200- 300 ألف دولار، وما يميزها هو انتشار ظاهرة المشاركة برأس مال المصنع الواحد من قبل عدة رجال أعمال سوريين، فكلما زاد عددهم كبر الرأسمال المطلوب، وفيما يتعلق بالعمالة السورية فهي بتناقص بسبب هجرة الشباب السوري من مصر وغالباً ما يلاحظ أن السوريين في المصنع يتبوؤن مفاصل العمل الفني والإداري، ويتم الاعتماد أكثر اليوم على العمالة المصرية العادية.
وأفاد الموقع بأن أهمية الصناعة السورية في مصر تأتي نتيجة قيامها في ظل الفوضى والأزمة القائمة في عموم المنطقة والقلق العالمي، الذي بمحصلته لا يشكل المناخ المناسب لقدوم الاستثمارات الأجنبية والعربية الأخرى إلى مصر، لينفرد المستثمر السوري بصدارة المستثمرين في مصر منذ عام 2013، وأيضاً في طبيعة الصناعات السورية التي تحقق القيمة المضافة للاقتصاد والمجتمع المصري من خلال اعتمادها الأكبر على اليد العاملة والخبرة والمهنية والصناعات المتمة، ما يجعلها تسهم في دعم احتياجات السوق المحلية وعملية التنمية الاجتماعية، مشيراً إلى أن الأهمية الأكبر للصناعات السورية بمصر لكونها تعمل قي المساحة الأضعف في الاقتصاد والصناعة المصرية وهي الصناعات النسيجية والملابس والتي عانت ابتعاداً عنها من الصناعيين المصريين، ما وصل بالصناعة السورية إلى إنتاج 10 ملايين قطعة ملابس شهرياً، وهو يندرج في سياق أن ورشة لا يزيد رأسمالها على 40 ألف دولار قادرة على إنتاج 2000 قطعة من الملابس الداخلية يومياً، في بلد ذي سوق استهلاكي كبير، فمثلاً، لقد استوردت مصر السنة الماضية ما يقرب من 185 مليون زوج من الأحذية النسائية فقط.
ولفت رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين إلى أن المصانع السورية تتركز في القاهرة في مناطق 6 أكتوبر والعبور والعاشر من رمضان، وفي مدينة الإسكندرية ودمياط وبني سويف بنِسَب أقل، وهي تضخ إنتاجها في الأسواق المصرية بالإضافة إلى وكلائها السابقين في الخليج والعراق والجزائر، مع وجود محاولات لفتح أسواق جديدة لها في إفريقيا.
دور اجتماعي
وأكد الموقع أن لتجمع رجال الأعمال السوريين في مصر دور اجتماعي مهم من خلال تشكيل لجنتين الأولى «الصندوق الخيري» ويمول من المساعدات المالية لرجال الأعمال السوريين وتحول لمساعدات عينية توزع على العائلات السورية الأكثر احتياجاً، والثانية «لجنة تضامن» التي تستلم ما يردها من منتجات المصانع السورية بمصر وتوزعها مجاناً على هذه العائلات.
وهنا يوضح الموقع بأن التجمع لا يدعي بأنه يمثل جميع رجال الأعمال السوريين بمصر ولكنه يعتبر الأهم على الساحة الاقتصادية المصرية، وهو التجمع الوحيد خارج سورية لرجال الأعمال السوريين الذين غادروا سورية لأسباب قسرية بسبب ظروف الأزمة، وبالتالي فإن التجمع لا يعتمد العددية الكبيرة، ولكن لديه النخبة ممن يمثلون جميع نشاطات رجال الأعمال السوريين بمصر من صناعيين وتجار، مكتسباً موقعه والثقة لدى مجتمع الأعمال المصري والجهات الاستثمارية ولدى مجتمع السوريين عموماً في مصر من خلال مصداقية عمله في نقل هموم السوريين والاهتمام بشؤونهم ونقلها إلى الجهات المعنية ومتابعتها بكل مسؤولية والتزام.
يضاف إلى ذلك وجود ميزة مهمة جداً بأن التجمع يضم أيضاً رجال الأعمال السوريين المغتربين الموجودين في مصر، ليشكلوا مع السوريين القادمين بعد الأزمة لحمة وتواصلاً يعززان المواطنة السورية والانتماء إلى الوطن، وقد كان لهؤلاء المغتربين دوراً مهماً في النصح والإرشاد والدعم لأبناء بلدهم عندما بدؤوا بإنشاء مصانعهم وأعمالهم الأخرى.
اهتمام رسمي مجامل
وحول اللقاء مع رئيس الحكومة السابق الدكتور وائل الحلقي والوزراء السابقين خلال الزيارة الأولى لوفد تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر أشار الموقع إلى أن الزيارة كانت بهدفين الأول كسر حاجز الجليد والوهم والخوف ورهبة العودة، أما الهدف الثاني فكان لعرض العناصر المحفزة والضرورية لإعادة توطين الصناعة السورية، ولكن للأسف فإن السادة الوزراء المعنيين الذين قابلناهم ( مستثنين رئيس الوزراء) كانت أجوبتهم وطروحاتهم ومواقفهم، أقرب إلى المجاملات وقناعاتهم أبعد من الرغبة الحقيقية بضرورة قيام حوار جدي بناء، فنجح الهدف الأول من الزيارة وفشل الهدف الثاني منها.
ومن المؤسف أنه حتى اليوم لا نجد الاهتمام الرسمي الحقيقي بهذا الأمر من خلال عدم وجود أي محاولة لفتح أقنية للحوار والتواصل، تاركين رجال الأعمال السوريين في الخارج عرضة للتهجم عليهم من قبل عدد من رجال الأعمال السوريين المقيمين في سورية.
وهنا يضيف رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر: إن ما أقامه السوريون في الخارج من مصانع ما هي إلا فروع لما هو قائم لهم أصلاً من مصانع في سورية، ولكنها إما دمرت أو مازالت قائمة ولكن لا تسمح لها الظروف المتاحة الأمنية من العمل، أو أنها مازالت تعمل وخاصة الموجود منها في دمشق، ولذلك فإن الصناعيين السوريين في مصر لهم مطلب رئيسي من الجانب الحكومي السوري بأن يكون الاهتمام رسمياً وحقيقياً بإعادة توطين صناعتهم من خلال تشكيل هيكلية مؤسسية فاعلة وليس شكلية تتواصل وتتحاور معهم، واعتبارهم جزءاً أساسياً من المكون السوري، بحيث تكون هيكلية ليس مدخلها وزارة المصالحة كونهم غير مدانين أو بحاجة لتسوية أوضاعهم، وخارج وزارة المغتربين لكونهم بعيدين عن صفة حالة الاغتراب.
مشدداً على أنهم ملتزمون كغيرهم من الصناعيين في سورية بتسديد جميع الالتزامات المترتبة عليهم، حيث إن الصناعيين السوريين في مصر خرجوا أصلاً بسبب ظروف الأزمة الأمنية، وبالتالي هم كأي صناعي سوري مازال مقيماً في سورية، من كان منهم عليه قروض أو مطالبات ضريبية أو أي التزامات أخرى، فمن الواجب عليه حلها تحت سقف القانون السوري.