الجيش وحلفاؤه يستعيدون 25 قرية على طريق الباب.. وأنقرة أوفدت إلى طهران … المقداد: على تركيا سحب قواتها من الأراضي السورية فوراً
| وكالات
دعا نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تركيا لسحب قواتها من الأراضي السورية «فوراً»، في وقت وصل فيه وفد تركي سياسي استخباراتي إلى طهران من أجل بحث الوضع حول مدينة الباب بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع تأكيد أنقرة أن عملية «درع الفرات» لن تتقدم صوب مدينة حلب.
وأكد المقداد أن النظام التركي مسؤول عن التوتر في المنطقة وفي علاقات تركيا مع العراق وسورية، مشدداً في تصريح نقله موقع قناة «الميادين» بأن «على تركيا سحب قواتها من الأراضي السورية فوراً، وأن الأوضاع لن تستقيم في المنطقة ما دامت تركيا تحتل أراضي سورية».
كما رأى المقداد أنه إذا كان على الأتراك أن يحتجوا يجب أن يحتجوا على أنفسهم من جهة ومن جهة أخرى فإن ما حدث هو داخل الأراضي العربية السورية، في إشارة اعتبرتها «الميادين» إلى احتجاج تركيا على مقتل وإصابة عدد من جنودها بالقرب من مدينة الباب السورية بعد يومين من إعلان هيئة الأركان التركية عن مقتل 3 جنود أتراك جراء قصف طائرات «يُعتقد» أنها سورية.
واستدعى التطور الدراماتيكي اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي عزاه بسقوط الجنود الأتراك.
كما أرسلت أنقرة وفداً سياسياً واستخباراتياً إلى طهران لاحتواء الأمر، لكن الرئيس حسن روحاني أبلغ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ورئيس الاستخبارات حقان فيدان ضرورة عدم زعزعة «الاستقرار» في المنطقة، مؤكداً أنه إذا وقفت القوى الإقليمية إلى جانب بعضها البعض، فإن أزمتي العراق وسورية ستحلان من دون الحاجة لقوى خارجية.
ورأى جاويش أوغلو أن لإيران دوراً بناء ومهماً في القضايا الدولية وإقرار السلام ومحاربة الإرهاب في المنطقة، معتبراً أن الحفاظ على وحدة أراضي العراق وسورية ووحدتهما الوطنية «يصب في مصلحة إيران وتركيا».
ولم تتطرق التصريحات الرسمية التركية أو الإيرانية إلى حادثة استهداف الجنود الأتراك.
وبالترافق مع الاتصالات التركية الروسية الإيرانية، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن عملية «درع الفرات» لا تستهدف التقدم نحو حلب، وذكر في حديث تلفزيوني أن استهداف الجنود الأتراك، «لن يغير رأينا بشأن هدفنا» في سورية، وأضاف موضحاً أن تركيا تريد القضاء على تنظيم داعش في شمال سورية، فضلاً عن منع «بيدا» (حزب الاتحاد الديمقراطي) من وصل «كانتوناته» ببعضها، لتشكل وحدة جغرافية مترابطة.
ميدانياً وفي تطور من شأنه أن يغير المعطيات بشأن معركة الباب، تمكنت قوات الجيش العربي السوري وحلفائه من انتزاع السيطرة على مساحة تزيد على 120 كيلومتراً مربعاً في ريف حلب الشمالي الشرقي من قبضة داعش، تشمل 25 قرية ومزرعة منها تل شعير والمزارع المحيطة بها والطعانة وحريصة والوردية وجوبة والمزارع القريبة منها، حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر قيادي ميداني، أوضح أن التقدم جرى في محيط مدرسة المشاة.
وشن القائد الميداني هجوماً حاداً على عملية «درع الفرات» وسمّى المجموعات المنضوية تحت لوائها بالإرهابية، وقال: إن «المجموعات الإرهابية المدعومة من تركيا التي تدعي قتال داعش على اتجاه شمال شرق الباب منذ 3 أشهر لا تريد قتال داعش في حين استطاع الجيش السوري والقوات الرديفة والصديقة دحر إرهابيي داعش من كامل هذه المنطقة خلال 15 يوماً».
وذكر موقع «الميادين» أن الجيش العربي السوري يوفر الدعم لمقاتلين عرب وأكراد في منطقة الباب من أجل التصدي للتقدم التركي.