سورية

رواية عن توافق تركي أميركي يبقي «حماية الشعب» خارج الرقة … تركيا تتراجع عن خرق الأجواء السورية.. و«الديمقراطية» تتقدم شمال حلب على حساب داعش

| الوطن – وكالات

أثمر تهديد دمشق وحلفائها لتركيا والذي ترافق مع استهداف حوامة لميليشيات مدعومة من أنقرة في منطقة أخترين شمال حلب، عن تراجع الطائرات التركية عن خرق الأجواء السورية، ما أدى إلى تباطؤ عملية «درع الفرات» التركية وتحقيق «وحدات حماية الشعب» الكردية تقدماً في عملياتها ضد المسلحين المدعومين تركياً وكذلك في مواجهة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
في غضون ذلك، تحدثت مصادر أوروبية عن «توافق تركي وأميركي» يقضي بقبول أنقرة مشاركة «وحدات حماية الشعب» في محاصرة وعزل تنظيم داعش في الرقة من دون السماح لها بدخول المدينة.
وأواخر الأسبوع الماضي، حذر قائد العمليات الميدانية للقوات السورية، خلال جولة على جبهات القتال في شمال حلب من أي تقدم تركي سيتم التعامل معه «بحزم وقوة»، منبهاً إلى أن ذلك سيمثل «تجاوزاً للخطوط الحمر». وأتى التحذير بعد ساعات من إعلان الجيش التركي أن طائرة هليكوبتر «يفترض» أنها تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على مسلحي ميليشيات «الجيش الحر» المدعومة من أنقرة ضمن عملية «درع الفرات»، في قرية قرب بلدة أخترين التي تقع على بعد 5 كيلومترات جنوب شرقي دابق.
ومطلع الأسبوع الماضي، اعتبرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها قبل أيام وجود القوات التركية على الأراضي السورية تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للسيادة السورية. وحذرت من أن الجيش السوري سيسقط أي طائرات عسكرية تركية تدخل المجال الجوي السوري.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر أمني سوري تأكيده أن الطيران التركي حاول خرق المجال الجوي السوري، لكنه تراجع بعد تلقي تحذيرات من القوات السورية والروسية. وجاء الموقف السوري بعد أيام من استهداف الطائرات التركية لمواقع «وحدات حماية الشعب» في منطقة عفرين والذي ترافق مع اجتياح دبابات ومدرعات تركية للأراضي السورية ووصولها إلى بلدتي الراعي ومارع. ونفذت هذه الآليات عمليات قصف على مواقع وحدات حماية الشعب في منطقة تل رفعت دعماً لمليشيات «الجيش الحر». واندلعت الاشتباكات بين الجانبين في محاولة من القوات المدعومة تركياً، لإيقاف تقدم «الوحدات» على حساب داعش انطلاقاً من تل رفعت باتجاه مدينة الباب.
وتصر تركيا على أن القوات المدعومة من قبلها، لا عناصر «حماية الشعب»، هي من يجب أن تقوم بتحرير الباب من داعش، وصولاً لاحقاً إلى تطهير منبج من أولئك العناصر ولاحقاً الرقة.
ومع تراجع أنقرة وتباطؤ عملية «درع الفرات»، حققت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تشكل «حماية الشعب» عمادها، تقدماً على حساب داعش في معارك ريف حلب الشمالي، حيث سيطرت على نحو 9 مزارع وقرى بالقرب من قرية الوحشية.
من جهة اخرى، بدا أن الكباش التركي الأميركي حول الرقة، قد شارف على نهايته، مع تسليم أنقرة بالخطط الأميركية للعمليات العسكرية حول المدينة، بعد تلقي ضمانات من واشنطن بشأن دور «حماية الشعب».
وأكّد مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك، أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين باراك أوباما ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، كان «مثمراً وبنّاءً»، مبيناً أن الرئيسين تباحثا في كيفية التعاون للقضاء على داعش. وأوضح ماكغورك في مؤتمر صحفي عقده خلال زيارته إلى إيطاليا، أن بلاده تتعاون بشكل كبير مع تركيا في مكافحة المنظمات الإرهابية الناشطة في منطقة الشرق الأوسط، وأنّ لتركيا فضلاً كبيراً في توجيه ضربات قاضية لداعش في سورية.
وعن عملية «درع الفرات» التي بدأت قبل شهرين بدعم تركي لقوات الجيش السوري الحر، قال ماكغور إن بلاده تؤيّد هذه العملية التي ساهمت بشكل كبير في إبعاد العناصر الإرهابية عن الحدود التركية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وفّرت الدعم الجوي اللازم لتقدّم قوات المعارضة.
كما تطرق ماكغورك إلى العملية العسكرية المرتقبة ضدّ تنظيم داعش في معقله الأساسي بسورية الرقة، مبيناً أن العمل جارٍ مع الأتراك لرسم خطة حول تحرير المدينة من التنظيم، نافياً في الوقت ذاته ادعاءات بعض الأطراف حيال بطء رسم هذه الخطة.
وكان أردوغان قد دعا الأميركيين بعد الاتصال الهاتفي مع أوباما، إلى التوجه معاً لتطهير الرقة من داعش، وأكد رغبة بلاده في التوجه جنوبًا نحو مدينة الباب، ومنها إلى منبج فالرقة، مبيناً أنه أبلغ الرئيس الأميركي أن تركيا «ستتخذ خطوات في هذا الإطار»، مشدداً على أن بلاده لن تحتاج إلى مشاركة وحدات حماية الشعب في عملية الرقة، وأنها لن تشارك إذا ما شاركت تلك القوات.
وفيما بدا أنه رد على هذه التصريحات، أعرب قائد قوات التحالف الدولي ضد داعش الجنرال ستيفن تاونسند عن أمله في إطلاق عملية عسكرية خلال وقت «قريب جدًّا» للسيطرة على مدينة الرقة، مشيراً إلى أن «قوات سورية الديمقراطية»، مستعدة للمشاركة في هذه العملية.
ونقلت وكالة «آكي» للأنباء عن مصادر دبلوماسية أوروبية: أن «حماية الشعب»، «ستشارك في محاصرة مدينة الرقة، لكنه غير مسموح لها أن تدخلها»، متحدثةً عن وجود «توافق أميركيّ تركيّ على عدم دخول «وحدات حماية الشعب» ضمن نطاق مدينة الرقة لا خلال المعارك ولا بعدها»، مبينةً أن الأميركيين سيسعون إلى «الاستفادة من مقاتلي هذه «الوحدات» لمحاصرة المدينة من جهات محددة، حتى يسهل أمر السيطرة عليها، ولن يكون هناك أي حضور عسكري لها لا حول المدينة ولا داخلها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن