سورية

موسكو ترفض وضع «حظر الكيميائي» استنتاجات مبنية على فرضية محددة سابقاً

| وكالات

انتقدت موسكو مواقف سياسيين ودبلوماسيين غربيين تحدثوا عن استعمال أسلحة كيميائية في خان شيخون استناداً إلى مقطعي فيديو فقط لما يسمى رجال «الخوذ البيضاء»، وأعربت عن رفضها لقيام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بوضع استنتاجات حول الحادثة بما يتناسب مع فرضية محددة سابقاً.
مشددة على تساؤل العديد من الخبراء في الدول الغربية حول كيفية عمل هؤلاء الرجال دون استخدام بدلات خاصة في منطقة وقوع الهجوم الكيميائي.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان أمس بحسب وكالة «سانا» للأنباء: «مر أسبوعان على الحادثة التي زعمت استخدام السلاح الكيميائي في مدينة خان شيخون بريف إدلب ولم يتم حتى الآن تحديد منطقة فيها تعرضت للهجوم بسلاح كيميائي، حيث من المفترض إجلاء السكان المحليين منها».
وأضاف كوناشينكوف: إن «المدينة تعيش حياة عادية ولا توجد أي طلبات بشأن العلاج باستخدام أدوية خاصة مثل الترياق سواء من السكان أو ما يسمى المسعفين».
ولفت كوناشينكوف إلى أن المسؤولين الغربيين اتخذوا مواقف بناء على مقطعي فيديو نشرهما عناصر ما يسمى الخوذ البيضاء وباستثناء هذين المقطعين لم يظهر أي «بطل» من المسعفين أو أي ضحايا بعد ذلك في قنوات أميركية أو بريطانية أو أوروبية.
يشار إلى أن منظمة «الخوذ البيضاء» تصدرت في الآونة الأخيرة الإعلام الغربي وتقول عن نفسها إنها منظمة محايدة ومستقلة قوامها متطوعون لا يحظون بأي تمويل أجنبي، في حين تؤكد العديد من وسائل الإعلام الغربية المحايدة أن هذه المنظمة تم تمويلها بما يصل إلى 100 مليون دولار من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأوروبا ودول أخرى وهي تتعاون مع التنظيمات الإرهابية في سورية وتشاركها في عمليات القتل والإعدامات الجماعية.
وأشار كوناشينكوف إلى أن العديد من الخبراء غير المنحازين في الدول الغربية يطرحون أسئلة بديهية من قبيل كيف قام رجال «الخوذ البيضاء» بالعمل دون استخدام بدلات خاصة وأقنعة واقية في منطقة وقوع الهجوم الكيميائي».
وشدد على أن الوقائع تؤكد أن المدبرين الحاليين للهجوم الكيميائي لا يخططون إلى إجراء أي تحقيق شفاف في خان شيخون كما كان هو الحال في العراق وليبيا.
وزعمت الأنظمة المعادية للسوريين ووسائل إعلامها استخدام الجيش العربي السوري أسلحة كيميائية في بلدة خان شيخون بريف إدلب في الـ4 من الشهر الجاري، الأمر الذي نفته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة نفياً قاطعاً، مؤكدة أن الجيش لم يستخدم أي مواد كيميائية أو سامة في البلدة ولم ولن يستخدمها في أي مكان أو زمان لا سابقاً ولا مستقبلاً.
وكان الرئيس بشار الأسد شدد في مقابلة وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) على أن سورية لا تملك أسلحة كيميائية منذ إتلاف ترسانتها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أن الغرب والولايات المتحدة الأميركية بشكل رئيسي متواطئون مع الإرهابيين وقاموا بفبركة القصة المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون كي تكون لديهم ذريعة لشن هجومهم ضد قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص.
وفي وقت سابق من يوم أمس أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن قلق روسيا إزاء محاولة بعض الدول تشويه الوقائع المتعلقة بحادثة الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في خان شيخون وفرض إملاءات معينة على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن ريابكوف قوله: «إن موسكو غير راضية عن قيام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بوضع استنتاجات حول حادثة خان شيخون بما يتناسب مع فرضية محددة سابقاً».
وشدد ريابكوف على ضرورة إجراء تحقيق نزيه وشامل يتضمن إرسال مجموعة من الخبراء الدوليين إلى منطقة الحادث المزعوم وإلى مطار الشعيرات بريف حمص الذي تعرض لعدوان أميركي فجر السابع من نيسان الجاري.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدد أول من أمس التأكيد أن روسيا تصر على إجراء تحقيق نزيه وموضوعي وشفاف حول العدوان الأميركي عبر لجنة خبراء إضافيين برعاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لافتاً إلى أن موسكو أشارت إلى عدد من الأمور الغريبة ضمن البعثة الحالية التي أرسلتها المنظمة حيث يترأس قسميها خبراء من بريطانيا وحدها بشكل يتناقض مع مبادئ المنظمة التي تؤكد على التوازن بين الأعضاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن