سورية

واشنطن تريد «ابتعاد النظام» عن مسرح عمليات «التحالف» … بعد تقويتها سلاح الجو السوري.. موسكو تقترح ضم دمشق إلى اتفاق «عدم التصادم»

| وكالات

في سياق المفاوضات الدائرة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الوضع في سورية، اقترحت وزارة الدفاع الروسية إشراك الجيش العربي السوري في اتفاق أمن التحليقات الروسي الأميركي الشهير بـ«عدم التصادم»، وعزت الوزارة اقتراحها إلى زيادة قوات سلاح الجو التابع للجيش العربي السوري مؤخراً وتكثيف طلعاته الجوية لاستهداف مواقع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
وأفاد مصدر دبلوماسي روسي، بحسب صحيفة «إيزفيستا» الروسية، أن موسكو اقترحت إنشاء آلية لتجنب وقوع حوادث بين الطيران الحربي السوري والقوات الجوية الأميركية في المنطقة، وإشراك دمشق في الاتفاق الروسي الأميركي للتنسيق في سورية. وتوصل الجانبان الروسي والأميركي إلى اتفاق عدم التصادم في تشرين الأول من العام الماضي، والذي يحدد إجراءات السلامة في الأجواء السورية لكل من الطائرات الروسية وطائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في سورية والعراق ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصدرها في الأوساط الدبلوماسية العسكرية الروسية، وفقاً للموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن وزارة الدفاع الروسية تقدمت بهذه المبادرة نتيجة «ازدياد نشاط الطيران الحربي السوري، بشكل كبير بعد تسلم دمشق قاذفات من نوع «سوخوي – 24 أم2» وإعادة طائرات أخرى (من سلاح الجو السوري إلى سورية) بعد صيانتها» في روسيا، وأشارت إلى أن هذه الطائرات «لعبت دوراً كبيراً في معارك حلب، وتستخدم للقيام بتنفيذ مهمات قتالية في مناطق البلاد». ونبهت «إيزفيستا» إلى أن زيادة عدد طلعات الطائرات الحربية السورية تهدد بوقوع حوادث، لأن السوريين لا يملكون قناة اتصال مع الأميركيين تشابه تلك القناة التي يملكها الجانب الروسي. وقبل أيام، تحدث الأميركيون عن حادث وقع يوم الجمعة بين الطائرات السورية والأميركية في أجواء مدينة الحسكة.
وأضافت الصحيفة: إن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري سيبحثان الاقتراح الروسي أثناء اجتماعهما في جنيف يومي الجمعة والسبت المقبلين.
في واشنطن، دعت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، «النظام» السوري إلى البقاء بعيداً عن «قوات التحالف» ومسارح عملياتها، التي تقاتل تنظيم داعش، وتعهدت بإرسال الطائرات للدفاع عن تلك القوات.
وفي معرض إجابته على أسئلة للصحفيين بخصوص إرسال التحالف طائراته دفاعاً عن «وحدات حماية الشعب» خلال المعارك التي اشتعلت مع الجيش السوري وحلفائه في مدينة الحسكة، قال المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك: «سنواصل حماية قوات التحالف في سورية، وأثبتنا ذلك الأسبوع الماضي»، وأضاف محذراً من أن واشنطن ستستخدم قواتها الجوية من أجل «حماية قوات التحالف بعمليات مشتركة مع (حماية الشعب) إن لزم الأمر».
واعتبر كوك في مؤتمره الصحفي حسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن بلاده تمتلك حق حماية تلك القوات في حال واجهت تهديدات شمالي سورية، لافتاً إلى الدعوة التي وجهتها بلاده لقوات النظام السوري للابتعاد عن مدينتي الحسكة ومنبج، لكنه بين أن ذلك «ليس فرض حظر جوي فوق تلك المناطق»، وأضاف: «إذا ابتعد النظام عن مناطق وجود قوات التحالف فإن ذلك سيكون من الحكمة»، كما وجه تحذيراً للروس قائلاً: «إذا هددت الطائرات الروسية القوات الأميركية، فلدينا الحق في الدفاع عن قواتنا».
وفي معرض رده على سؤال حول ما يقصده بـ«قوات التحالف»، وإذا ما كان المقصود به «حزب الاتحاد الديمقراطي» الذي تتبع له «وحدات حماية الشعب»، قال كوك: «نقطة تركيزنا هي داعش، ومن يحارب داعش ويشاركنا سينال دعم الولايات المتحدة»، في تصريح دبلوماسي يشير إلى دعم واشنطن للحزب الذي تعتبره أنقرة امتداداً سورياً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. لكن المسؤول العسكري الأميركي حصر الدعم بـ«حماية الشعب» في قتال داعش وتأمين القوات.
ونشرت واشنطن 300 عنصر من قواتها الخاصة في مناطق من شمال سورية واقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية التي تشكل «حماية الشعب» عمودها الفقري. ومن تلك المناطق رميلان وعين العرب وسد الفرات والشدادي والحسكة. كما أرسلت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا عناصر من قواتها الخاصة إلى شمال وشرق سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن