سورية

واشنطن ترفض اليد الروسية وتفضّل احتواءها

| سامر ضاحي

تحاول الإدارة الأميركية الحالية برئاسة دونالد ترامب احتواء الدور الروسي الذي حققته موسكو خلال حكم إدارة باراك أوباما ولاسيما في الشرق الأوسط، بعد أن تصاعد هذا الدور في سورية وليبيا والخليج العربي ومصر وحتى تركيا، ولا أدل على ذلك من رفض إدارة ترامب حضور لقاء ثلاثي يجمعها مع الروس والأمم المتحدة غداً الإثنين.
ويبدو أن منطقة الشرق الأوسط عامة والأزمة السورية بشكل خاص تشهد حالياً عملية سباق استقطاب بين القوتين للقوى الفاعلة في المنطقة ولاسيما بعد العدوان الذي شنه ترامب على مطار الشعيرات العسكري في السابع من الشهر الجاري بزعم استخدام الحكومة السورية لهذا المطار كمنطلق لشن هجوم بسلاح كيميائي على خان شيخون في إدلب. وبعدما كشفت موسكو النيات الأميركية خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إليها الأسبوع الماضي، دعت إلى الاجتماع الثلاثي لسبر النيات الأميركية الحقيقية في سورية وهو ما يبدو أن واشنطن لم تبلورها حتى الآن. وبعد الإعلان عن الاجتماع الثلاثي ونجاح اجتماع ثلاثي آخر في طهران ضم خبراء الترويكا الثلاثية الضامنة لعملية أستانا (روسيا، إيران، تركيا) ببحث قضايا حساسة بخصوص الأزمة السورية خرج المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يوم الخميس الماضي ليعلن أن اجتماع الإثنين الثلاثي بات ثنائياً وأن الثلاثي فيه قد تأجل بسبب رفض الولايات المتحدة الحضور.
ومع رؤية إدارة ترامب تهديد الوجود الروسي في المنطقة لنفوذها رأينا الغزل الواضح الذي مارسه ترامب أثناء زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن مطلع الشهر الجاري وقبلها زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقائه ترامب أيضاً منتصف آذار ليتبعهما يوم الثلاثاء الماضي اتصال ترامب بنظيره التركي رجب طيب أردوغان وتهنئته بالفوز في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التركية.
ومنذ الأربعاء الماضي بدأ وزير دفاع ترامب جيمس ماتيس زيارة شرق أوسطية انطلقت من السعودية إلى مصر وإسرائيل فقطر في محاولة إعادة جمع حلفاء بلاده وضمهم في سياسة تنوي احتواء الدور الروسي المتصاعد في المنطقة ولاسيما في سورية وليبيا بعد أشهر شهدت تقارباً روسياً مع السعودية وقطر وقبله مع مصر، ولا أدل على هذه السياسة من تعبير بن سلمان في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الجمعة عن تفاؤله بالرئيس ترامب، الذي رآه «سيستعيد جميع تحالفات واشنطن»، وذلك بعدما كانت تتخوف المملكة من ترامب عندما كان مرشحاً للبيت الأبيض بسبب تصريحاته التي كان يطالب فيها دول الخليج بدفع مبالغ مقابل الحماية الأميركية لها، وتلهث المملكة خلف ترامب حالياً لتفكيك قانون جاستا الذي صدر عام 2016، والذي يسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة، بمقاضاة دول ينتمي إليها منفذو هذه الهجمات، وأغلبيتهم من السعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن