سورية

مع انطلاق المرحلة الثالثة للسيطرة على الباب … المستشارون الأميركيون يشقون صفوف «درع الفرات»

| حلب- الوطن

شقت ميليشيات «الجيش الحر»، التي تقاتل تحت إمرة الجيش التركي في ريف حلب الشمالي الشرقي، صفوف عملية «درع الفرات» مع انطلاق مرحلتها الثالثة لطرد تنظيم داعش من مدينة الباب بسبب خلاف فصائلها حول المشاركة في العملية إلى جانب المستشارين العسكريين من القوات الخاصة الأميركية الذين استقدمتهم أنقرة إلى المنطقة لتنسيق الضربات الجوية.
وأوضح مصدر معارض مقرب من ميليشيا «الجبهة الشامية»، التي تشارك مع ميليشيات أخرى مسلحة في «درع الفرات»، لـ«الوطن»، أنها وافقت مع «فيلق الشام» أمس على المشاركة في معركة الباب بعد تدخل أنقرة في شكل مباشر على خط إقناع الميليشيات بقبول وجود المستشارين الأميركيين والقتال تحت إمرة قائد المهام الخاصة التركية التي تقود الميليشيات بمساندة من المدفعية وسلاح الجو التركي ومقاتلات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وبيّن المصدر أن ميليشيا «أحرار الشرقية» التابعة لـ«الحر» ظلت على موقفها ورفضت قدوم الجنود الأميركيين والقتال معهم بعد اجتماع بين ميليشيات «الحر» والجانب التركي لحسم الأمر على الرغم من تعهد الأتراك بأن تقتصر تحركات الأميركيين على أوامر يصدرها القائد التركي.
وكانت «أحرار الشرقية» طردت طلائع المستشارين العسكريين الأميركيين وعددهم 7 مستشارين من بلدة الراعي الحدودية مع حلب بعد دخولهم الأراضي السورية، وقال مصدر ميداني مقرب من الميليشيا لـ«الوطن»: إن مسلحيها أذلوا الأميركيين وعاملوهم بطريقة مهينة قبل طردهم إلى الحدود.
وتأتي مشاركة القوات الخاصة الأميركية بـ40 مستشاراً عسكرياً في المرحلة الثالثة من «درع الفرات» استجابة لطلب الجيش التركي لمرافقة قواته والميليشيات المسلحة المشاركة في العملية انطلاقاً من جرابلس والراعي على اعتبار أن واشنطن لديها مستشارون عسكريون يساندون الأكراد شرقي سورية.
ومن شأن استمرار الخلافات بين أنقرة والميليشيات المسلحة المحسوبة عليها بشأن العسكريين الأميركيين أن يؤخر ويعيق انطلاق المرحلة الثالثة من «درع الفرات» للسيطرة على مدينة الباب أهم معقل متبق لداعش في ريف حلب الشمالي الشرقي بعد السيطرة على مدينة جرابلس وبلدة الراعي خلال العملية التي انطلقت في 24 الشهر الفائت حيث انسحب التنظيم من دون قتال، ما أكد شكوك المراقبين حول تبعيته للحكومة التركية.
وتستهدف «درع الفرات» طرد داعش و«قوات سورية الديمقراطية»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية معظم تشكيلتها، من الحدود التركية وأسفرت المرحلتان الأولى والثانية من العملية عن السيطرة على قطاع الشريط الحدودي بطول 90 كيلو متراً بين جرابلس والراعي أما الهدف المعلن من العملية فهو منع وصل المناطق التي يسيطر عليها الكرد (الجزيرة وعين العرب وعفرين) بعضها ببعضها الآخر، وهي نجحت في فصل الأخيرتين لمنع قيام دولة كردية على الحدود الجنوبية لتركيا.
وبدأت «درع الفرات» بمرحلتها الحالية الجمعة الفائتة بغارات جوية تركية على مواقع داعش في الباب ودك عنيف أمس من المدفعية التركية المتمركزة في المناطقة المسيطر عليها جنوب وجنوب غرب جرابلس وجنوب شرق الراعي التي انطلق منها 500 جندي من قوات المهام الخاصة التركية و1500 مسلح من «الحر» باتجاه مدينة الباب للسيطرة عليها.
ولا يزال الخلاف مستفحلاً بين واشنطن وأنقرة حول انسحاب «الديمقراطية» من مدينة منبج التي استحوذت عليها من التنظيم ومن مواقعها شرق الفرات إلى غربه بعد تعهد الأولى للأخيرة بذلك من دون أن يفي الأكراد بوعدهم إلى الآن غير أن موافقة أنقرة على المشاركة في عملية الهيمنة على الرقة ومساندة «حماية الشعب» قد تبدل التفاهمات بين العاصمتين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن