الجيش يتقدم في الشيخ سعيد بوابة حلب الجنوبية
| حلب – الوطن
فتح الجيش العربي السوري جبهة الشيخ سعيد التي تشكل بوابة حلب الجنوبية وحقق تقدماً فيها أمس في منطقة شركة الإسكان إلا أن الاشتباكات ما زالت جارية حتى تحرير الخبر مساء أمس وسط معارك كر وفر مع المسلحين.
وبيّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري بمؤازرة حلفائه خاض اشتباكات عنيفة طوال أمس مع المسلحين على طول خطوط تماس منطقة الشيخ سعيد أقصى جنوب حلب والتي تشكل أهم جبهات المدينة نظراً لأنها تشكل مدخلاً لأحياء جنوب المدينة وخط الدفاع الأول عنها، وأشار إلى أن الجيش تمكن صباحاً من السيطرة على شركة الإسكان وأتستراد الشيخ سعيد الحيوي الذي يصل بين مطار حلب الدولي ومنطقة الراموسة ودارت عقب ذلك اشتباكات ضارية مع المسلحين بعد استقدامهم تعزيزات إضافية لتتسم المعارك بالكر تارة وبالفر تارة أخرى. وأضاف المصدر: إن الجيش استخدم في هجومه الأسلحة المتوسطة والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ التي دكت نقاط تمركز وتجمعات جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حالياً) والتي عززت مواقعها بمقاتلين جدد استقدمتهم من جبهات أخرى من المدينة لوقف زحف الجيش العربي السوري العازم على تطهير المنطقة نظراً لأهميتها الإستراتيجية.
ولفت إلى أن قتلى المسلحين فاق 40 قتيلاً معظمهم من «النصرة» وبينهم قياديون ميدانيون مثل الملقب بـ«أبي الحارث» إضافة إلى عشرات الجرحى وسط انهيار في صفوف ومعنويات المسلحين وارتفاع صيحاتهم بطلب النجدة. وأكد المصدر أن الجيش عازم على تحقيق اختراق كبير في جبهة الشيخ سعيد الحيوية وتحقيق مخططه بفتح البوابة الجنوبية للمدينة أمام تقدم وحداته.
وبسيطرة الجيش على الشيخ سعيد يغدو بإمكانه مد نفوذه إلى حي السكري المجاور الذي يصبح ساقط نارياً والتقدم باتجاه حي العامرية المجاور للسكري لتأمين مدخل طريق خناصر من جهة المدينة عند مستديرة الراموسة التي يطولها رصاص القنص بين الحين والآخر.
وتتصل منطقة الشيخ سعيد بحي الصالحين من جهة وبحارة الشحادين فمنطقة جسر الحج من جهة ثانية، وفي حال الهيمنة عليها تقسم أحياء جنوب حلب إلى مربعات أمنية يسهل التعامل معها وفرض تسويات أو مصالحات وطنية على مسلحيها أو استسلامهم للجيش.
كما اشتبك الجيش مع مسلحي شرقي المدينة وأوقع خسائر كبيرة في صفوفهم على جبهات مساكن هنانو والحيدرية والإنذارات ومستديرة بعيدين الساقطة نارياً، واستطاع تثبيت نقاطه في معظم أرض الحمرا وجبل بدرو بعد أن هيمن على تلة الزهور ومعامل الشيخ نجار القديمة والمقبرة الإسلامية الحديثة في محيط منطقة النقارين ونقل معاركه إلى السكن الشبابي في المعصرانية وإلى مساكن هنانو التي أحرز تقدماً في محيطها وفي أطرافها.
بالتزامن، ألقى الجيش العربي السوري أمس منشورات فوق مناطق سيطرة المسلحين شرقي المدينة دعاهم فيها إلى تسوية أوضاعهم أو الانسحاب مع أسلحتهم الفردية. ودعت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة المسلحين إلى إزالة الألغام من المعابر التي حددتها الدولة والسماح لمن يرغب من المواطنين في المغادرة وعدم اتخاذهم رهائن ودروعاً بشرية. كما دعت القيادة المسلحين إلى فتح المستودعات التموينية وتوزيع المواد الغذائية لمستحقيها. وشددت على الأهالي بتجنب الخروج إلى الشوارع إلا عند الضرورة الملحة والابتعاد عن أماكن وجود المسلحين مع تأكيد حرصها الشديد على أمن وسلامة المواطنين.
وجددت دعوتها بالسماح للجرحى والمرضى بالخروج من أحياء حلب شرقية من المعابر المحددة سابقاً.