البدء بتنفيذ تسويتي «التل» و«خان الشيح».. وفي جنوب دمشق لم تنضج بعد
بدأت صباح أمس عملية تنفيذ اتفاق التسوية في مدينة التل بريف دمشق الشمالي ومخيم خان الشيح بريف العاصمة الغربي بين الجهات المختصة وممثلين عن الميليشيات المسلحة، بعدما تم التوصل إلى اتفاقي تسوية فيهما، يقضي بخروج المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم، وتسوية أوضاع من يرغب في حين تأجل خروج المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم من خان الشيح إلى إدلب لأسباب لوجستية.
وفي تصريح لـ«الوطن» قالت مصادر وثيقة الإطلاع «بدأت صباح اليوم عملية تسليم الأسلحة من قبل المسلحين، وتسوية الأوضاع وأن 15 شخصاً تمت تسوية أوضاعهم»، بعد أن أشارت إلى أن الاتفاق «تم التوصل إليه ليل الجمعة – السبت».
وأوضحت المصادر أن الاتفاق يتضمن «خروج كافة المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم بسلاحهم الفردي إلى المناطق التي يرغبون بها وتسليم كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ليتم تسوية أوضاع كافة المسلحين الراغبين في البقاء في المدينة، إضافة إلى تسوية أوضاع كافة المطلوبين من نساء ورجال من منطقة التل».
وذكرت المصادر أن الاتفاق يتضمن أيضاً تسوية أوضاع كافة المتخلفين عن الخدمة الإلزامية لدى شعب تجنيدهم خلال ستة أشهر والتحاقهم بالجيش، وتسوية أوضاع الفارين أيضاً والتحاقهم بوحداتهم أسوة بالمتخلفين، لافتة إلى أن «أي منشق ظهر على الإعلام وأعلن انشقاقه يسوى وضعه ولا يعاد إلى الخدمة».
وأشارت المصادر إلى أن «ملف الموقوفين يتم التعامل معه حسب الأنظمة والقوانين المرعية» وفق ما نص الاتفاق.
وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق ينص على «تشكيل لجنة من 200 شخص من الأهالي ولجان المصالحة وممن تمت تسوية أوضاعهم من دون سلاح، ويتم اختيارهم من الأهالي بهدف تأمين حماية المدينة بإشراف الجهات المختصة، وعدم دخول عناصر الجيش العربي السوري إلى المدينة إلا بالتنسيق والتعاون مع اللجنة المشكلة للتفتيش على السلاح والذخيرة.
وتضمن الاتفاق «فتح طريق دمشق – التل وتسهيل دخول كافة المواد الغذائية وغيرها إلى المدينة، وكذلك فتح طريق منين – التل».
وفي وقت سابق وفي تصريح لـ«الوطن»، قالت مصادر في لجنة المصالحة في مدينة التل: «إن اللجنة تبذل جهوداً حثيثة من خلال التواصل مع الميليشيات المسلحة المتواجدة في المدينة من أجل إنجاز اتفاق مصالحة شامل مع الجهات المختصة في الدولة يعيد سلطة الدولة والأمن والاستقرار للمدينة». وبعد أن لفتت المصادر حينها إلى أن عدد الميليشيات المسلحة نحو 10 ميليشيات تعد ما بين 600 إلى 700 مسلح، كشفت عن أن الدواعش تم طردهم من المدينة، في حين غيرت «جبهة النصرة» اسمها إلى «شهداء منطقة التل».
ويتحصن المسلحون في المنطقة الغربية من المدينة، في حين لا تشهد المدينة أي مظاهر مسلحة.
وأغلقت السلطات المعنية طريق معربا- التل من ناحية دمشق في 23 تموز الماضي إثر حادثة اعتداء على عنصر أمن في المدينة من مسلحين ما أدى إلى استشهاده. وفي التل ما بين 850 ألفاً إلى مليون نسمة أغلبيتهم العظمى من المهجرين من مناطق ساخنة في ريف العاصمة، وأما عدد السكان الأصليين حالياً في المدينة فلا يتجاوز الـ30 ألف نسمة.
وبعد أربعة أيام من المفاوضات بين الجهات المختصة وممثلين عن مسلحي مخيم خان الشيح في ريف دمشق الغربي تم الخميس الماضي التوصل إلى اتفاق نهائي، على خروج المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم من المنطقة باتجاه مدينة إدلب.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد: «الاتفاق بنسخته الأخيرة كان يوم الخميس على أن يبدأ التنفيذ السبت».
وأوضح عبد المجيد، أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أنه «من المفترض أن يبدأ اليوم (السبت) الانسحاب وينتهي خلال ثلاثة أيام»، موضحاً أن «الانسحاب تأخر اليوم (السبت) بسبب قضايا لوجستية».
وذكر عبد المجيد، أنه «قدمت قوائم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.. وبدأ تسليمها اليوم (السبت)، وسيخرج بحدود 2000 بين مسلح وعائلاتهم»، وأكد أن «الانسحاب وبشكل نهائي سيتم خلال اليومين القادمين».
والأربعاء الماضي، أكد عبد المجيد لـ»الوطن»، أن المفاوضات مستمرة بين السلطات الرسمية وممثلي المسلحين ووجهاء من مخيم خان الشيح، موضحاً أن وجهاء من قرى مجاورة «ومنهم من زاكية» يشاركون فيه، ولافتاً إلى أن المحادثات تتم وسط هدنة مستمرة لليوم الرابع على التوالي.
وذكر عبد المجيد، أن المزارع المحيطة بالمخيم فارغة إلا من المسلحين وعائلاتهم، أما داخل المخيم فيعيش نحو 10 آلاف 95 بالمئة منهم هم من اللاجئين الفلسطينيين.
وفي وقت سابق بين عبد المجيد لـ«الوطن»، أن عدد المسلحين داخل المخيم لا يتجاوز العشرات، ومنهم كوادر من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وطالب قسم منهم بالتوجه إلى درعا وآخرون بالتوجه إلى إدلب، على أن يتم في المقابل السماح بإدخال المساعدات إلى المخيم.
وذكر عبد المجيد في تصريحه أمس أنه «لا جديد» حول الوضع فيما يتعلق بمخيم اليرموك والحجر الأسود وحي التضامن بجنوب دمشق، وكذلك بالنسبة لبلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، سوى مزيد من الضغط يمارسه الأهالي على المسلحين في البلدات الثلاث لانجاز المصالحة بصورتها الأخيرة، معتبراً أن «الأمور لم تنضج بعد».