ماذا بعد الرؤية؟
| محمد حسين
بعيداً عن لغة المجاملات والنقّ الذي لا يقدم ولا يؤخر.. بعيداً عن لغة المدائح وتبويس اللحى.. بعيداً عن كل ذلك يمكننا القول ومن موقع المتابع إن زيارة رئيس الحكومة لطرطوس كانت ناجحة وبكل المقاييس ليس لجهة الأرقام وعدد الأيام التي قضاها بيننا فقط.. بل لجهة الآمال العريضة التي شقّت لنفسها طريقاً نحو «طرطوس» أفضل من جميع النواحي.. فأن يكون لدى هذه الحكومة «رؤية» لطرطوس، كما أعلن رئيسها في يومه الأول للزيارة، يعني أن القطار تم وضعه على السكة للسير نحو هدفه المنشود وهو ما انتظرناه طويلاً للإجابة عن سؤالنا القديم الجديد: أي طرطوس نريد.. سياحية أم زراعية أم صناعية أم هي خليط بين هذا وذاك؟!
ورغم أن هذه الرؤية لم يتم الإفصاح عنها أو معرفة تفاصيلها، إلا أن ما قام به رئيس الحكومة في أيامه الخمسة التي قضاها في طرطوس أظهرت بعض ملامح هذه الرؤية من الجانب الخدمي إلى السياحي والصناعي والزراعي، فهو دشن وافتتح منتجعاً سياحياً ومعملاً للصناعات الدوائية وحل مشكلة عقدتي طرطوس المتعثرتين ووضع حجر الأساس لتوسيع طريق طرطوس الدريكيش ولمناطق صناعية في بانياس والقدموس والدريكيش.
والأهم من كل ذلك أنه التقى واستمع من الأهالي وأسر الشهداء والجرحى في بانياس والقدموس والشيخ بدر وصافيتا والصفصافة وسهل عكار والدريكيش لمختلف القضايا التي تؤرقهم ووعد أو وجه بحلـّها.
ربما لم ينقص هذه الزيارة إلا الإعلان عن نية الحكومة إقامة قطار مدني في طرطوس وهو ما كنا ننتظره، ولكن وبملء الثقة يمكننا القول إن هذا الملف أصبح بأيدٍ أمينة، ولذلك يحق لنا أن نحلم بطرطوس أفضل كما يستحق أهلها لا كما يتوهم البعض ممن يعتقدون أن للحكومة عصاً سحرية تقلب الواقع بلمح البصر.