عربي ودولي

التطورات السياسية والاقتصادية وتراجع دور «زعامة واشنطن» تدعو للتفكير بمستقبل صعب ومظلم … الاستخبارات الأميركية: إدارة ترامب ستواجه تزايد خطر النزاعات الدولية

حذرت الاستخبارات الأميركية في تقرير من أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستواجه تزايد خطر حصول نزاعات دولية وتراجع القيم الديمقراطية بصورة لا مثيل لها منذ انتهاء الحرب الباردة.
وقال مجلس الاستخبارات الوطنية في تقريره: إن التطورات السياسية والاقتصادية والتغير التكنولوجي، يضاف إليها تراجع نسبي للزعامة الأميركية في العالم، عوامل «تدعو للتفكير لمستقبل مظلم وصعب».
وأضاف التقرير وعنوانه: «التوجهات العالمية: مفارقة التقدم» أن «السنوات الخمس المقبلة ستشهد صعوداً للتوترات داخل وبين الدول».
وحذر التقرير من أنه «أكان ذلك للأفضل أم للأسوأ فإن المشهد الدولي الطالع يدفع عصر الهيمنة الأميركية، بعد الحرب الباردة، إلى نهايته».
ومجلس الاستخبارات الوطنية هو مركز أبحاث يتبع لسلطة مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الذي ينسق أنشطة جميع وكالات الاستخبارات الأميركية وعددها 17 وكالة. ويعد المجلس هذا النوع من التقارير مرة كل أربع سنوات أي مدة الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة.
وفي تقريره لهذه السنة يرسم المجلس صورة سوداوية للتحديات التي تواجه الإدارة المقبلة: فروقات شاسعة في المداخيل، تنقلات ديموغرافية، تأثير التغير المناخي واشتداد النزاعات.
وحذر التقرير من أن هذا المناخ «يزيد من صعوبة حصول تعاون دولي والحكم كما يشاء المواطنون».
أما فيما يخص النموذج الليبرالي الطاغي حالياً على أنظمة الحكم في الدول الغربية فإن التقرير يحذر من أن هذا النموذج يواجه خطر صعود التيار الشعبوي حول العالم أجمع، سواء أكانت الشعبوية من جهة اليمين أو من جهة اليسار.
وتوقع التقرير أن «الشعوب ستطالب الحكومات بتوفير الأمن والازدهار ولكن جمود المداخيل وانعدام الثقة والاستقطاب وقائمة من التحديات الناشئة ستؤدي إلى كبح أدائها».
ويرث الرئيس المنتخب الذي يتولى مهام منصبه في 20 كانون الثاني الجاري من إدارة باراك أوباما عدداً من الملفات الدولية الملتهبة.
وحذر التقرير من أنه «سيكون أمراً مغرياً محاولة فرض النظام في هذه الفوضى الظاهرة… ولكن هذا الأمر ستكون كلفته باهظة على المدى القصير و(هذه الإستراتيجية) ستكون محكومة بالفشل على المدى البعيد».
إلى ذلك عين الرئيس الأميركي المنتخب صهره جاريد كوشنر المقاول والناشر المتزوج من ابنته الوحيدة إيفانكا، مستشارا كبيراً في البيت الأبيض فيما يبدأ مجلس الشيوخ جلسات الاستماع لتثبيت التعيينات في الإدارة الجديدة.
وصدر بيان عن ترامب بهذا التعيين بعد ساعات من قيام وسائل الإعلام بنشره بعد أن تكهنت لأسابيع حول دور رجل الأعمال الشاب (36 عاماً) في البيت الأبيض ولاسيما أنه واصل تعزيز نفوذه في الأشهر الماضية.
وقال ترامب في بيانه: إن كوشنر الذي لن يتقاضى أي راتب طيلة فترة توليه هذا المنصب «نجح بشكل هائل في الأعمال كما في السياسة»، مؤكداً أن «جاريد قام بدور هائل وكان مستشاراً موثوقاً به طوال الحملة (الانتخابية) والمرحلة الانتقالية وأنا فخور بأنه سيتولى دوراً قيادياً في إدارتي».
وأضاف: «سيكون ذا قيمة هائلة في فريقي لإطلاق ووضع برنامجي الطموح موضع التنفيذ».
من جهته قال كوشنر في البيان «يشرفني أن أخدم بلدي».
وإذا كان تعيين كوشنر لا يتطلب موافقة الكونغرس، فإن أعضاء الإدارة المقبلة يجب أن ينالوا ثقة البرلمانيين وخصوصاً أعضاء مجلس الشيوخ.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن نفوذ كوشنر قوي لدرجة أن الفريق الانتقالي لترامب طلب من إدارة أوباما أن تعرض عليه كل مسائل السياسة الخارجية التي يجب طرحها على الرئيس الجديد. وقال ترامب للصحيفة في تشرين الثاني: إن كوشنر وهو يهودي متدين يملك ما يكفي من المؤهلات التي تخوله المساهمة «في صنع السلام في الشرق الأوسط».
من جهة أخرى أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية عن نجاح تجربة إطلاق سرب يضم 103 طائرات مسيرة صغيرة قد تمكن البنتاغون قريباً من استخدام هذا السلاح المتطور الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في وجه خصوم محتملين.
ويشكل تطوير أسلحة جديدة تعتمد على أنظمة تسيير ذاتية خطوة مهمة أمكن تحقيقها من خلال تطوير برامج الذكاء الاصطناعي التي تفسح في المجال أمام تحكم البشر بأسراب من الروبوتات الصغيرة.
ويضع المخططون الإستراتيجيون العسكريون آمالاً كبيرة على أسراب الطائرات المسيرة الصغيرة التي يمكن أن يكون إنتاجها غير مكلف وقادرة على التغلب على دفاعات الخصوم بفضل أعدادها الكبيرة.
وقال البنتاغون في بيان: إن التجربة وهي الأكبر على سرب من الطائرات الصغيرة المسيرة جرت في كاليفورنيا في تشرين الأول وشملت 103 طائرات «برديكس» صغيرة بطول نحو 16 سنتمتراً أطلقت من ثلاث طائرات فانتوم إف إيه 18.
وأضاف: إن الطائرات المسيرة تصرفت كسرب لجهة «اتخاذ قرارات جماعية والتكيف للطيران كسرب والإصلاح الذاتي».
وقال مدير مكتب القدرات الإستراتيجية لدى البنتاغون وليام روبر في البيان: إن «طائرات برديكس المسيرة ليست مبرمجة مسبقاً كوحدات فردية تتصرف بشكل منسق، وإنما كجسم جماعي يتشارك عقلاً واحداً لاتخاذ القرار والتكيف مع بعضها كما يفعل السرب في الطبيعة».
وانشأ وزير الدفاع آشتون كارتر المولع بالتكنولوجيا والأستاذ السابق في جامعة هارفارد مكتب القدرات الإستراتيجية عندما كان نائباً لوزير الدفاع في 2012.
والمكتب مكلف تسريع اعتماد التطورات التكنولوجية في مجال الدفاع وهو يسعى بشكل خاص إلى استخدام التكنولوجيا المنتشرة تجاريا مثل الطائرات المسيرة الصغيرة وبرامج الذكاء الاصطناعي في تصميم أسلحة حديثة.
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن